سيدتي - لينا الحوراني
كل الأمهات تنفرج أساريرهن، عندما يرين الزوج، يساعد أطفاله ويلعب معهم بصفته أباً وليس شريكاً للأم في التربية بشكل إجباري، وكم يشعرن بالإحباط إذا كان الزوج في غرفة والطفل يصرخ في الغرفة الأخرى، بينما الأم ليست قادرة على ترك عملها في المطبخ مثلاً!
برأي ... إن معظم الآباء يريدون أن يكونوا آباء جيدين، وحاضرين في حياة أبنائهم، لكن في بعض الأحيان لا يعرفون ماذا يفعلون، هم بحاجة فقط لبعض عبارات التشجيع والثناء، والتصرفات، تعلميها لتجعلي زوجك أكثر مرونة في تربية أطفاله. الدكتورة أمل بن جرش، اختصاصية نفسية واجتماعية، تطرح على الأمهات مجموعة من الطرق تعلمهن كيفية إقناع الزوج بالمساعدة على تربية الطفل.
1 – اتركي التلميحات جانباً
غالبًا ما تستخدم النساء التواصل غير اللفظي مثل الإيماءات وتعبيرات الوجه ووضعية الجسد ونبرة الصوت للتعبير عن مشاعرهن وإشاراتهن. على سبيل المثال ، إذا أدارت امرأة عينيها، ونفخت، وابتعدت عندما تتحدث فقد يكون ذلك علامة على أنها غير مهتمة بالمحادثة. إذا لمستك أو اتكأت عليك فقد يشير ذلك إلى الاهتمام، لكن عندما ترغبين بمساعدته اطلبي مباشرة. فالرجال عمومًا لا يستوعبون التلميحات بشكل جيد، لذا فبدلاً من الإدلاء بعبارات عدوانية سلبية مثل، "حفاضات الطفل أصبحت نتنة بالتأكيد" ثم تنظرين إليه بطرف عينك، يمكنك أن تقولي برفق، "عزيزي، أنا أمسح طاولة، هل يمكنك تغيير حفاضة الطفل من فضلك".
يمكن للمرأة التأكيد على أهمية بعض الأشياء التي تعني الكثير بالنسبة لها من خلال ذكرها بشكل متكرر أو استخدام تعبيرات مكثفة. إذا ذكرت امرأة مرارًا وتكرارًا مدى أهمية حدث أو موقف بالنسبة لها، فهذا يعني أنه مهم جدًا بالنسبة لها ويجب منحها مزيدًا من الاهتمام، والمساعدة.
- تخلصي من الكلمات "أبدًا" و"دائمًا"
تجنيب الكلمات الحاسمة مثل "أبدًا ودائمًا". فلا تقولي مثلاً: "زوجي لا يساعد أبدًا بالاعتناء بالأطفال" أو "إنه يشاهد التلفاز دائمًا". فصحيح أن زوجك يقضي أغلب الوقت أمام التلفزيون، لكنه يلعب مع الأطفال ولو قليلاً، وهكذا تكون كلمة "أبدًا ودائمًا" مبالغاً فيها في الواقع، وتتسببان بغضب الرجل، كما أن هذا الأسلوب سيتسبب لك بالإحراج الشديد أمام الناس، حاولي أن تحددي المجالات التي عادة لا يساعدك فيها، ولا تعممي.
- حددي نوع المساعدة
يشعر الشخص الذي يُساعد الآخرين بالكثير من الفرح والسعادة والطاقة الإيجابية، لأنه يحسّ بقيمته كإنسان وتتولد لديه رغبة قوية أن يكون قائداً لفعل الخير، فمن يُساعد الآخرين يتميز عن غيره برقة القلب وطيبته وإنسانيته الكبيرة، ولا تقتصر هذه المساعدة على الناس فقط، بل ربما يُساعد الإنسان حيواناً ما فيطعمه ويسقيه ويمنحه الدفء، توقعي كل هذه الصفات في زوجك، وضعي قائمة مكتوبة بالمساعدات، أو أعطي زوجك حاجة بعينها للمساعدة فيها، بدلاً من إرباكه بـ 6 أشياء ليعملها مرة واحدة، فالرجل لا يمكنه إنجاز أكثر من شيء واحد في الوقت نفسه. واعلمي أن عدداً كبيراً من الرجال يشعر أن المساعدة في تربية الطفل، هي انتقاص من رجولته، فتدرجي بالطلب، واختاري أولاً ما يناسبه من المهمات.
- وزعي الأدوار بينك وبينه
لم يعد دخول الرجل إلى المطبخ لمساعدة زوجته، أو حتى معاونته لها في ترتيب المنزل، أو العناية بالصغار أمرًا غريبًا، أو متناقضًا مع الرجولة، لكن هذا يبقى - لدى كثيرين، إن لم نقل الغالبية- مثل الأسرار الدفينة التي على الزوجة ألا تفشيها خارج أسوار منزلها، والتي يخجل الزوج من أن يجاهر بها فيصبح مجالاً للتندر، وكثيرًا ما يبدأ زملاؤه تجريحه باللجوء للمزاح حينًا، وتطور الأمور إلى اللمز أخرى، وقد تنتهي الحال أخيرًا إلى ما لا تحمد عقباه.
ثمة وجهان للرجل في هذا الوقت أحيانًا، أحدهما هو ذاك الرجل السمح المتعاون مع زوجته في كل شؤون المنزل، وآخر يظهره حين يكون بين الآخرين، فيخشى أن يصرح أنه يعين أهل بيته في شؤون المنزل التي بقيت حكرًا على الزوجات سنوات طويلة، وكان يعاب على الرجل أن يقوم بأي منها، كأن الأمر يشبه سبة أو عيبًا في رجولته، وهو ما جعل عددًا من الرجال متعاونين في المنزل، جاحدين خارجه، لذلك ناقشي زوجك مرة في الأسبوع لتعرفي منه المسؤوليات التي يتحملها كل منكما، وكيف يمكنه مساعدتك في المنزل وتربية الأطفال. وبغض النظر عن كيفية تقسيم عبء العمل، كوني واضحة معه لما سيفعله كل منكما والمسؤوليات التي عليه تحملها. وكوني ذكية وغير مسيطرة في طلب المشاركة، لأن أغلب الرجال يعتقدون أنه سيتم الاعتماد عليهم تماماً في هذه المهات، فيبتعدون! ولا داعي لأن تجاهري بذلك أمام الآخرين، إن لم يشأ هو ذلك.
- ناقشي القيود على التلفزيون والتكنولوجيا
حاولي إبعاده عن التلفزيون بشكل غير مباشر، والحديث الدائم عن مضار التكنولوجيا وأثرها على التفكك العائلي، ولا يكون ذلك إلا بالتمهيد للجلسات العائلية، وتحضير أطباق مميزة، وألعاب جماعية، كل يوم يسمح له بالتركيز على أطفاله بدلاً من على الشاشة.
واذكري له تأثير مشاهدة التلفاز لساعات طويلة على الصحة العقلية والجسدية وكيف أنه يتسبب بعدم الاستقرار النفسي ولا سيما لدى مشاهدة المسلسلات والأفلام، المليئة بالإجرام، أديري نقاشك من منطلق الحفاظ على صحته، وذكريه كيف يبعد التلفزيون من ممارسة النشاطات التي تساعد على تحسين الذاكرة. وقد يتسبب بآلام في الظهر والسمنة لأنه يبعد الأشخاص عن ممارسة الرياضة. إضافة إلى التأثير الاجتماعي حيث تضع ساعات المشاهدة الطويلة الأشخاص في عزلة وتقلل تفاعلهم الاجتماعي.
- قدريه واشكريه على ما يفعله
إن قول "شكرا" يدفعنا إلى معرفة ما نشعر بالامتنان له حقا، وبالتالي كيف ننقل ذلك إلى أزواجنا. وعلى سبيل المثال، فإن شكر شريكك على الذهاب للتسوق من أجل احتياجات المنزل، على الرغم من أنه يبدو تافهاً، يمكن أن يكشف أيضاً عن الامتنان للعديد من الأشياء الأخرى التي تقع خارج نطاق التسوق مثل أهمية وجوده في حياتنا. اجعليه يشعر بالحاجة والتقدير، لا تنتقديه إذا أخطأ هو ببساطة ينجز الأعمال بشكل مختلف عنك قد يحدث القليل من الفوضى عندما يغير حفاض الطفل، أو يستغرق 3 أضعاف الوقت الذي تستغرقينه أنت عندما تنجزين هذا العمل. ما عليك هنا إلا أن تشاهدي وتبتسمي وتقولي شكراً.
- شجعيه على اللعب مع الأطفال
الآباء متعودون على اللعب بخشونة، لكن لعبهم ممتع ويفرح الأطفال، وبدلاً أن تقولي له كن "ناعماً" شجعيه مثلاً على الركض في الحديقة مع الأطفال، أو الذهاب في جولة بالدراجة، أو الجلوس على الأرض ولعب الليجو، أو المصارعة أو خوض حرب الدغدغة. هذه الألعاب ستلهيهم وتمنحك الراحة. لأنه من خلال اللعب، يعبر الأطفال عن مشاعرهم، ويطرحون الأسئلة، ويتواصلون مع بيئتهم ويتعلمون عن الحياة. اللعب هو أداة يستوعب ويفهم الأطفال من خلالها تجاربهم عن طريق استخدام خيالهم بنشاط، يقوي التواصل بينهم وبين الآباء، إذ يعد اللعب جزءاً مهماً لنمو الطفل السعيد والصحي. كما أن اللعب يساعد الآباء على فهم حاجات الأطفال أكثر، ما يساعد على نمو علاقة تفاهم وانسجام كبيرة بينهما في المستقبل، لا سيما في فترة المراهقة، حيث تكون الفترة الأصعب للتعامل مع الأبناء.
8 . قدمي له كتاباً عن الأبوة والأمومة
إن قراءته عن المهام التي تقومين بها، سيجعله يستوعب مدى صعوبتها، وسيخفف من شكواه، لكن لا تجبريه على القراءة، أنت بهذا تقولين له تعرَف كيف تربي ابنك، ما يخلق عنده ردة فعل عكسية، أخبريه ببساطة أنك بدأت في قراءة كتاب لمساعدتك على أن تكوني أمًا أو زوجة أفضل وترغبين في قراءته بصوت عالٍ معه في المساء لبضع دقائق. رجال هذه الأيام أكثر انفتاحًا على كتب تحسين الذات فقط اختاري الكتاب المناسب.
- خصصي وقتًا تقضينه معه من دون أطفال لتنمية علاقة زواجكما
اذهبي معه في موعد غرامي، ودعي جليسة للأطفال، أو إحدى نساء عائلتك تقوم بمهامك، استرجعي معه لحظات الحب التي جمعتكما أول مرة، فكلما جعلته أقرب إليك عاطفياً، يصبح من الأسهل مناقشة المشكلات التي تنشأ بينكما وحلها معًا.
- تعاطفي مع حاجاته التي يحبها
مثلاً إذا كان يتابع التلفزيون كثيراً فقولي له: "لقد لاحظت أنك تحب مشاهدة التلفزيون عندما تعود إلى المنزل من العمل".
ثم عبري عن حاجتك من دون هجوم: "لكنني أحتاج لمساعدتك في تجهيز الأطفال لتناول العشاء والنوم".
وكي تثبتي له أنك مهتمة ببرنامجه الذي يتابعه قولي له: "هل يمكننا تسجيل البرامج التي تريد مشاهدتها؛ حتى نتمكن من مساعدة بعضنا البعض في العشاء ووقت النوم، وبعد ذلك يمكننا مشاهدتها معًا؟".
في طبع الرجال أنهم يحبون من يحتاجهم، وما عليك إلا أن تطرحي طلبك بشكل إيجابي، في النهاية ستنالين مرادك. لكن احذري أن تعامليه كطفل، بل بلطف وتفهم واحترام وابحثي عن طرق لإخباره بمدى حاجتك إليه ليكون جزءًا من حياتك وحياة أطفالك. وشاهدي النتيجة.