د. أمين بن عبدالله الشقاوي
الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أما بَعدُ:
فقد قال تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19].
ترتكز العشرة الزوجية على أمور ثلاثة يجب على الزوجين فهمها والعمل بمقتضاها.
الأول: المودة من كلٍّ منهما.
الثاني: الرحمة لكلٍّ منهما.
الثالث: إقامة حدود الله.
قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21].
وقال تعالى: ﴿فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 230].
والمقصود بإقامة حدود الله: أن يطيع كلُّ واحد منهما اللهَ في الآخر، فلا يتجاوز أحدٌ منهما حدود الله تعالى لإرادة إغاظة الآخر.
فإذا اجتمعت هذه الأمور الثلاثة للزوجين نالا سعادة الدنيا، ويُرجى لهما سعادة الآخرة، ومثال ذلك: أن يتعمد الرجل النظر إلى النساء والصور المحرمة لا استحلالًا لها وحبًّا فيها، وإنما يغيظ زوجته بذلك، وكذلك العكس: أن تتعمد هي النظر إلى الرجال الأجانب، أو تتساهل في الحجاب الشرعي، أو تستمع إلى الغناء والمعازف، لا استحلالًا لذلك ولا حبًّا فيه، ولكن تغيظ زوجها بذلك، وغير ذلك مما هو أصغر أو أكبر مما يعلم من أحوال الزوجين، نسأل الله الهداية لنا ولهم ولكل عبد مسلم.
اللهم أصلح أزواجنا وذريَّاتنا، واجعلنا وإياهم هداه مهتدين.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.