بينما تحضّر لتخزين مستلزمات المولود الأول الذي بدأ يكبر، من الطبيعي أن تبدأ بالتفكير في إنجاب طفل آخر. ومن المنطقي أن تفضّل بفارق عمري صغير بين الطفلين حتى يتمكنا من اللعب معا والاستمتاع بطفولتهما سويا. لكن هل هذا الخيار الأفضل؟

تقول المربية الاجتماعية وعضوة مؤتمر الإرشاد الأسري في ألمانيا دانا مونت، "عندما يسألني الآباء الذين يرغبون في إنجاب طفل آخر عن الفارق العمري المثالي، للأسف، لا أملك إجابة واحدة تناسب الجميع".

ومع ذلك، تقدم مونت مجموعة من النصائح لمساعدة الآباء في اتخاذ القرار.

عوامل مهمة عند التخطيط للإنجاب مجددا

توضح مونت أنه لا يوجد فارق زمني معين بين الأطفال يضمن سهولة فترة التربية أو يضمن أن يكون الإخوة على وفاق دائم. بل يعتمد طول الفارق بين الولادات على عدة عوامل شخصية واجتماعية، من بينها:

    الوضع الصحي: ينبغي مراعاة حالة الأم الجسدية ومدى استعدادها لحمل آخر.

    الوضع المعيشي: حجم المنزل وقدرته على استيعاب طفل آخر.

    الوضع المهني والمالي: تأثير الحمل الجديد على عمل الوالدين ومدى قدرتهم على التحمل.

    الدعم الاجتماعي: توفر العائلة أو الأصدقاء للمساعدة في رعاية الأطفال.

بالإضافة إلى ذلك، تلعب تجربة الوالدين مع إخوتهم خلال الطفولة دورا في اتخاذ القرار:

    هل كانوا يتمنون إخوة مقاربين لهم في العمر؟

    أم شعروا أن وجود إخوة كان عبئا عليهم؟

تضيف مونت: "لا يمكنك توقع ردة فعل الأطفال دائما. قد يكون هناك حب بين الإخوة، وقد يكون هناك صراع بغض النظر عن فارق العمر بينهم".

كما تشدد على ضرورة أن تمنح الأم نفسها الوقت الكافي للتعافي بعد الولادة، حيث إن الحمل والولادة مرهقان للغاية جسديا ونفسيا، خاصة إذا كان الطفل الأول لا يزال رضيعا.

مزايا الفارق العمري الصغير

    غالبا ما يكون الأطفال المتقاربون في العمر قادرين على التفاعل بسهولة ولديهم اهتمامات مشتركة، مما يعزز تطورهم الاجتماعي.

    يمكن للوالدين اتباع أساليب تربية مشابهة لكلا الطفلين.

    الاحتفاظ بمستلزمات الطفل الأول (مثل الألعاب، الملابس) يوفر الوقت والمال.

عيوب الفارق العمري الصغير

    قد يشعر الوالدان بالإرهاق سريعا بسبب تلبية احتياجات طفلين صغيرين في الوقت ذاته.

    قلة النوم والإرهاق المزمن يمكن أن يؤثرا على الصحة النفسية والجسدية للوالدين.

    قد يصبح من الصعب منح كل طفل الانتباه اللازم، مما يؤدي إلى تنافس الأطفال على اهتمام الوالدين.

مزايا الفارق العمري الكبير

    يمنح الوالدان فرصة لإعطاء كل طفل اهتماما فرديا أكثر.

    تلبية احتياجات الأطفال المختلفة تصبح أكثر تنظيما مع وجود فاصل زمني.

    العودة إلى العمل يمكن أن تكون أسهل عندما تكون الولادات متباعدة.

عيوب الفارق العمري الكبير

    قد يؤدي الفارق الكبير إلى ضعف العلاقة بين الإخوة بسبب وجودهم في مراحل تطور مختلفة.

    قد يتطلب التعامل مع أطفال في أعمار مختلفة توازنا دقيقا فيما يتعلق بالأنشطة والإجازات وأساليب التربية.

    طول فترة التربية قد يشعر الوالدان بالإرهاق مع مرور الوقت، رغم أن البعض يستمتع بالبقاء مشغولا بتربية الأطفال لفترة طويلة.

أخيرا، توضح مونت أن الفارق العمري المثالي بين الأطفال قرار شخصي يعتمد على ظروف الأسرة واحتياجاتها. لا توجد قاعدة ثابتة تناسب الجميع، بل يجب على الآباء تقييم أوضاعهم الصحية، المعيشية، والاجتماعية، بالإضافة إلى توقعاتهم وتصوراتهم حول التربية، لاختيار الخيار الأنسب لهم ولأطفالهم.

المصدر : وكالة الأنباء الألمانية

JoomShaper