جريدة الغد

في ظل ضغوط الحياة اليومية، مثل الجائحة، والتوترات السياسية، والتغير المناخي، والأزمات الاقتصادية، تصبح الخلافات الأسرية أكثر توترًا، وقد يجد  الأزواج أنفسهم يتشاجرون أمام أطفالهم. لكن هل هذا مضر دائمًا؟

 يؤكد الخبراء أنه ليس كل الخلافات سلبية. وفقًا لمعالجة الأسرة بيز برودفوت لموقع "بيرنتس" المهتم بالأم والطفل، فإن نقص الخصوصية خلال الجائحة، على سبيل المثال، جعل من الصعب على الأزواج تجنب الجدال أمام أطفالهم. ومع ذلك، ترى هي وخبراء آخرون أن حل الخلافات أمام الأطفال قد يكون درسًا قيّمًا في كيفية إدارة المشكلات بطريقة صحية.

وتوضح الخبيرة البريطانية في العلاقات الأسرية بيني مانسفيلد، أن الجدل هو شكل من أشكال التواصل الطبيعي، وأنه عندما يرى الأطفال والديهم يتوصلون إلى حلول وسط، يتعلمون من ذلك مهارات حل المشكلات. ومع ذلك، تحذر من أن البدء في الجدال أمام الأطفال دون إنهائه أمامهم قد يتركهم قلقين أو مرتبكين.

 لكن في المقابل، فإن إدارة الخلافات بشكل غير صحي قد تؤدي إلى  آثار نفسية سلبية. فقد أظهرت دراسات من جامعتي أوريغون وفيرمونت أن الأطفال، وحتى الرضع، يتأثرون بصوت الغضب والتوتر، ما قد يؤثر في نموهم العاطفي وطريقة تفاعلهم اجتماعيًّا في المستقبل.

ولتقليل الأذى، ينصح الخبراء بإدارة النقاشات بطريقة هادئة ومحترمة، وذلك من خلال تقنيات مثل التركيز على التنفس، واستخدام عبارات تبدأ بـ"أنا أشعر" بدلًا من إلقاء اللوم، واختيار الوقت المناسب للحوار، والإنصات للطرف الآخر. ويجب تجنّب العدوانية أو الصراخ أو التجاهل.

وفي حال شهد الطفل جدالًا، يُفضل أن يطمئنه الوالدان، ويؤكدا له أن الأمر ليس بسببه، وأن الخلافات جزء من الحياة، ولكن يتم حلها بشكل مسؤول. ويمكن أن يتحول ذلك إلى فرصة تعليمية تُمكّن الطفل من تعلّم طرق صحية للتعامل مع الخلافات في المستقبل.

JoomShaper