أيمن بريك
أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة أنه يمكن للمرأة العاملة أن تساهم في النفقة تعويضًا عن غيابها عن البيت، مشيرًا إلى أن ذلك يكون بالتفاهم بين الزوجين.
وقال الشيخ سلمان - في حلقة الخميس من برنامج "حجر الزاوية"، والذي يبث على فضائية mbc ، والتي جاءت تحت عنوان "التغيير أسرة 2 " -: إن المرأة الآن أصبحت عاملة، فهي معلمة، أو موظفة، أو إدارية لها راتب، مشيرًا إلى أن هذا الراتب حق لها، كما أن الإسلام ضمن لها التملّك ولا يحق مالها إلا بطيب نفس منها كما قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-.
تعاون.. وشراكة
وأضاف الدكتور العودة: أنه إذا كان للمرأة غياب عن المنزل من أجل العمل، فإنه من العدل أن يكون بين المرأة والرجل في هذه الحالة تعاون وشراكة، سواء كانت هذه الشراكة في بناء المنزل مع حفظ حق كل واحد منهما، أو شراكة المرأة في الصرف والإنفاق بحكم غيابها جزئياً.
وتابع فضيلته: إن كون المرأة مستغنية بمالها فإن هذا لا يعني أن يتخلى الرجل عن مسئوليته في الإنفاق، لافتًا إلى أن كون الزوج هو القائم بالنفقة قد يكون له طعم وحلاوة عند المرأة، فالأمر لا يُنظر إليه من الجانب المادي فقط.
إنصاف المرأة
وتعقيبًا على مداخلة من مشاركة، تشكر الشيخ على إنصافه للمرأة، وتتحدث عن نظرة المجتمع إلى عمل المرأة، قال الشيخ سلمان: نحن نتحدث عن إنصاف ربنا، وهو أحكم الحاكمين وأعدل العادلين، وإنصاف نبينا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي رعى المرأة وعرف حقها، وهذا الإنصاف هو الذي تستقيم به الأمور وليس نمطاً يتم توليده أو يستورد من هنا أو هناك.
وأضاف فضيلته: إن جزءًا من الإنصاف يتعلق بعمل المرأة من خلال مشاريع معينة، وهناك إمكانية كبيرة أن تعمل المرأة مثلما كانت تعمل في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي عصور الإسلام الزاهرة، وفي كل مكان، أن المرأة جزء من العمل، حيث يمكن أن تقوم المرأة بمشروع اقتصادي أو بمشروع إداري، أو أن تعمل ضمن غيرها.
أسر منتجة
وضرب الدكتور العودة، مثالاً لذلك، قائلاً: لقد كنت ذات مرة في المغرب العربي، حيث وجدت أن هناك مطعمًا تقوم عليه أسرة، فالأم هي المديرة والأولاد والبنات كلهم تحت إشراف الأب والأم يقومون بأعمال المطعم.
وتابع فضيلته: وكذلك ما يتعلق بالأسر المنتجة، والترابط الأسري والاستغناء عن مد اليد إلى الآخرين.
ظلم المرأة
وأوضح الشيخ سلمان: أن هناك حالات ظلم للمرأة ليس في العالم الإسلامي بل في العالم كله، مشيرًا إلى أن المرأة تشكل أكثر من 33% من القوى العاملة في العالم، ومع ذلك فإن الغالب أن راتب المرأة أقل في معظم بلاد العالم ربما يصل إلى حوالي 70%، كما أنه ليس غريباً أن نقول إن نصف الغذاء العالمي هو بأيدٍ نسائية، ومع ذلك يقل أو يندر أن تجد امرأة تملك الحقل أو المزرعة أو هذا المشروع الذي تقوم به.
وذكر فضيلته: أن كثيرًا من أنماط الراعية الصحية والتربوية -كما نلاحظها- تقوم، ومع ذلك نجد أن نسبة الأمية في النساء ضعف نسبتها في الرجال، لافتًا إلى أن كثيرًا من النساء العاملات يعانين من الابتزاز، وسلب الحقوق، والتأخير، والتأجيل، والعدوان على المرأة، وابتذالها واستغلالها واستخدامها فيما يهين كرامتها ويذهب بعفتها ومكانتها مما يتعلق بإشباع غريزة الرجل أو إغرائه.
فراغ المنزل
واستطرد الدكتور العودة: إن المرأة في كثير من بلاد العالم يتاح لها العمل في مجالات الترفيه، فهي تستخدم قليلاً ثم يرمى بها دون مراعاة لحقوقها ولا حاضرها ولا مستقبلها، لافتًا إلى أن هناك فرصًا كبيرة اليوم للعمل عن بعد، أو في تجمعات نسائية، أو حتى من خلال المنزل ملأً للفراغ، وذلك لأن فراغ المنزل سواء بسبب وجود الخادمة التي تقوم بالعمل أو غياب الأم، يؤثر كثيراً على النشء، كما أن فراغ الأم يصنع عندها مشكلات، وكما يقول الشاعر:
لقد هاج الفراغ عليّ شغلاً وأسباب البلاء من الفراغ
شروط عمل المرأة
وأكد الشيخ سلمان: أنه من شروط عمل المرأة:
1- ألا يكون مؤثراً بصحتها: حيث إن بعض الأعمال لا يناسب طبيعة تكوين المرأة .
2- أن يتناسب مع أنوثتها: فبعض الأعمال لا تتناسب مع أنوثة المرأة، مثل الأعمال المشبوهه أو الأعمال السيئة أو غير ذلك إلا في الضرورة، لكن كون المرأة تعمل في الورديات فإن هذا معناه أنها قد تداوم في الليل أو في الهزيع الأخير من الليل أو غير ذلك وتنسى أسرتها وزوجها هذا فيه صعوبة وإن كان من ضرورة فلتقدر بقدرها.
ولفت فضيلته: إلى تعرض المرأة أحيانا الى ابتزاز لا يرضاه مسلم، مشيرًا إلى أن هناك الآن إحصائيات تشير إلى عدد حالات تحرش تتعرض لها المرأة العاملة في البلاد الإسلامية.
مجالات محتشمة
وفيما يتعلق بأن هناك وظائف نسائية محتشمة وإن شابها بعض من التواجد الرجالي، قال الشيخ سلمان: هذا صحيح، كما أن مجالات العمل متعددة، فهناك التعليم، والتربية، وأعمال إدارية، واقتصادية، وأعمال مستقلة وجماعية ، مشيرًا إلى أن النزاهة هي خُلق وتكوين قبل أن يكون إيحاءً أو تأثيرًا.
نفقة.. ومتاع بالمعروف
وفيما يتعلق بالنفقة على المطلقة والأولاد، قال الشيخ سلمان: إن الله -سبحانه وتعالى- أمر للمطلقة بالنفقة حتى تخرج من عدتها، وأيضًا المتعة، يقول الله -سبحانه وتعالى-: (وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ)(البقرة: من الآية241)، فهذا المتاع يكون قدرًا من العطاء، مشيرًا إلى أنه في بعض بلاد الغرب تأخذ المطلقة بالقانون -أحيانًا- نسبة من الثروة ضخمة ، ولكن في الإسلام لا يوجد هذا الإجحاف بحق الرجل.
وأضاف فضيلته: لكن قد تكون المطلقة ساهمت في إيجاد هذه الثروة وإعدادها وصناعتها وعملت مع زوجها وشاركته في أشياء كثيرة ، فليس معقولًا أن تأخذ مبلغًا زهيدًا مثلما تأخذه امرأة فقيرة من رجل فقير، وهنا يقول تعالى(مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ)(البقرة: من الآية241)، وهذا المتاع يختلف بحسب وضع الرجل ووضع المرأة ودورها معه في الخدمة والعمل.
العوانس.. مصطلح مرفوض
وتعقيبًا على مداخلة، تتحدث عن أن كثيرين يعترضون على مصطلح "العوانس"، قال الشيخ سلمان: إنني أوافق على هذا، مع أن كلمة عانس عادية ولكن مع كثرة وسوء استخدامها صار لها دلالة سلبية، متسائلا: لماذا لا نلغي كلمة عانس؟، داعيا الإعلاميين وغيرهم إلى العمل على إلغاء كلمة عانس واستبدالها، لأنها لم ترد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية، وعلى ذلك فإننا يمكننا أن نقول " عازبة " أو " عزباء "، وذلك مثلما نقول الشباب العزّاب.
وأضاف فضيلته: أن هذا بلا شك يبعد الظلال السلبية، كما أن فيه قدرًا من التكافؤ بين الرجل والمرأة بحيث لا يشعرنا بأن تأخر زواج المرأة هو مشكلة بخلاف الرجل، مشيرًا إلى أن بعض الأسر يعتبرون العنوسة عبئًا أو أن البنت عبء طول بقائها في بيت أهلها أو تبعة، بينما يفترض أن يُشعر الأهل بنتهم بأن بقاءها عندهم عز وشرف ولولا سنة الله -سبحانه وتعالى- في الزواج لكان أملهم أن تبقى عندهم إلى الأبد.
مسئولية من؟!!
وأردف الدكتور العودة: أنه ليست العنوسة دائمًا هي مسؤولية المرأة فقط، فقد تكون العنوسة بسبب مسؤولية الأسرة، أو بسبب بعض الآباء الذي يعضلون البنت طمعًا في مالها، بسبب أنهم يريدونها لابن عمها أو لابن خالها أو لفلان أو علان، بسبب أنهم يتحكمون ويتدخلون في كل من يأتي لخطبتها، مشيرًا إلى أن الكثير من الأسر تمارس أشياء من هذا القبيل.
وتابع فضيلته: قد تكون العزوبة ليست بسبب أن البنت ضد الزواج ولكن بسبب انشغالها بوظيفة، أو دراسة، أو بأعمال تطوعية وخيرية تجد نفسها فيها وليس لديها رغبة في الزواج أثناء ذلك، وقد لا يكون لديها رغبة على المدى المنظور لاعتبارات فسيولوجية أو نفسية.
أخطاء الماضي
ولفت الشيخ سلمان: إلى أن بعض البنات لا تقبل الزواج لكثرة ما تسمع عن مشكلات الزواج، أو لحالات الطلاق، أو لأن أختها أو بنت خالتها أو زميلتها طُلقت، أو لأنها متهيبة، وليس عندها استعداد نفسي للعلاقة الزوجية، أو قد تكون بعض البنات ارتكبت خطأ أو كانت لها علاقة يومًا من الأيام بفتى من الفتيان، فبسبب ذلك تظن هذه البنت أن هذا ربما يؤثر على علاقتها الزوجية.
وأشار فضيلته: إلى أن بعض البنات تظن أنها فقدت بكارتها، فالكثير من البنات يسألنني، وأؤكد لهم أنه مع أهمية النقاء والصفاء والتجرد، أن تكون البنت في قلبها وقالبها وجسدها خالصة لشريك عمرها وفارس أحلامها، فالأخطاء الماضية قد تقع بسبب غفلة الأهل، وتسلط الشهوة، والشيطان، وإغراء بعض الشباب الذين يبتزون البنات، ومع ذلك على البنت أن تكون قادرة على أن تنهض من عثرتها وتبني مستقبلها من جديد ولا تشعر بالخوف المفرط وأن هذه الأمور ستكتشف، فبعض البنات بطيبة وحسن نية ربما تتحدث عن ماضٍ بسيط، فيبالغ الرجل في تضخيمه مما يسبب الطلاق، فربما تكون الفتاة كلمت أحدًا أو حادثته بالماسنجر، ولم تكن عن علاقة حب أو شهوة؛ ولكنه مجرد كلام، فإذا علم الزوج بذلك ربما ظن الأمر أكبر من ذلك بكثير مما يقدح في عفة الفتاة.
عوانس من أجل التغيير
وذكر الدكتور العودة: أنه يوجد في مصر موقع إلكتروني اسمه " عوانس من أجل التغيير "، وهؤلاء يبدو أنه ليس عندهم مشكلة في كلمة عوانس، مشيرًا إلى أن هذا الموقع شارك فيه نساء ورجال ومتزوجون وغير متزوجين ومتزوجات وعازبات ، فهم يتحدثون عن التغيير بما في ذلك تغيير الصورة الاجتماعية، وأن المرأة ليست شخصيتها فقط في الزواج ولا ينبغي أن ينظر للمرأة اجتماعيًا أنها ناقصة أو معيبة إن لم تكن ذات زوج.
وأوضح فضيلته: حتى بعض الإحصائيات عن نسبة العنوسة تخضع لمؤثرات عديدة منها السن، فمتى نطلق على الفتاة أنها عانس؟، لافتًا إلى أنه ليس هناك ضابط دقيق، فمن الممكن أن يكون عمرها ثماني وعشرين وبعضهم يعتبرها عانسًا، وبعضهم يراها عانساً إذا بلغت الثلاثين...إلخ، مشيرًا إلى أنه على كثير من البنات أن يكون إيمانها بالله -سبحانه وتعالى- قويًا لعل الله صرف عنك شرًا ولعل الله يدخر لها خيرًا بهذا التأخير والرزق بأجل مكتوب، يقول تعالى (وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ) (هود:104).
الزواج تغيير
وردًا على سؤال من مشاركة، تقول: ما هو وضعي كامرأة أعيش مع زوج لا أحبه؟، قال الشيخ سلمان: اسأل الله أن يعينها من تعيش مع زوج لا تحبه، فهذا تحدٍ صعب.
وأضاف فضيلته: أننا يجب علينا أن ندرك أن الزواج تغيير، فبدلًا من أن تكون شخصًا منفردًا أصبحت شريكًا وزميلة، وأنت لك زميل في الحياة ليس مؤقتًا بشراكة أو بوقت معين وإنما هو شريك في الحياة كلها، ولذلك هو شريك حياة، كما أنه شريك في العواطف، والمشاعر، والأحاسيس، وقد كان أبو الدرداء -رضي الله عنه- يقول لأم الدرداء: إذا غضبتُ فراضيني، وإذا غضبتِ أراضيك، وإلا فكيف نتفق؟
فقر عاطفي
وأردف الدكتور العودة: لقد جاءتني العديد من الملاحظات من الأخوات فيما يتعلق بالزوجية والتعامل الزوجي غالبها يتلخص في الفقر العاطفي وعدم اعتياد الأزواج على وجه الخصوص على تبادل الكلمات الجميلة، وكلمات الحب والإعجاب، بينما ربما يجودون بسخاء على النساء اللاتي لا يعرفونهن أو على زميلات في العمل.
وتابع فضيلته: أنه ما من بيت إلا وفيه مشكلات، وهذا أمر يجب أن يكون مفهومًا تمامًا، حيث يستحيل ويندر أن يوجد بيت من دون مشاكل ، وهل يريد الزوج زوجة تستقيم له في كل الظروف وتعجبه في كل حال وتتذلل له في كل لحظة وتنسجم معه في كل حالة ولحظة؟ الا يستذكر هنا أن المرأة قد عاشت عشرين سنة او اكثر في بيت أهلها وتطبعت على طبائع منها الحسن ومنها السيء، زيادةً على أنها مغايرة له في طبيعتها وتكوينها وتربيتها وأدائها ونظراتها وتطلعاتها وطموحاتها. إنها حتماً لن تكون كما يريد الزوج .
العقم.. قدر إلهي
وفيما يتعلق بالعقم ومعالجته طبيًا أو اللجوء إلى الله -عز وجل- أولًا، قال الشيخ سلمان: إن العقم هو قدر إلهي، يقول تعالى (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا)(الشورى: من الآية50، 49)، مشيرًا إلى أن الولد تغيير، فالإنسان يشعر مع أول مولود بمعنى الأبوة والحنان لأول مرة تتدفق هذه المشاعر ربما لا يعرف قدر والديه ودور والديه إلا بعدما يجرب هو حياة الأبوة أو تجرب هي حياة الأمومة.
وأضاف فضيلته: أن العقم هو ابتلاء من أعظم ألوان الابتلاء التي تواجه بالصبر ومن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط، ولكن أيضًا تعالج بالوسائل الطبية المتطورة اليوم.
وتابع فضيلته: أن هذا يؤكد أن الدعاء، إذا كان معه إخلاص وصدق وتوكل على الله -سبحانه وتعالى- فإنه يمكن أن يكون علاجا، فضلا عن الصدقة والتي لها أثر في إزالة الكثير من الأسباب، حيث يجب على الإنسان أن يتصدق ويكثر من الصدقة مع الدعاء والوصية بالدعاء له.
التربية.. متغير
وتعقيبًا على مداخلة، تقول: إن التربية والوعي بالمتغيرات القادمة والتي يمكن أن تحدث هو قنطرة النجاح لتربية أفضل، قال الشيخ سلمان: إن التربية هي متغير فهي بلوغ الإنسان كماله شيئًا فشيئًا، وإذا كنا نقول إن أفضل التغييرات هي تلك التغييرات المتراكمة، فالتربية هي من أهم المغيرات، فهي تغير المربى، ولكن التربية متغير، ولذلك علي -رضي الله عنه- كان يقول وينسب لعمر -رضي الله عنه- أيضًا: لا تكرهوا أبناءكم على أخلاقكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم.
وأضاف فضيلته: أن هذا قد وقع في ذلك الوقت الذي ربما نعتبر أن المتغيرات فيه قليلة، لكن اليوم فإن المتغيرات ضخمة ، وعلى سبيل المثال، فإنه من أهم المتغيرات التي يشار إليها قضية الخادمة في المنزل، فهذه مؤثرة في التربية، مشيرًا إلى أنه يقال أنه في المملكة حوالي ثلاثة ملايين خادمة بطريقة نظامية أو غير نظامية، فالخادمة في الغالب تنتمي إلى بيئة وثقافة مختلفة وأحيانًا عقيدة مختلفة.
الخادمة.. والسائق
وأوضح الدكتور العودة: أن سوء التعامل مع الخادمة قد ينعكس على أدائها وتعاملها مع الأولاد، فالخادمة أصبحت نوعًا من الترفيه والتباهي بين النساء، مشيرًا إلى أن هذه من المتغيرات السلبية التي أتساءل كيف تقبلها مجتمعنا بهذه الأريحية دون أن نجد امتعاضًا من هذا الأمر أو شعورًا بأن هناك حالة اختراق، فلم نسمع كلامًا بأن هناك مؤامرة أو خطة لتغيير المجتمع من خلال هذه الخدمة، وهذا يؤكد لك عملية الحاجة، فالأشياء التي تدعو إليها الحاجة يتساهل الناس فيها كثيرًا ويتقبلونها لكن هناك إفراط في القبول.
وذكر فضيلته: أنه يقال في السائق مثلما يقال في الخادمة، كاستفراده بالبنات والأطفال الصغار، فضلا عن عمليات السرقة، والعلاقات، وعدم الاهتمام، وعدم حفظ حقوق هؤلاء الناس سواء فيما يتعلق بالرواتب أو ما يتعلق بساعات العمل أو أسلوب التعامل معهم.
الدعاء له.. لا عليه
وأردف الشيخ سلمان: أما التربية بشكل عام، فإنني أذكر فقط بالدعاء، مشيرًا إلى أن كثيرا من الآباء والأمهات يدعون على أولادهم والنبي -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يدعو الإنسان على ولده إلا بخير لأنها قد تصادف ساعة إجابة.
وتابع فضيلته: أن الإنسان عندما يدعو على ولده بالإعاقة أو بالمرض، فإنه في النهاية أنت الذي سوف تقوم بهذه المعالجة له، فبدلًا من الدعاء عليه يمكن أن يكون الدعاء له.
الطلاق.. أبغض الحلال
وتعقيبًا على مداخلة، تقول: إن بيت الزوجية إذا تم كماله وصار هنالك زوجان يفترض أنهما سيعيشان طول الأبد، فإن أول حالة تغيير سلبية هي الطلاق، قال الشيخ سلمان: إن الطلاق هو أمر الله -سبحانه وتعالى- ذكره في القرآن الكريم وذكر أحكامه، وفي الحديث المرفوع " أبغض الحلال إلى الله الطلاق " وإن كان هذا حديثًا مرسلًا ولكن له معنى صحيح، مشيرًا إلى أنه في الحديث الآخر أن الشيطان يفرح بالإنسان الذي يطلق زوجته، لأن الطلاق يفتح أبواب الشر والجحيم على كل من الزوجين.
وأضاف فضيلته: أن هناك الطلاق الذي يكون ضرورة أو حاجة أو مصلحة للطرفين، فهناك الطلاق الناجح الإيجابي -إن صح التعبير-، ففي الغرب يعملون مسابقات أحيانًا، وعلى سبيل المثال، ففي مدينة مانشستر قامت إحدى الإذاعات بعمل مسابقة على الطلاق وفاز حبيبان قاما بالتطليق وفق مراسم احتفال وبالتراضي الكامل.
إيجابي.. وسلبي
وأوضح الدكتور العودة: أن إيجابية الطلاق تعني أنه حل لمشكلة بين الطرفين، وأنه تم بطريقة هادئة، وأنه ليس هناك ذكريات مؤلمة، أو حديث سيئ، أو أن كل طرف يتكلم عن الآخر، فليس هناك مضارة في الأولاد الذين هم ثمرة الطلاق.
وتابع فضيلته: يوجد أيضا الطلاق السلبي الذي تم نتيجة مشكلات طويلة عويصة ووصل للمحكمة وكل واحد يتكلم عن الآخر بطريقة غير مقبولة، ويحاول أن يؤذي الآخر، وقد يكون هناك ثمرة للزواج في الأولاد فيكون هناك مضارة وكل واحد ربما يرسم صورة سلبية عند الولد عن الشريك الآخر مما يؤدي إلى أن يكون ثمرة الطلاق ولدًا معقدًا، وليس الانفصال فقط، مشيرًا إلى أن هذا يحدث كثيرًا ولكن لأن كل طرف يتكلم عن الآخر.
أخطاء كثيرة
ولفت الشيخ سلمان: أنه توجد أخطاء كثيرة يتم ارتكابها في الطلاق، فعند الأزواج مثلًا: الطلاق في الحيض لا يجوز، وكذا الطلاق في طهر جامعها فيه لا يجوز، والطلاق بالثلاث وهو أن يطلقها ثلاثًا بأي صيغة من الصيغ، فهذا كله لا يجوز، وكذا التهديد بالطلاق، والقسم بالطلاق، وكون الزوج أول حل عنده وآخر حل عنده هو الطلاق، والتسرع بتثبيت الطلاق من خلال الذهاب إلى المحكمة، وقد يثبته بطريقة غير دقيقة أو أن القاضي ربما صاحب هذا التثبيت للطلاق بحكم شرعي يجعل المفتين لا يستطيعون أن يبتوا في هذا بشيء لأنه تم تثبيت حكم شرعي فيه، فبعضهم قد يكتب تواريخ غير دقيقة ومعلومات غير دقيقة.
وأردف فضيلته: ولذلك ناشدنا أكثر من مرة ـ واليوم نجد الوزارات المسؤولة وخاصة وزارة العدل عندها عدد من التجارب في عدد من المحاكم ـ أن يكون هناك وثيقة لا يتم إيقاع الطلاق إلا من خلال تعبئة هذه الوثيقة وأن تكون الزوجة على علم بحيث إن كان هناك تغيير في اللفظ أو كان هناك تزوير في التاريخ أو أي شيء آخر يكون الطرفان كلاهما شاهد في مثل هذا الموضوع.
وثيقة.. وثقة
وفيما يتعلق بأن بعض الأزواج عنده قلة إيمان فيطلق دون أن يخبر زوجته ويستمر معها، قال الشيخ سلمان: وقد يرجعها أيضًا دون أن تعلم، ولكن إذا كانت هنالك وثيقة المرأة توقع عليها وتكون حاضرة تلاشينا هذه القضية، كما أن أهل المرأة يعرفون، وتكون المرأة مؤتمنة على العدة (وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ)(البقرة: من الآية228) إلى غير ذلك من الاعتبارات.
واستطرد فضيلته: إن مما يشار إليه أيضاً في هذا الأمر نظرة المجتمع إلى المطلقة، مشيرًا إلى أن هذه من أهم أسباب أن يكون الطلاق سلبيًا، لافتًا إلى أنه في الغرب تجد أن الطلاق إذا حدث فإنه يمر بسلام أو بقدر معقول من الكلام مع أن وسائل الإعلام تشهره وتتبع تفاصيله وارهاصاته ونحو ذلك؛ بينما في مجتمعنا غالبًا إذا وقع الطلاق فكأن المرأة هي المتهم الأكبر فيه وكأن التقصير منها، فصار الطلاق سُبة وعاراً على المرأة تُلمز به.
تغيير جوهري
وردًا على سؤال، يقول: إن المرأة بعد الطلاق تشعر بأنها انكسرت، فكيف يمكن لها ترتيب أوراقها؟، قال الشيخ سلمان: يقول أفلاطون: من لم يقبل النصيحة مجانًا فسوف يشتري الندم بالأموال، فهذا نقوله للزوج وللزوجة، مشيرًا إلى أن الكثير من الزوجات قد تكون هي سببًا في الطلاق، وربما تطلب الطلاق وإذا أعطيت الطلاق غضبت وحزنت، مؤكدًا أنه يجب على الإنسان أن يكون عنده إحساس بالمسؤولية.
وأضاف فضيلته: وكذلك الزوج ربما يتسرع في كلمات ثم يذهب يبحث عن مخارج وحيل ربما بعضها ليس بشرعي، مشيرًا إلى أن الطلاق هو عبارة عن كسر أو هدم، كما أنه تغيير جوهري لكن إذا كان هذا التغيير مرتبًا ومقصودًا، " غيّر عتبة بابك " واتفاقيًا بين الطرفين، أو الزوج فعله عن قناعة، ففي هذه الحالة لا حرج ولا بأس.
توعية.. وتكيف
وأردف الدكتور العودة: أما إذا كان الطلاق نتيجة نزوة عابرة، فإن هذا مما يجب أن يتوقف وأن يكون هناك توعية مستديمة للأزواج وللزوجات بتجنب مثل هذا الأمر، وما يفضي إليه كائنة ما كانت الأسباب، لافتًا إلى أن الزوجة بعد الطلاق عليها أن يكون لديها القدرة على التكيف وبناء نفسها من جديد، وذلك من خلال ترميم نفسها من جديد ببناء حياة جديدة ودائمًا عليها أن تتذكر أن الله -سبحانه وتعالى- مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
وتابع فضيلته: أنه بقدر ما يكون إحسان ظنها بالله، فإنها توفق وترزق ويمكن أن يكون الله صرف عنها شيئًا فيه أضرار مستقبلية وادخر لها ما هو خير منه وأفضل.
خلل في الحقوق
وتعقيبًا على مداخلة، تقول: ماذا بشأن المعلقة التي لا هي متزوجة ولا هي مطلقة والرجال يستهينون في ذلك كثيرًا، قال الشيخ سلمان: هذا معناه أن هناك قدرًا من الإخلال في الحقوق الزوجية، وهذا يقودني إلى الحديث عن الأسر المفككة، مشيرًا إلى أن هناك أسرًا قد تكون متباعدة ولكن بينها علاقة عاطفية جميلة، في حين أن هناك أسرًا قد تكون ملتمة على بعض ولكنها مفككة لأن العلاقة والحب والمشاعر قليلة ولأن المشاكل تعصف بالعلاقة الزوجية، لافتًا إلى أن الناس أحيانا قد يكونون من دون أسر ولكن مع ذلك يكفي أن الله -سبحانه وتعالى- لهم، وهذا معنى عظيم، وهو معنى الإيمان بالله وبوجوده وبأنه معك، وعلى سبيل المثال، فقد يكون هناك إنسان يتيم بدون أسرة ولكن يكفيه أن الله معه، وأن يتذكر أن العظماء والمؤثرين والمغيرين للتاريخ أحيانًا هم من الأيتام، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يتيم:
يا يتيمًا واليتم دمع وضعف كيف ذلت ليتمك الأقوياء؟
تباعد.. وتحديات
وأضاف فضيلته: أن التفكك الأسري ينتج عن التباعد بين الزوجين، والطلاق العاطفي -إن صح التعبير-، حيث تكون الزوجية قائمة، ولكن هناك هجر طويل، فلقد جاءتني رسالة اليوم أن الزوج يهجر زوجته بالشهور أحيانًا، وأن وسيلة الاتصال هي الجوال أو رسائل الجوال.
وتساءل الدكتور العودة: كيف ينشأ الأولاد؟ فعلى الإنسان أن يفكر في مستقبل أولاده، فكيف سيكونون إذا كانوا يشاهدون أن الأب والأم موجودون في البيت ولكن ليس هناك أي حديث ولا علاقة، كيف سيكونون وهم يشاهدون هذه النظرات السيئة، وهذا الكبرياء القاتل.
وتابع فضيلته: أن لهذا تأثيرًا عظيمًا، فربما يشاهد الإنسان والديه يومًا من الأيام لكن الحياة تغيرت اليوم وما لم يكن عند الإنسان قدرة على تغيير نفسه سيكون أمام تحديات صعبة حتى على أبنائه في المستقبل.
عضل البنات
وفيما يتعلق بتخويف بالله -عز وجل- لوالد عضل بنته أو لوالد أخر زواج بنته، قال الشيخ سلمان: هذه مصيبة، ففي بعض مجتمعاتنا الكل يتدخل في مسألة الزواج، حتى الإخوة يتدخلون، بل إنه في حالات كثيرة عندما يشعر الأب باحتمال أن البنت تريد هذا الزوج أو احتمال أن لها علاقة معه فتجده يرفض ويركب رأسه، ولكن هم يعيشون في مجتمع واحد، واليوم أصبحت وسائل الاتصال والجوال والإنترنت متواجدة بشكل كبير، حيث أصبح من السهل أن يعرف الإنسان أن فلانًا عنده بنت أو البنت هذه تعرف أن فلانًا يعمل في المكان الفلاني ويوجد نوع من التوافق.
وأضاف فضيلته: أن هذا لا يعني أن هناك انحلالًا أو أن هناك علاقات سيئة أو ما أشبه ذلك، فهذه كثيرًا ما تجعل بعض الآباء يفترضون أن يكونوا هم ضد إرادة البنت، فبمجرد ما يفهمون أن البنت موافقة على هذا العريس يقف الآباء ضده والأم والبنات أحيانًا لهم رأي، موضحا أن هذا قرار يخص البنت، ويفترض أن يكون القرار الأخير هو قرارها، ولكن يمكن للأب أن ينصحها، ويبيّن لها أن فيه سلبيات أو عيوب أو مآخذ، لكن فكرة أن نقف بكل قوانا وإمكانياتنا ضد إرادة هذه البنت مع أننا قد ندمر حياتها ويمكن أن ترتبط بزوج آخر وقلبها وعقلها مع الأول الذي كانت تحلم به أحيانًا.
منظمات اجتماعية
وتعقيبًا على مداخلة، تقول: هناك من يرى إنشاء منظمات تنشأ من رحم المجتمع وتباركها الدولة وتعطيها صفة رسمية وتكون ملجأ لكثير من البنات اللاتي يشتكين من تأخر سن الزواج بسبب ظلم الوالد، قال الشيخ سلمان: لقد وُجد ما يسمى بجمعيات حقوق الإنسان، ولكن على الرغم من أنك عندما تقرأ الأرقام قد تكون عالجت حالات معينة، إلا أن الأمر أعظم من ذلك لأن الوضع الاجتماعي عندنا مؤثر ، فهناك ترابط اجتماعي، وسلطة اجتماعية للأب والأم والأعمام والأخوال، لافتًا إلى أن هذا الترابط يحول أحيانًا دون الاستفادة من كثير من المؤسسات، لكن لو وُجدت مؤسسات رديفة وفي كل مدينة، وليس لها طابع رسمي وإنما تحاول أن تتصل بالأب والزوج وتحاول أن تحل المشكلات، حيث يكون للقاضي علاقة، أو الأمير علاقة، ولبعض رجال المجتمع وقيادته علاقة.
حق.. وإنصاف
وفيما يتعلق بأن هناك من يرون أن المرأة يجب أن تكون في مصاف التحرير سواء كان تحريرًا من واقع قديم أو تأصيلًا لواقع يراد أن يرجع إليه، قال الشيخ سلمان:
إن الأشياء التي يوجد حاجة لها في المجتمعات سيتم قبولها على ما فيها حتى لو كان فيها خلل أو اختلالات معينة، ومن الحق والإنصاف أن نقول إن بعض البيئات الإسلامية لا تتعامل مع المرأة بالخلق والأسلوب الشرعي القرآني النبوي وإنما تتعامل بموروث قبلي بشكل أغلب.
وأضاف فضيلته: ولذلك يقع العدوان على المرأة وهي صبية في الرابعة عشرة من عمرها أو أكثر من ذلك، فهي ليست قادرة على الدفاع عن نفسها، فتُحرم من الميراث ومن الحقوق , كما تحرم من أمها -أحيانًا- إذا كانت مطلقة، وتحرم من الزواج، والدراسة، والعمل، ويتم دمغ المجتمعات الإسلامية، بل مع الأسف الشديد -أحيانًا- دمغ الإسلام، لافتًا إلى أن كثيرًا من الناس حتى في بلاد المسلمين فضلًا عن بلاد الغرب صار عندهم انطباع بأن الإسلام لم ينصف المرأة بسبب هذه القصص التي تروى وهذه المواقف واستثمرها الكثير من خصوم الإسلام في مثل هذا المعنى.
التكافؤ موجود
وأوضح الدكتور العودة: بينما عندما ننظر إلى القرآن الكريم والسنة النبوية ستجد التكافؤ بين الرجل والمرأة حتى في اللغة العربية، فلفظ " زوج " يطلق على الرجل وعلى المرأة، وكلمة " زوجة " هذه لغة ولكنها مرجوحة، وفي القرآن الكريم ذكر الله -سبحانه وتعالى- " الأزواج "، أي: الرجال والنساء على حد سواء كما في سورة الأحزاب وغيرها، كذلك الإنسان فنحن عندما نقول " إنسان " فإنه يطلق على الرجل والمرأة، كذلك الرجل يسمى بـ " عروس " والمرأة تسمى بـ" عروس " أيضًا، وهذا يشير إلى أن هناك تكافؤا لغويا وشرعيا.
وتابع فضيلته: إنني أقف كثيرًا عند قوله -سبحانه وتعالى-: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ)(المجادلة: من الآية1)، فالله يسمع كل شيء، فأن يدون في القرآن الكريم الوحي المنزل أنه -عز وجل- في عليائه وفوق عرشه يسمع (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا)، ولاحظ المجادلة، أي: أنها تجادل الرسول -صلى الله عليه وسلم- وليس أي شخص، (وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (المجادلة:1)، فهذه المرأة تجادل وهي التي خرجت من المنزل لتطلب الفتوى والحكم، وهي التي قامت بتدبير أمر الكفارة بعدما بينها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
حديث مشرف
وأردف الشيخ سلمان: أنه يوجد في القرآن الكريم الحديث عن مريم بنت عمران التي أحصنت فرجها، كذلك الحديث عن آسيا امرأة فرعون التي قالت: (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّة)(التحريم: من الآية11)، مشيرًا إلى أن الحديث عن المرأة في القرآن هو حديث مشرّف حتى في التكافؤ، كما أن في قول الله -سبحانه وتعالى- (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا) فيه إشارة إلى أن العلاقة الزوجية علاقة تكافؤ، فليست المرأة فقط مستسلمة للرجل أو تابعة أو ظلًا وإنما المرأة لها مسؤولية (أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ)(آل عمران: من الآية195)، (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً)(النساء: من الآية1).
واستطرد فضيلته: كذلك تؤكد السنة النبوية على التكافؤ بين الرجل والمرأة، وأن الأصل هو التكافؤ حتى في العبادات والأحكام، إلا ما دل الدليل على استثنائه ولا يحتاج إلى خطاب خاص للمرأة وخطاب خاص للرجل بل هو خطاب موحد لهما، ولكن هناك أحكام تخص الرجل وأحكام تخص المرأة، كما أن الرسول أكد على إنسانية المرأة، يقول -صلى الله عليه وسلم-: « إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ »، وهذا معناه أن الحاجات الموجودة عند الرجل هي موجودة عند المرأة فهي تريد من الرجل مثلما يريد منها، والمرأة عندها العاطفة مثل الرجل، ولها حقوق مالية، واقتصادية، واجتماعية وغيرها.
الرجل مثل المرأة إلا ما استثني
وضرب الشيخ سلمان، مثالًا لذلك، قائلًا: إن الرجل الأشمط الذي جاء يخطب بنتًا جميلة فقالت له: ما عندي مانع لكن فيّ عيب. قال: ما هو؟ قالت: شيب في شعر رأسي. وكان على فرس فثنى عنانه وذهب بعيدًا. قالت: تعال فتأولت؛ لأنه خاطب وكشفت له شعر رأسها وإذا هو أسود فاحم ما فيه شيب، فقالت: لقد أحببت أن أخبرك أننا نكره منكم مثل الذي تكرهون منّا !، كما أن ابن عباس -رضي الله عنه- كان يقول: إني لأتزين لزوجتي كما أحب أن تتزين لي.
وأكد فضيلته: أن المرأة ليست فقط جسدًا كما ينظر البعض، أو هي عبارة عن وردة تشمها ثم ترميها، ولكنها كائن مخلوق ومحاسب ومبتلى، مشيرًا إلى أننا نبالغ -أحيانًا- في الفروق بين الرجل والمرأة، ولكن الشرع لم يوجد فروقًا إلا في قضايا محدودة معدودة على الأصابع وإلا فالأصل التكافؤ في الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والعبادات، فالرجل مثل المرأة إلا ما استثني.
المبالغة في الفروق
وذكر الشيخ سلمان: أن قصة مريم -عليها السلام- طريفة وفيها جوانب تغيير كثيرة، حيث قالت: (رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى)(آل عمران: من الآية36)، وكأنها تعتذر من ربها لأنها كانت ستجعل ما تلده محررًا للخدمة، فقالت: (رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى)(آل عمران: من الآية36) والأنثى عندهم لا تكون لخدمة المعبد (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى)(آل عمران: من الآية36)، فهذا صحيح، فالذكر ذكر، والأنثى أنثى، ولكن المبالغة في الفروق تعتبر معنى سلبيًا، فالمرأة مسؤولة، كما أنها يمكن أن تكون داعية تدعو إلى الله -سبحانه وتعالى- تصحح عقائد الناس وعباداتهم وأعمالهم وسلوكهم بل وفقههم، وكثير منهن مشهورات بالفقه والحديث والرواية.
واستطرد فضيلته: أن المرأة يمكن أن تكون موجهة وقائدة اجتماعية، حيث نجد كثيرًا من الأخوات عندها مناشط، وقيادة لأعمال تطوعية، وخيرية، كما أن كثيرًا منهن كتابات وروائيات وأديبات وشاعرات وقاصات ولها بصمة كبيرة.
قلب.. وروح
وأوضح الدكتور العودة: أنه يوجد في الإنترنت فرص كبيرة من خلال الفيس بوك ومن خلال المواقع الإلكترونية المختلفة، لافتًا إلى أن كثيرًا من البنات ربما قبل سن الزواج عندها عطاء وطموح وأمل، مشيرًا إلى أننا بأمس الحاجة إلى تغيير النظرة أو ثقافة كثير من الشباب عن المرأة الذين اختصروا المرأة في جسدها أو يرون أن المرأة مرتبطة بالعيب أو يرون أن المرأة هي فقط للجنس ويتجاهلون عقل المرأة، وقلبها، والروح، وفي نهاية المطاف، « إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ».
وتابع فضيلته: أن قصة أم سلمه تؤكد أن المبالغة في التفريق ليس لها داعٍ، فقد كانت الجارية تمشطها فسمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: يا أيها الناس. فقامت، فقالت الجارية: اجلسي فإنه لم يقل يا أيها النساء بل قال يا أيها الناس. قالت: إليك عني فإنما أنا من الناس، فهذا معنى جميل رائع تلقته أمهات المؤمنين ونساء المؤمنين بعفوية وبعيدًا عن المشاكل.
إلغاء التفرقة العنصرية
وضرب الشيخ سلمان، مثالًا آخر، بالمرأة الأمريكية "روزا" السوداء، التي كانت هي السبب في إلغاء التفرقة العنصرية، وذلك عندما رفضت أن تتخلى عن مقعدها لسيدها الشاب ووصلت القضية إلى الشرطة فغُرمت، فثار السود في كل مكان وألغت المحكمة العليا قرار التفرقة والمساواة بما مهد لوصول أوباما اليوم إلى البيت الأبيض، وهذه تعتبر زميلة لمارتن لوثر كنج وأيضًا المسلم الذي كان أحد دعاة إلغاء التفرقة العنصرية مالكوم إكس.
وذكر فضيلته قصة لواحدة من السود كانت تقوم بتهريب الرجال من الجنوب إلى الشمال بعملية احتسابية، وكانت إذا رتبت معهم وبعض الرجال فخارت قواه أو ضعف كانت تهدده بالسلاح، حيث استطاعت أن تنقد الكثير من براثن العبودية والرق وكان لها تاريخ طويل هناك، ولذا فإننا يجب علينا ألا نزدري المرأة ونعتقد أنها مجرد ظل أو تابع.
صدام مع الواقع
وأوضح الدكتور العودة: أنه من المهم تغيير انطباع المرأة حتى عن نفسها، فضلا عن تغيير انطباعها عند الآخرين من الرجال، والنساء، والإخوة، والأزواج، والشباب الذين هم اليوم شباب وغدًا آباء، وكذلك التعامل مع الواقع، فلا يجب أن يكون هذا المعنى مدعاة إلى أن توجد حالات انفصام أو مشاكل لا نهاية لها داخل الأسر والبيوت بسبب عدم التوافق، مشيرًا إلى أنه من الوعي والذكاء أن تكون البنت واعية بواقعها وظروفها وإمكانياتها بحيث لا يتحول هذا إلى مصادمة.
وتابع فضيلته: وذلك لأن المرأة حينما تصادم واقعها، فإن السؤال الذي يفرض هو: من الذي سيقف إلى جوارها؟ ومن الذي سوف يحميها؟ ومن الذي سوف يحفظ لها حقوقها؟، فيتطلب الأمر أن يكون لديها وعي، خاصة في ظل وجود التواصل الإلكتروني والفضائي، حيث إنه من الممكن أن يكون البنات بعضهن مع بعض، ومع رجال العلم والفكر وأصحاب الخبرة في الحياة والتغيير بحيث لا تكون هناك حالات اندفاع غير مدروس قد تؤدي إلى نتائج سلبية.
مجدي يعقوب..نموذج للتغيير
وتعقيبًا على تقرير الحلقة، والذي أشار إلى المركز الذي أسسه الدكتور مجدي يعقوب في محافظة أسوان بمصر، كأنموذج أكثر إبداعاً، قال الشيخ سلمان: إن ميزة مثل هذه التجارب والمشاهدات ليست فقط بحجم ما تستوعب من المرضى أو تستقبل أو تقدم الدراسات، ولكنها بحجم ما تداوي من الأحزان والآلام والإحباطات وحالات اليأس التي أصبحت تعتري كثيراً من المصلحين في عالمنا العربي، فمثل هذه التجارب ترفع عنا حالات اليأس وتشعرنا بأن ثمّ في مجتمعاتنا العربية نماذج وأنماطًا راقية، وأن هذه النماذج يمكن أن تكون أفضل وأفضل.
وتساءل فضيلته: كم تجد من مركز مثل هذا في العالم العربي؟ وكم تجد من مركز للبحوث والتدريب؟، لافتًا إلى أن هذه حالات نادرة في العالم العربي، في حين أن الغرب يضج بحالات البحوث والتدريب في المستشفيات والجامعات وكل شيء، بينما عندنا نعتبر أنه حينما نتكلم عن البحوث والتدريب كأننا نتكلم عن كلام فارغ أو عملية استنزاف للأموال في غير محلها.
بيئة مشجعة
وأردف الدكتور العودة: أن هذا الأمر يجعلنا نتساءل: أين دور رجال الأعمال؟ وأين الزكاة؟، وأين الأثر الواقع لها في واقع الناس من خلال المؤسسات، أو الأعمال أو البحوث أو المستشفيات، فنحن نشاهد الدكتور مجدي يعقوب وهو جراح عالمي بل هو من أشهر جراحي العالم يقدم نموذجًا في هذا المجال.
وتابع فضيلته: إننا عندما نبحث عن نبوغه ونجاحه في الطفولة والصغر، بل والأسرة التي تربى فيها، سنجد أن الأطفال الذين عودناهم في الصغر على أن يتحملوا المسئولية في حمل الإناء أو في تنظيف المائدة أو في تنظيف الطاولة أو في وضع الأشياء في موضعها أو ما أشبه ذلك، هؤلاء الأطفال الذين نشئوا في بيئة داعمة وحافزة ومشجعة، هم أولئك النابغين، لافتًا إلى أن مصر بحجمها الضخم وشعبها الكبير فيها حالات رائعة وجميلة ومن العدل والإنصاف أن تبرز إعلامياً.
ابنك لا يتوافق مع طموحك
وأوضح الدكتور العودة: إننا نوافق على أنه ليس كل جديد مذمومًا، فهناك متغيرات إيجابية يمكن أن يستفاد منها وتوظّف ويتكيف معها بشرط أن يستوعبها الآباء ولا ينظرون إليها على أنها جديدة ولذلك هي مرفوضة، حتى الألعاب مثل أن يجلس الأب مع أولاده يلعب معهم لعبة جماعية، وكل واحد يشارك بدور بحيث تجمع شمل الأسرة ويتعودون على الاجتماع فيما بينهم وعلى عمل الفريق، بدلاً من أن يكون كل واحد في غرفته.
وتابع فضيلته: إننا إذا كنا نقول: " لا تكرهوا أبناءكم على أخلاقكم "، حيث إن الآباء أو الأمهات يكون عندهم صورة ويريد الأب من أبنائه أن يحققوها، فالأب يريد من ولده أن يكون بصيغة معينة، أما الأم فتريد من بنتها أن تكون بنمط معين فيعسفه عسفاً على هذا المعنى أو يريده لهذا الشيء، والأمر ليس كذلك، فربما ابنك لا يتوافق مع طموحك، أنت تريده لتجارة وهو يريد علماً أو تريده لعلم وهو يريد عملاً، أو تريده لشيء وهو يريد شيئاً آخر.
تنوع.. وتأهيل
وأردف الشيخ سلمان: أنه لذلك علينا ألا نعتقد أن أولادنا هم ملكية لنا، فهم ملك لله -سبحانه وتعالى-، فالله هو الذي يملكنا ويملكهم ويملك كل شيء، ونحن في مقام الراعي إلى حد معين ؛ ولذلك علينا أن نقبل أن يكون هناك قدر من التنوع في التعاطي مع الأشياء، وفرص الحياة، وأنواع الترفيه، وأنواع العمل والمستجدات الأسرية ينبغي للآباء والأمهات أن يستوعبوها وأن يكونوا قريبين من أبنائهم بروح حميمية.
وأكد فضيلته على ضرورة أن يكون الأب صديقا لأبنائه، وذلك من خلال معرفة أصول التربية، والمؤثرات التربوية وتأهيل الأبناء وأحياناً الأصدقاء الذين يؤثرون على الأبناء أو يؤثرون على البنات، فيكون الأب صديقاً لأبنائه وصديقاً لأصدقائهم، وكذلك الأم ويرحب بهم في المنزل ويتعرّف عليهم ويكون هناك ثقة، وفي الحقيقة فإن نقطة الثقة هذه في غاية الأهمية بحيث لا نصادر شخصيات أبنائنا أو بناتنا أو نجعلهم في موضع الريبة أو الشك.
معرفة النفس
وتعقيبًا على مداخلة من مشاركة، تتحدث عن معرفة النفس، قال الشيخ سلمان:
إنه من الجميل أن يعرف الإنسان نفسه، فالإنسان قد يجد عوضاً من فقد الأب لكن لن يجد عوضاً من شعوره بوحشته مع الرب، فمن كان يشعر بأن الله تعالى معه وأنه هو خالقه -سبحانه وتعالى- وأن الله يسمع همسه ونجواه ويلطف به ويساعده ويصبر عليه ويمهله، فإن هذا المعنى الإيماني الرائع هو الذي تجمل وتطيب به الحياة.
وأضاف فضيلته: أن أهم وأعظم ما تحدثه في نفوسنا العبادات التي شرعها الله لنا من صلاة وصيام وحج وأذكار في الصباح والمساء، أنها تجعل ثمّ حضوراً واستشعاراً لوجود الرب -سبحانه وتعالى- بحيث لا يكون الإيمان مجرد إيمان فلسفي حللنا به مشكلة الكون وآمنا بأن ثمّ خالقاً، وإنما هو إيمان وجداني قلبي قريب، ومثلما ذكرت عن الطنطاوي، وهذه كلمة يقولها بعض السادة الصوفية "من عرف نفسه عرف ربه".
أئمة التغيير
وأكد الدكتور العودة: أن أئمة التغيير وسادته هم الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- فأعظم تغيير حصل في الكون هو التغيير الذي جرى على أيدي الأنبياء، فلم يكن تغييراً فقط في العقائد والعبادات، ولكن كان تغييراً يطال جميع جوانب الحياة.
لا أغير اسماً سمانيه أبي؟!!
ومن جانبه، قدم الأستاذ أحمد الفهيد، والذي يمثل "صدى الجمهور " مجموعة من القضايا التي وردت في حلقة الأمس وثار حولها النقاش، حيث أشار إلى أن هناك من اعترض على ما ذكره الشيخ سلمان من إمكانية تغيير الإنسان لاسمه إذا كان يسبب له حرجًا أو مضايقات، حيث هناك من يرى أن التغيير الحقيقي لا يكون بنسف الاسم القديم وإحلال اسم آخر مكانه وإنما بالتصالح مع هذا الاسم وتقبله والتعايش معه واحترامه، قال الشيخ سلمان: لقد ذكرت السنة النبوية والأئمة مثل الإمام الصالحي والسيوطي وغيرهم، من الذين كتبوا كتباً خاصة في التغيير، كما ذكر أبو داود -رحمه الله – في سننه تغيير عدد كبير من الأسماء.
وأضاف فضيلته: بل إن هناك من رفضوا تغيير الاسم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم سمى شخصا "سهلاً" وكان اسمه "حزن"، وهو اسم يدل على شيء صعب أو مرتفع، فقال: إن السهل يوطأ، لا أغير اسماً سمانيه أبي. فيقول سعيد حفيده: فما زالت فينا حزونة بعدْ، أي: أثر الاسم، ومن هذا يستفاد تغيير الاسم الموحش.
مضايقات..ومعاناة نفسية
وأردف الدكتور العودة: إنني لا أريد أن أذكر أسماء لو نطقتها لعرف الجميع، لماذا يجب تغييره، لأن من هذه الأسماء ما هو تعبيره سيئ، فضلا عن أنه كلما نطق المدرس الاسم في الفصل يقول فلان بن فلان الفلاني، لأثار ذلك ضحك الجميع، وبدأت التعليقات وإذا ذهب إلى أي مكان أو مراجع في دائرة، حيث يكون الإنسان يجد عنده معاناة نفسية جداً مع الاسم.
وتابع فضيلته: أن الإنسان الذي يغير اسمه فإنه قد يختار اسما آخر لجد أبعد أو اسم العائلة العام أو اسم القبيلة أحياناً، ويظل الأمر كما هو وهذه شريعة، وعلى الأخ ألا يكرر نفس قصة الرجل الذي قال لا أغير اسماً سمانيه أبي.
نموذج غربي
وفيما يتعلق بأن هناك من يرى أن الشيخ سلمان يقتصر على جعل النموذج الغربي للصلاح والتغيير الذي ينشده، وأنه يعتمد على عرض الكتب الأجنبية أكثر من العربية، قال الشيخ سلمان: إن هناك فقراً في الثقافة المتعلقة بالتغيير، لكن الرقم الذي ذكره ليس صحيحاً، فقد ذكرت كتاباً للدكتور أحمد الريسوني وهو عبارة عن رسالة، وكتابين آخرين لمؤلفين عرب.
وأضاف فضيلته: نحن ذكرنا الآن حوالي ستة كتب نصفها كتب عربية والقادم أفضل، ونسمح للأخ أن يحاكمنا، ولكن بعدما نكمل ثلاثين حلقة، فله أن يقارن، فإذا لم تكن كفة الكتب العربية أكثر فهذا حقه علينا.
تعويد الأطفال على الصلاة
وتعقيبًا على مداخلة من مشارك، يتحدث عن أهمية اصطحاب الأبناء إلى المسجد للصلاة، وتأثير ذلك على الجانب التربوي لديهم، قال الشيخ سلمان: هذا شيء رائع جداً، فكيف يربّى الإنسان على صلاة الجماعة من الصغر، فنحن تعلمنا هذه الأشياء من الطفولة ولذلك لم يعد الواحد منا بحاجة إلى أن يسمع تأكيداً على هذا المعنى أو تهديداً على مخالفته، فقد يسافر الإنسان، أو ينشغل، أو يرتبط ومع ذلك يشعر بأهمية الصلاة كجزء من شخصيته.
وأضاف فضيلته: أن تعويد الأطفال على الصلاة، والإيمان بالله -سبحانه وتعالى-، والأذكار، وأن يصحبهم الأب معه، وأن يصلي بهم إذا كان مسافراً أو في ظرف معين، فهذا من الأشياء الجميلة.
الزنا.. خطأ كبير
وتعقيبًا على مداخلة من مشارك، يتحدث عن: التغيير والزنا، ويسال: هل يغفر الله لمن زنا تعديه على حرمة غيره؟، قال الشيخ سلمان: هذا خطأ كبير، وهو الوقوع في الفاحشة، يقول تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) (الإسراء:32)، مشيرًا إلى أن الإنسان إذا تعدى على حرمة الآخر، أي: أنه تاب عن نفسه لكنه تعدى على حرمة الآخر، يمكن أن يتخلص من هذا الأمر بالاستغفار له وأن يستر عليه.
وأضاف فضيلته: أن بعض الناس إذا وقع في الزنا يعتقد أنه سوف يعاقب بنفسه أو بزوجته أو بأخته ولذلك بعضهم يصاب بالوسوسة وهذا ليس له أصل في العقاب في الآخرة، فاعتقاد أن الإنسان سينتقم منه ولذلك يضاعف الإنسان على خطئه بأنه يصبح شاكًا في زوجته ظناً أنه سيُنتقم منه عن طريق زوجته أو أخته فيرتكب خطأ آخر، فهذا ليس أصل.
استحالة العيش
وتعقيبًا على مداخلة من مشارك، يقول عن الطلاق: يجب أن يقع إذا لم يكن هناك ائتلاف، قال الشيخ سلمان: نعم، فإذا استحال التعايش فإن الطلاق هو الحل، ولذلك شرعه الله -سبحانه وتعالى- فالذي شرع الزواج والنكاح هو الذي شرع الطلاق في وقته، لكن أحياناً، وكما يقول الشاعر:
نَدِمتُ نَدامَةَ الكُسَعِيِّ لَمّا غَدَت مِنّي مُطَلَّقَةٌ نَوارُ
وَكانَت جَنَّتي فَخَرَجتُ مِنها كَآدَمَ حينَ لَجَّ بِها الضِرارُ
موقع الإسلام اليوم