«طلقني وبس» قنبلة موقوتة.. داخل منازلنا
سجلت المحاكم الشرعية في المحافظات السورية مع نهاية عام 2008 نحو 17055 حالة طلاق
قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار في كل منزل.. هذا باختصار ما أجمع عليه خبراء علم النفس والاجتماع لدى تعليقهم على المعلومات التي أوردتها تقارير وإحصاءات نُشرت مؤخراً تتعلق برصد حركة معدلات الطلاق صعوداً وهبوطاً في المجتمعات العربية في محاولة للوقوف على أهم أسباب تفاقمها بهذه الصورة المخيفة التي تهدد كيان الأسرة في المجتمعات العربية التي لم تكن تشهد حالات طلاق بهذا الحجم الكبير الذي وصلت إليه خلال السنوات القليلة الماضية.
أرقام سورية
سجلت المحاكم الشرعية في المحافظات السورية مع نهاية عام 2008 نحو 17055 حالة طلاق وبزيادة ملحوظة عن عام 2007 الذي سجل
15916 حالة بينما كان عدد حالات الطلاق عام 2003 13394 حالة، واحتلت دمشق المرتبة الأولى بحالات الطلاق المسجلة بـ5562، وجاءت ريف دمشق ثانياً بـ2344، وحلب ثالثاً بـ2205 حالات، وحمص رابعاً بـ1565، ومن ثم اللاذقية بـ969، وإدلب بـ921، وبعدها السويداء بـ885، ودير الزور بـ663، وحماه بـ627، أما محاكم طرطوس فسجلت 441 حالة طلاق والحسكة 319، والرقة 262، و205 حالات طلاق في درعا، أما القنيطرة جاءت في آخر القائمة مسجلة محاكمها 87 حالة.
وإذا قارنّا الأرقام المسجلة مثلاً في محاكم دمشق الشرعية نجد أنه في عام 2003 كان هناك 4987 حالة طلاق قفزت إلى 5562 مع نهاية 2008، وكذلك في ريف دمشق 1441 حالة عام 2003 وصلت إلى 2344 عام 2008، وفي حمص مثلاً 886 عام 2003 سجلت عام 2008 نحو 1565، والسويداء سجلت عام 2003 نحو 36 حالة طلاق زادت أضعافاً مضاعفة مع نهاية 2008 لتصل إلى 885، والملاحظ أن عدد حالات الطلاق تراجعت في درعا من 485 عام 2003 إلى 205 حالات مع نهاية عام 2008، ويذكر أن العوامل الاقتصادية تؤثر وبشكل مباشر في زيادة حالات الطلاق، كما تلعب الحالة المعيشية دوراً أيضاً فيها.
دراسات جديدة
وكانت نتائج دراسات اجتماعية حديثة نشرت أرقاماً مفزعة حول الزيادة المطردة بحالات الطلاق في المجتمعات العربية، فقد تركزت المعدلات المرتفعة لظاهرة انفصال الزوجين في بعض الدول حيث فاقت في بعضها 30% من إجمالي حالات الزواج مما يهدد بتآكل النواة الاجتماعية الأولى في هذه الدول ويُقصد بها الأسرة، فتتحدث الإحصائيات عن وقوع أكثر من 485 ألف حالة طلاق على مستوى دول الوطن العربي.
اكتئاب للنساء وتعاسة للرجال
كشفت نتائج الدراسات المعنية بحالات الطلاق عن الدور التخريبي الذي يؤديه هذا المتغير الاجتماعي الخطير في تحويل حياة آلاف الأسر إلى جحيم، حيث تبين تعرض أكثر من 85% من النساء اللائي تعرضن للطلاق لداء الاكتئاب عقب وقوع الطلاق، كما انتشرت ظاهرة الانتحار بمعدلات كبيرة بين المطلقات، كذلك أظهرت هذه الدراسات أن هذه الآثار المدمرة لا تصيب المرأة وحدها وإنما تنتقل بدورها إلى الرجال لتجلب لهم التعاسة وهو ما يدعو الكثير منهم أيضاً لوضع حد لحياته بالانتحار.
الخيانة الزوجية والاقتصادية والطلاق
ورغم أن كافة الشرائع السماوية حددت لكلا الزوجين حقوقه وواجباته إلا أن البشر بطبعهم لا يلتزمون بما لهم وما عليهم لاختلاف طبائعهم وأمزجتهم وعاداتهم، ولكن الخطير أن هذا الاختلاف ينعكس على مصير الأسرة ويترتب عليه تشريد الأطفال.
وتربط نتائج الإحصاءات بين حدة انتشار ظاهرة الطلاق وبين العديد من المتغيرات التي طرأت على البيئة العربية.. وعن واقع الطلاق في الدول العربية وجد الباحثون أن السبب الأول لحدوثه هو سوء الأوضاع المالية والخيانة الزوجية اللذان يمثلان أكثر من نسبة 65%، وكان النصيب الأكبر من هذه النسبة لعمال الإنتاج والموظفين.
فيما جاء عدم التوافق بين الزوجين سواء الثقافي أم الاقتصادي في المرتبة الثانية ليحتل 25% من أسباب الطلاق، ويرجع ذلك في أغلب الأحوال إلى التسرع في اتخاذ قرارات الزواج، وكانت المفاجأة أن نسبة عدد حالات الطلاق بين المتعلمين بلغت 94% ولدى الأميين 6%!
الملل «جهل الأربعين»
ويتفق أساتذة الاجتماع على وجود انعكاسات عدة لظروف اجتماعية واقتصادية طارئة على المجتمع وراء انتشار ظاهرة الطلاق باعتبارها واحدة من أخطر المشكلات الاجتماعية التي أخذت خلال السنوات الأخيرة تواجه كثيراً من العائلات العربية، فتشير البيانات إلى أن أكثر من 58% من النساء ترجع أسباب طلب الطلاق لديهن إلى الخلافات التي تنشب بسبب الفقر وعدم الوفاء بالاحتياجات المنزلية إلى جانب الشعور بالملل، و11% بسبب الخيانة والعلاقات خارج إطار الزواج، فيما ظهر أن 12% طلبن الطلاق لأنهن رفضن التحول إلى خادمات في المنازل وفضلن الاستمرار في مزاولة مهنهن وإن قادهن ذلك القرار إلى الانفصال، أما التناقضات بين الزوجين فتصل نسبتها إلى 15%، فيما تراجعت مشكلة تدخل أسرتي الزوجين إلى 10%.
الحرب والطلاق
وقد لاحظ الباحثون زيادة معدلات الطلاق أثناء الأزمات والحروب، فأشارت دراسة طريفة إلى ارتفاع عدد المطلقات إلى نحو 85 ألف حالة في مختلف الدول العربية خلال العدوان الأمريكي على العراق بزيادة قدرها 13% عن المعدلات نفسها في مثل هذا الوقت من العام الذي سبقه مما يؤكد دور الحروب في خراب البيوت لإشاعة أجواء التوتر داخل البيوت.
هل يمكنهم العيش؟
وأظهرت الدراسة أن الانعكاسات المدمرة للطلاق لا تطرأ على المرأة وحدها التي تلجأ في بعض الحالات إلى التسول أو الانحراف الأخلاقي لمواجهة نفقات الحياة، بل تمتد آثاره إلى الرجال أيضاً فهم يعانون أكثر نتيجة الطلاق، فكشفت النقاب عن تزايد نسبة الرجال المطلقين الذين يعانون أمراضاً جسدية ومشكلات نفسية بعد الطلاق مقارنةً بحالاتهم قبله، وأشارت إلى أن نسبة الانتحار بين الرجال المطلقين تفوق مرتين ونصف المرة معدل انتحار الرجال المتزوجين، وأن مشكلاتهم تكون أكثر حدة قبل وقوع الطلاق، وأن 95% منهم يهجرون منازل الزوجية ولا يمكنهم العيش فيه بعد الانفصال.
فالرجل يجد نفسه بعد الطلاق وحيداً نتيجة طبيعة العلاقات الاجتماعية التي يبنيها حوله والتي تتسم عادة بالسطحية، وليس كما هي الحال عند المرأة التي تتمتع بعلاقات اجتماعية تتسم بالعمق، وحين تُطَلق المرأة تجد نفسها محاطة بدعم اجتماعي عبر منظمات رسمية مثل الجمعيات الأهلية ودور الرعاية أو غير رسمية مثل الأهل والأقارب أكثر مما يجده الرجل.
أب وزوج..
ويشعر الرجل المطلق بالخيبة والمرارة لفقدان دوره كأب وزوج، ويُصدم نتيجة شعوره بالمسؤولية عن انهيار العائلة، إضافةً إلى عدم السماح له قانونياً بحضانة الأولاد في معظم الأوقات إلا في سن متأخرة للأبناء، ومع أن البعض يعيش مع امرأة ثانية في ما بعد أو يعود إلى بيت أهله إلا أنه يظل مهتماً بمصير الأولاد داخل واقع اجتماعي يجنح نحو المزيد من التبعثر والضياع.
سجن وانتحار
وركزت بعض الدراسات على مستقبل أبناء المطلقين وكانت النتائج غاية في الخطورة حيث تعرض نحو أكثر من 70% من أطفال عينة عشوائية للفشل الدراسي وباقي أفراد العينة لم يحصل سوى 8% منهم على تعليم عالٍ فيما تقاسم الباقي فئة التعليم المتوسط.
كما أظهرت النتائج تعرض أكثر من 60% من أطفال المطلقين للانحراف والسجن بسبب الهروب أو الطرد من المنزل على أيدي زوجة الأب أو زوج الأم، كما تعرض أكثر من 25% من أطفال العينة للإدمان والإصابة بالاكتئاب بسبب غياب أحد الوالدين أو كليهما والاقتران برفقاء السوء.
اختلاف الألوان والمجتمعات
تقول الباحثة والاختصاصية الاجتماعية أليسار علي فندي: «يعتبر الاستقرار العائلي من الأولويات التي يسعى إليها البشر على اختلاف ألوانهم ومجتمعاتهم.. ومما لاشك فيه أن تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة وتكوين الأسرة من أهم الأسباب لاستقرار الحياة وسعادتها وتطورها، وأن عدم التوافق الذي يسود العلاقة الزوجية هو عامل أساسي في تعاسة النظام العائلي وخلله، وعندها من الصعب إيجاد الحلول، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن عدم التوافق يشمل الخلل الذي يظهر في عدم التوافق الفكري والشخصية والطباع والانسجام الروحي والعاطفي، وبالطبع هذه جملة أمور من الصعب أن تتحقق جميعها ولكن لا بد من إيجاد خطوط متقاربة فيما بينها».
ولاستمرار الحياة الزوجية لا بد من وجود حد أدنى من التشابه في حالة استمرار العلاقة، وعندما يكون التنافر واسعاً بين الطرفين ستتولد حالة عدائية وهنا تصبح عاطفة الرفض هي التي تحدد نظام العلاقة مما يؤدي إلى حالة عدم القبول والتحمل وبالتالي إلى الطلاق، وهنا ينشأ في مجال الأسرة مشكلة عدم التفاهم وصعوبة التواصل مما يشتت استقرار الأطفال ويؤذي مستقبلهم، فالطفل السعيد مع عائلته واضح التعبير عن نفسه وللآخرين.
وتضيف فندي: «وعندما يدخل عامل الملل الزوجي يسعى كل طرف إلى إيجاد بدائل للتغير، وهنا يبرز عامل خطير آخر هو زيادة البعد والفجوة بين الطرفين مع تراكم للأحداث اليومية من دون حلول سريعة.. ثم إن انتشار الأنانية وضعف الروابط في العائلة تساعد على انتشار الأمراض الاجتماعية وأحياناً تصل إلى الاضطرابات النفسية، ولا شيء يحمي العائلة إلا مراجعة النفس بموضوعية والتحلي بالصبر والتحمل والمرونة في التعامل مع التضحية في سبيل عدم ضياع الأبناء».
طلاق رحيم
وتتابع فندي: «إذا فشلت كل هذه الآليات الدفاعية الذاتية وحدث الطلاق لا بد أن يكون رحيماً للتخفيف من أضرار مترتبة عليه مستقبلاً وأن تبقى الكلمة الطيبة والرحيمة هي السلاح في المشاكل العائلية لأن الإساءة ستؤذي أكثر ووقع الصدمة سيكون مدوياً وأخطر.. وأن يكون حجم الخسائر أقل للطرفين لأن ذلك ينعكس سلباً على الأبناء نفسياً واجتماعياً.. ولا بد من التدريب على عوامل ضبط النفس التي تعدل من تكرار المشكلات وتساعد على حلها».
بعض أسباب الطلاق
وقد أحصى الباحثون عشرات الأسباب للنشاط الزائد لظاهرة الطلاق في المجتمعات العربية من بينها:
- فتور العاطفة بين الزوجين وخصوصاً أن الرجل يحب أن تقدم له زوجته كلمات المدح والافتخار به من حيث الشكل والهندام والرومانسية وكأنه «قيس» وأن تمزجها بقليل من كلمات الغزل، وأن زوجها لا يشبهه مثيل في الدنيا، كما تحب الزوجة أن يبادلها الزوج الشعور نفسه من ملاطفة وكلمات من الحب والعطف والحنان إلا أن هذه الطموحات غالباً ما تتوارى بسبب ضغوط الحياة وانشغال ربات البيوت في تربية الأبناء وتدبير شؤون المنزل بينما يلهث الرجل في السعي وراء لقمة العيش.
- استهتار بعض النساء في المسؤولية الملقاة على عاتقهن وواجب المحافظة على سمعة وشرف العائلة وهذه مسؤولية كبيرة وعظيمة جداً.
- تدخل الأهل في أمور وعلاقة الزوجين مما يعقد حل المشكلة وإن كانت بسيطة، فتدخل أم الزوج أو الزوجة يؤدي إلى مشاحنات قائمة على قدم وساق.
- قلة التفاهم بين الزوجين بحيث يتكلم الاثنان معاً بحيث لا يسمع أحدهما ما يقوله الآخر، فتجد الزوج يشتم ويسب من جهة والزوجة كذلك فلا يسمع كلاهما الآخر.
- قلة الخبرة بالزواج حيث يفاجآن بواقع متطلبات لم تخطر على بالهما فينعكس على العائلة ككل خصوصاً في ظل نقص المؤسسات الاجتماعية ومنظمات إرشاد الأزواج في معظم البلدان العربية.
- العقم وعدم الإنجاب خصوصاً إذا كان من جانب المرأة، حيث يكون من الأسهل على الرجل أن يتزوج بامرأة أخرى ما يؤدي إلى غضب الأولى، أما إذا كان من جهة الرجل فالموقف مختلف وعلى الزوجة أن تتقبل الوضع وتصبر والقليل منهن فقط يطلبن الطلاق لعجز الزوج عن الإنجاب.
- إصرار الزوجة على الخروج بشكل فردي مع رفاقها واعتقادها أن الحياة تبدلت، وبعض الرجال لا يعجبهم هذا.
- التوتر والقلق والشعور بعدم الاطمئنان والكآبة نتيجة لما تزخر به الحياة في وقتنا الحاضر من صراعات ومشاكل.
- اندفاع سلوكيات الرجل الذي يلجأ إلى الإهانات وجرح المشاعر والمواقف المحرجة تجاه زوجته مما يؤدي إلى تأزم الأمور وفقدان السيطرة على الانفعالات ما يقود إلى الضرب والإهانة في معظم الأحيان، واستعمال الكلمات النابية بين الزوجين مما يؤدي إلى فقدان الاحترام بينهما وبالتالي يكره الواحد منهما الآخر.
- ضعف استعداد الزوجة وتوقعاتها غير المنطقية إذ تحلم الزوجة بحياة رومانسية مفعمة بالحب والحنان والغنى والترف في كل أمور حياتها، وبعد الزواج تصطدم بالمسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقها.
- المقارنة التي تتبعها الزوجة وذلك بأن زوج صديقتها يمطرها بالهدايا ويحيطها بالحنان والرعاية والمقارنات التي تسمم حياتها الزوجية وتجعلها جحيماً لا يطاق.
- عجز الرجال عن الوفاء بالتزاماتهم المالية المتزايدة في ظل تنامي المشكلات الاقتصادية وعدم التعاون واحتمال الزوجة ذلك خصوصاً في ظل الأزمات الخانقة التي تحاصر أغلب المجتمعات كفقدان الوظيفة.
- إلحاح الزوجة الدائم على التهديد بطلب الطلاق بشكل جدي أو غير جدي مما يؤدي فعلاً إلى الطلاق.
- الغيرة القاتلة التي تبديها المرأة ومراقبة الرجل في كل حركاته وسكناته وتفتيش ملابسه ومراقبة نظراته سواء أكان في الأسواق أم مشاهدة التلفاز أو نحوه مما يؤدي إلى فقدان الثقة بينهما ثم إلى الطلاق.
- عدم اهتمام المرأة ببيتها وأطفالها وزوجها والاهتمام فقط بالهندام والزينة بشكل مبالغ فيه.
- انشغال المرأة بـ«صالونات» التجميل ومتابعة آخر صرعات «الموضة» في الأسواق وكثرة الزيارات الخاصة للصديقات في المطاعم وغيرها مما يؤدي إلى إهمال البيت.
- الاعتماد على المربية في شؤون الأسرة في كثير من الحالات، فتجد الرجل لا يقوم بخدمته سوى هذه المربية من حيث الأكل والشرب والاهتمام بالملبس وغيره، فالرجل يتمنى ويحب أن تكون زوجته على الأقل هي من تقدم له بيدها الطعام أو الشراب أو الملابس.
الفقر والطلاق
تؤكد الإحصاءات أن آلاف حالات الطلاق تقع بسبب اختلال الموازين داخل العائلة الواحدة بسبب بعض الظروف الاقتصادية، فعلى سبيل المثال اكتشف الباحثون أن قوانين الخصخصة وتسريح العاملين من الشركات المتعثرة ضاعف من حالات الطلاق داخل الأسر محدودة الدخل حيث يتقاضى الرجل مكافأة مالية تبدو مشجعة لإقامة أي مشروع يدر له دخلاً إلا أنه سرعان ما يتبخر بسبب زيادة الأعباء المنزلية وبالطبع لا يكفي مبلغ المعاش الشهري للوفاء بأقل المتطلبات، وهنا تضطر معظم النساء لإعالة أسرهن بالعمل بمهن مختلفة، بينما يضطر الرجل للعيش في المنزل والالتزام بشؤون الأبناء وترتيب المنزل، وتتركز هذه الظاهرة في الأحياء الشعبية والفقيرة.
إبراهيم نمر - الرأي السورية
«طلقني وبس» قنبلة موقوتة.. داخل منازلنا
- التفاصيل