تقرير-هديل صابر:
المرأة في بيتها حجر الأساس، وأول مَن يدفع ثمن المتغيرات، لا سيما وأنها المسؤولة في أغلب الأحيان عن متابعة شؤون المنزل من "طبخ وتنظيف"، إلى جانب عملها لساعات طويلة خارج المنزل تلبية لمتطلبات أسرتها التي لا تنتهي مع ضغوط الحياة الاقتصادية، وبين هذا وذاك نرى أنَّ المرأة يعتريها الإرهاق البدني والذهني بسبب كثرة العمل أو خطورته، وقد تتعرض لاضطراب علاقتها بزوجها بالدرجة الأولى، وأبنائها إذا ما قصرت في شؤونها المنزلية، ولا يقف الأمر عند هذا الحد فحسب بل قد تُواجَه بنظرة قاصرة أو عدم ثقة في قدرتها على إنجاز ما يوكل إليها من أعمال على الوجه الأكمل نظراً لكونها امرأة!.
وفي هذا الإطار أكدت الاستشارية العائلية بمركز الاستشارات العائلية السيدة نورة المناعي أهمية عمل المرأة في وقت تكالبت ظروف الحياة على الأسرة بكل ما للكلمة من معنى، الأمر الذي يدفع بالنساء للخروج لسوق العمل، سيما وأنَّ المرأة بناءً على الاحصائيات العالمية أصبحت لا تشكل نصف المجتمع بل أكثر من نصف المجتمع، مما يتطلب التفكير باستشمار طاقتها لأن للمرأة قدرات يجب ألا يستهان بها، وفي ظل هذه الظروف لا بد من دفع المرأة نحو دورها الجديد خارج المنزل بتشجيعها ودعمها وتوفير كل سبل الآمان حتى نصل بها لبر الآمان، وحتى لا يؤثر عملها على علاقتها بزوجها أو أبنائها، خاصة وأنَّ العمل يستنزف قرابة 80 % من طاقة المرأة في حين أنَّ المجتمع يطالبها بالحفاظ على تماسك أسرتها، مشيرة إلى أنَّ أغلب السيدات الناجحات في عملهن وفي بيوتهن يعشن حالة من التوتر والضغط النفسي قد يؤثر فيما بعد على المرأة، فالمطلوب أن تتكاتف جميع عناصر البيت مع المرأة العاملة مع توفير خادمة لمساعدة المرأة في الأعمال المنزلية، خاصة وأنَّ المرأة العاملة لا ينتهي دورها بعد انتهاء الدوام بل هناك أطفال تود متابعتهم وبذل جهد مضاعف في التدريس والمتابعة وقد تحتاج إلى مدرسين خصوصيين مما سيضاعف من المصروفات المنزلية لاختلاف النظام التعليمي عما سبق والذي أصبح شبه أجنبي في أغلب مدارس الدولة، فإذا لم يُقدِّر الزوج زوجته من المؤكد سيتهدد كيان الأسرة واستقرارها، وسيتلاشى الحب وستصبح حياة كليهما جافة، وسيدفع الثمن الأبناء.
وصفة سحرية
وقدمت المناعي وصفة لكل زوج وزوجة يسعيان لاستقرار حياتهما الزوجية في ظل عمل المرأة من خلال التخطيط، والمرونة، وتوزيع الأدوار، أي يجب على الزوج ألا يستحضر الزمن القديم ويجعل من نفسه "سي السيد" داخل المنزل وتكليف المرأة بكل مهام المنزل من المحافظة على نظافة المنزل، ورعاية الأبناء، ومتابعة مدارسهم، فيجب أن توزع الأدوار بوضع جدول أسبوعي لتنظيم سير العمل الداخلي في المنزل وتكليف كل فرد من أفراد الأسرة بمهام يجب عليه اتمامها، فلابد أن يقوم الزوج بأدوار في المنزل فلا مانع من أن يقوم بتدريس الأبناء، وتلبية احتياجات المنزل الخارجية، وأن يساعد الأبناء في تنظيف المنزل وترتيب أَسِرتهم مما يكسبهم المسؤولية والنظام، كما أنه لا مانع من وجود خادمة فظروف الحياة وضغوطها لن تترك للأسرة مجالا أن تحيا كأسرة إذا لم يكن هناك من يساعد لتتفرغ الزوجة في وقت من الأوقات لأبنائها ولزوجها.
وأكدت المناعي أهمية تنفيذ مشروع الحضانات في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية وأن تحذو حذو مركز الاستشارات العائلية الذي خصص حضانة نموذجية لاستقبال أبناء موظفات المركز إلى جانب أبناء الأسر المتصدعة الأمر الذي يشجع المرأة على العطاء حيث تطمئن بأن طفلها بأيد أمينة، وهي قادرة على متابعته والاطمئنان عليه في أي لحظة شاءت، بعكس وجوده في المنزل مع خادمة دون أن تعلم الأم أي شيء عن طفلها طوال 8 ساعات عمل خارج المنزل مع خادمة ليس بقلبها عاطفة على هذا الطفل، والآثار المترتبة على بقائه معها!، لذا لابد من توفير هذا النوع من الحضانات مما سينعكس إيجابا على أداء الأم العاملة وعلى انتاجيتها.
واختتمت المناعي مؤكدة أنه بالتخطيط والمرونة وتوزيع الأدوار ستصل المرأة لبر الأمان، وسينتج لدينا أسرة متماسكة، وسيؤدي كل فرد من أفراد الأسرة دوره ليكون منتجا بالمجتمع.
مُتابعة شؤون المنزل مسئولية من ؟..المرأة تدفع ثمن عملها.. والرجل يرفع شعار "سي السيد"
- التفاصيل