إن الإسلام يحافظ على العلاقة الأسرية قوية متينة، لا تهزها الرياح ولا تزعزعها العواصف، إنه دين يسمو بالعلاقة الزوجية من علاقة أجساد إلى لقاء أرواح و يرفع من قيمتها الدنيوية الزائلة ليجعلها في الآخرة خالدة باقية.
أرأيتم ذلك الرجل الذي يخرج مع خيوط الشمس ساعياً على عياله وأسرته، يحمل بين جوانحه حباً لهم يفوق الخيال وأحلاماً أعظم من الجبال، إنه يخرج مجاهداً في سبيل الله له من أجر المجاهد نصيب
، لأنه يريد أن يعف نفسه وأهله، يعود إلى بيته متعباً إن كان موظفاً فمن ضغوط الحياة التي تكتم على أنفاسه بين راتبه الذي يأتي أول الشهر ليجد السبل والقنوات التي يسلكها منذ أول الشهر أيضاً…وليس حال العامل والمزارع ببعيد عن حال الأول فكلهم في الألم سواء.
أنت أيها الزوج …الأب المجاهد، يا ربان سفينة الأسرة… مهلاً فدينك يمسح جراحك ويخفف آلامك عندما يعلنها أمام الملأ قائلا على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهو له صدقة.
تخيل أيها الأب الرحيم والزوج الشفيق كم تحصد من الحسنات كل يوم وأنت تدفع من عرق جبينك ليكون غذاء لأولادك وزوجتك، فاجعل ما تنفقه على زوجتك وأولادك صدقة لله، عندها سيتقبلها الله بيمينه ويربيها لك لتكون يوم الحساب جبالاً من حسنات، أقبل أيها الغالي ولا تحرم زوجتك من هذا الحق لأنك إن فعلت تحرم نفسك قبل أن تحرمهم، هذا رمضان أكرمهم فيه ووسع عليهم بنية التقرب إلى الله تعالى، وبعده سيطل العيد فاحمل صغارك حبات اللؤلؤ وزينهم بثياب العيد فرِحاً مسروراً واحتسب الأجر عند ربك سبحانه وتعالى.
وزوجتك الحبيبة الصابرة المؤمنة الطاهرة أمينة البيت والأولاد لا تنسها فهي رفيقة الدرب و ساكنة القلب كل ما تنفقه عليها اعلم أنه لك صدقة، حتى تلك اللقمة التي تضعها في فمها لك فيها أجر، أنظر ما أعظمه من دين! تأخذ الأجر إذا أدخلت على قلب من تحب الفرح والسرور حتى وأنت تداعب زوجتك…ما أروعك من دين فأين أنتم منه أيها المسلمون؟
إشارة:
عن أبي مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهو له صدقة. البخاري
فادي سميسم