الدستور - جمانة سليم
تتهم المرأة الشرقية - غالبا - من قبل زوجها بأنها وبعد الزواج تهمل نفسها ولا تهتم بمظهرها الشخصي بحجة انشغالها ببيتها ورعاية اطفالها ومقتضيات الحمل والولادة وغيرها من الاسباب ، ولهذا تجد الكثير من الازواج ينتقدون هذا السلوك الذي يدل على عدم اهتمام زوجاتهم بهم الامر الذي يجعلهم ينفرون منهن وربما يشعرون بالملل كبداية لإشكالات تالية. وتختلف تبريرات المرأة في هذه التحولات من إمرأة لأخرى بحسب التغيرات والثقافة التي تمتلكها وقدرتها على إقناع زوجها والآخرين بما حدث لها. وتبرر "نورة"ربة اسرة ، عدم اهتمام الكثير من السيدات بمظهرهن الخارجي بعد الزواج والانجاب الى انشغالهن بالامور المنزلية التي تتطلب منهن العمل الدائم في ظروف مجهدة سواء كانت تنظيف المنزل او الغسيل او الطبيخ لتجد نفسها بعد الانتهاء من هذه الواجبات وقد ارهقت تماما وبحاجة للراحة اوالتفرغ لرعاية ابنائها ومساعدتهم في دروسهم ومتابعة احوالهم الخاصة وهنا تصل لمرحلة تحتاج فيها للنوم والاسترخاء ، وذلك لكي تستعد لاداء نفس المجهود والعمل في اليوم التالي .

ومن جهتها استنكرت "تغريد" ربة اسرة وموظفة ، انتقاد بعض الرجال لتغيير شكل ومظهر زوجاتهم بعد الزواج والانجاب معتبرة بان مطالبة هؤلاء الرجال بان تبقى زوجاتهم بنفس الصورة التي شاهدوها عليها قبل الزواج يعتبر أمرا مستحيلا. والسبب اذا تحدثنا عن الجانب الجسدي يرجع الى ان تركيبة جسم المرأة يختلف من الناحية الفسيولوجية بسبب الانجاب والتقدم في العمر. اما على الجانب الشكلي فإن الكثير من السيدات يجدن بعد الزواج مهام كثيرة تقع على عاتقهن ابتداء بمسؤولية البيت وليس انتهاء بتربية الاطفال ورعايتهم ، وهو دور كبير ويحتاج الى جهد جسدي وذهني وعادة ما يوكل الازواج هذا الدور لزوجاتهم من باب أنهن الاقدر على القيام بهذا الامر .

وتوافقها الرأي "غيداء "ربة أسرة والتي تجد بأنها تقوم بعمل "خمسة رجال" كونها مسؤولة عن منزل مساحته لا تقل عن 300 متر وهو منزل أهل زوجها التي تقيم فيه عندهم منذ زواجها قبل عشر سنوات ومنذ تلك الفترة وحتى الآن وهي مسؤولة عن كل كبيرة وصغيرة فيه سواء في ترتيبه وتنظيفه أو في اعداد الطعام لجميع أفراد أسرتها التي تتكون من 12 شخصا هم زوجها وأولادها الثلاثة ووالد زوجها ووالدته وكذلك أخوته ولهذا لا تجد وقتا لتريح جسمها فاين ستجد الوقت لكي تعتنى بمظهرها وجمالها .

وتطالب غيداء الازواج الذين ينتقدون زوجاتهم بعدم اهتمامهن بشكلهن واظهار جمالهن واختلاف اشكالهن للاسوأ بعد الزواج بأن يتولوا الدور الذي تقوم به زوجاتهم ولو ليوم واحد لكي يدركوا بان ما تقوم به من عمل وجهد يومي لا يترك لها مساحة للتفكير بهذه الجوانب .

وفي رأي مخالف تماما عن الاراء السابقة ترفض"باسمة "ربة منزل ان تهمل المرأة اهتمامها بمظهرها حتى وان كانت تقوم بمجهود عملي وذهني كبيرين . مشيرة الى أنها تعمل في المنزل وعلى رعاية اطفالها ساعات طويلة تستغرق يومها كاملا .

ومن جهة اخرى يطالب "باسم"موظف ، ان تهتم زوجته ليس فقط في مظهرها وشكلها الخارجي الذي اختلف تماما بعد زواجه منها وانما في الجوانب النفسية مثل اهتمامها به وبمشاكله. مشيرا الى انه يراها في اليوم ساعة واحدة بحكم عمله وفي هذه الساعة تسرد له تفاصيل يومها والمشاكل التى واجهتها ولا يجد متسعا من الوقت للحديث معها في أموره الشخصية التى يعتبرها الاهم من شكلها وجمالها .

ويجد كذلك "معتز"ان اهمال بعض الزوجات لمظهرهن الشكلي بعد الزواج يرجع الى أنهن قد اعتمدن على أنهن ارتبطن وتزوجن ولهذا لا يعرن شكلهن وابراز جمالهن اي اهتمام بعكس حالتهن قبل الزواج والتي يكنّ فيها حريصات على اظهار جمالهن واناقتهن وكذلك الحفاظ على رشاقة اجسادهن وحتى طريقة كلامهن واسلوبهن الذي يتسم بالرومانسية .

باب طلاق
واشار معتز الى ان طليقته الاولى كانت تهمل نفسها لدرجة كبيرة حتى أنه وفي أكثر من مرة لفت انتباهها الى ضرورة الاهتمام بمظهرها وشكلها وقد كان هذا السبب من أحد أبرز الاسباب التي أدت الى انفصالهما.

وقال انه لا يريد من زوجته أن تكون نجمة تلفزيون لكنه يريد منها أن تهتم بمظهرها تماما كما تهتم بطعامها وشرابها وباقي شؤون البيت ولهذا اصبح ومن وقت لاخر يلفت انتباه زوجته الحالية لضرورة هذا الامر .

ويستغرب "معتز" من غيرة الكثير من الزوجات على ازواجهن في حال أبدوا اعجابهم بامرأة غيرهن وهن في الاصل لا يلتفتن الى مطالبهم الشخصية والنفسية والشكلية.

اما الامر بالنسبة لـ"سالم"فيعتبر نسبيا بمعنى انه لا يحاسب زوجته بسبب عدم اهتمامها بمظهرها نتيجة ضغوطات العمل المنزلي عليها خاصة عندما تقوم بعمل العزائم أو في الجهد التي تقوم به فترة امتحانات اولادهما ومتابعتها لدراستهم حيث يشعر بانها تتحمل جهدا يفوق طاقتها الا أنه وفي نفس الوقت يلفت انتباهها لضرورة الاهتمام بمظهرها الشكلي في المناسبات وفي العطل حيث تجد في هذه الاوقات متسعا من الوقت للاهتمام بنفسها . كما أنه يحرص من وقت لآخر الى تنبيهها بالحفاظ على وزنها حتى تحافظ على رشاقتها .

أعباء
ويرى الدكتور كمال عمار الاستشاري الاسري الى أن تفاوت اهتمام بعض الزوجات بمظهرهن وأناقتهن يرجع الى الاعباء التي توكل اليهن بعد الزواج مثل الاهتمام بمتطلبات المنزل من اعداد طعام ومن تنظيف الى جانب الاعباء الاجتماعية المتعلقة باستقبال الضيوف واعداد الولائم لتجد هذه الاعباء والمسؤوليات تتضاعف مع الايام خاصة بعد أن تنجب أطفالا وتقوم برعايتهم وتربيتهم والاهتمام بشؤونهم .
وقد ينتقد الكثير من الازواج أن زوجاتهم تتغير أشكالهن بعد الزواج والانجاب ويبدأ بمقارنة مظهرها ورشاقتها وشكلها قبل الزواج وبعد الزواج وهم لا يدركون بأن هناك متغيرات فسيولوجية تظهر عليها بعد الزواج والانجاب وبطبيعة الحال هذه التغيرات تؤدي الى تغير في تركيبتها البنيوية سواء بتغيير وزنها او باختلاف ملامحها .
ويدعو د.عمار الزوجات الى عدم اغفال اظهار الجانب الجمالي لهن وكذلك عدم اهمال أنفسهن حتى وأن كن ملتزمات بالكثير من الواجبات والاعباء اليومية خاصة وأن الوقت الذي تحتاجه أي امراة لتجميل نفسها قد لا يتعدى ربع الساعة ولهذا يؤكد د.عمار ضرورة ايلاء الزوجات جانبا من الوقت لانفسهن حيث أن اهتمامهن بمظهرهن ينعكس بشكل ايجابي ليس فقط على ازواجهن وانما على حالتهن النفسية أيضا .

JoomShaper