مؤيد الهاشم
خلق الله «آدم» و«حواء» وهمام مختلفان في الشكل الخارجي «الجسدي» والداخلي «الذهني» وهذا الإختلاف لم يأتي عبث بل هي حكمة الله سبحانه وتعالى.
«الرجال من المريخ والنساء من الزهرة» كتاب رائع وجميل لطبيب النفساني جون غراي يعطي إختصار لهذا الإختلاف بين «آدم» و«حواء» ويوضح كيف أن الرجال والنساء هم من كواكب مختلفة والإختلاف هنا ليس فقط من الناحية الخارجية وإن كان لها أثر على شخصية الإنسان ولكن المؤلف يتحدث عن الإختلاف الذهني وكيف أن الرجال عندما جاؤا إلى كوكب الزهرة وهو المكان الذي تعيش فيه النساء جميعهم بسلام واستقرار مع أنهم من كواكب مختلفة ولكنهم بقوا فترة طويلة في حالة من الود لماذا؟؟؟ لأن كل طرف من الأطراف حاول أن يكشف عالم الطرف الأخر بكل التفاصيل لهذا كان مبدأ التسامح هو القاعدة التي مشى عليها أهل المريخ والزهرة فعندما يصدر خطأ من الرجال يتقبل النساء الإعتذار ولا تكون عقبة في مسيرة الحياة والعكس صحيح بل أعظم من ذلك كانوا يبررون لبعضهم بعض التصرفات بعدم القصد ولكن ماذا حدث حتى تبدلت الحياة؟؟ حسب ما يرى المؤلف بعد أن قرروا الرجال والنساء التوجه إلى الأرض والعيش على ظهرها وفعلاً هذا ما حصل ولكن بعد فقدنهم الذاكرة نسوا أنهم من كواكب مختلفة وفقدوا حياة التفاهم والإستقرار ومنذ تلك اللحظات بدأ الخلاف بين الرجل والمرأة لا لشي فقط لأن كل طرف لم يعد يفهم السلوك الفيسيولجي للطرف الأخر. بعد هذه المقدمة أود التحدث عن بعض النقاط الفيسيولوجية للرجل في تعامله مع المرأة «الزوجة» فيما يخص الحياة الزوجية وأتمنى أن لا تحسبه حواء تحيز للآدم.

كما ذكرنا بأن الرجل له صفات تميزه عن المرأة ومن خلال الدراسات والأبحاث تبين أن بإمكان حواء أن تقتحم عالم الرجل إذا امتلكت مفاتيح تلك الصفات:

1 - القوامة: قال تعالى ﴿ الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ﴾ ربما يختلف مفهوم القوامة في بعض المجتمعات الغربية وقد لا يكون له أساس ولكن بما أن أننا مجتمع ذات طابع إسلامي وعربي وشرقي فالقوامة من الأشياء الأساسية في حياة الرجل بل تمثل روح الرجولة ولو حاولت حواء إنتزاع هذه الميزة هذا معناه أنها قامت بتذميره وبما أن القوامة تمثل الرجولة للرجل كيف تتعامل المرأة معها؟

قبل الإجابة على هذا السؤال هناك نقطة مهمة جداً يجب أن يعرفها الرجل فالقوامة ليست معناها الإستعلاء أو الإستبداد أو التحكم والتسلط وإلغاء رأي المرأة بل بالعكس هي رعاية وقيادة وإحترام كرامة الطرف الأخر. أما ما يتعلق بالإجابة على السؤال

فالمرأة الذكية هي التي تحاول بكل قواها إشباع هذه الرغبة عند الرجل وتنظر لها بإشتياق من أعماق قلبها لأنها تمثل قدرة الرجل على رعايتها وحمايتها لا أن تنتزع هذه الصفة منه وبالتالي تفقده رجولته وإن فعلت فإنها سوف تكتشف بعد فترة أنها فقد إنوثتها.

2 - الطفل الأول للمرأة: هناك عبارة دائماً ما يرددها النساء والرجال بأن الرجل مثل الطفل لذلك يعتبر هو الطفل الأول للمرأة هذا المفهوم صحيح إلى حد بعيد ومع تميزه بصفة القوامة التي تحتوي على «القيادة وإدارة شؤون العائلة وإعتماد المرأة عليه في كثير من الأشياء» إلا أنه يحمل بداخله قلب ومشاعر الأطفال فهو يميل إلى من تدلله وتداعبه بل تفرط في تدليله بدون مصارحته بأنه طفل وإن حصل وكشفت له بأنه طفل فإن الرجل يعتبر هذا الكشف طعن في رجولته ولهذا هناك عبارة يتداولها النساء «بأن من تستطيع أن تجيد التعامل مع الأطفال بنجاح تنجح في التعامل مع الرجل وبما أن طبيعة الرجل يحب التجديد لذلك على المرأة أن تقوم بأدوار متعددة والمرأة الحكيمة تشبع رغابته وكلما تعددت أدوار المرأة كلما تسمك الرجل بها وزاد حبه لها وإذا ثبتت على دور وطابع واحد فإن هذه إشارة بتحول إهتمامه نحو ما هو جذاب ومثير.

3 - إحادية عند المرأة أم تعددية عند الرجل؟

«تؤكد الدراسات أن الرجل مخلوق بصري والمرأة مخلوق سمعي وهذا لا يعني أن الرجل لا يتأثر من أذنه.. بل على العكس كم من الرجال وقعوا في شباك كلام معسول بعكس المرأة فإنها مخلوق سمعي وأيضاً هذا لا يعني أن المرأة لا تتأثر بالنظر وكم من امرأة فقدت عقلها من عيونها.. ولكن مسألة الغلبة مسألة نسبية.. وبالذات من ناحية التأثير العاطفي والغريزي هذا ما ذكرته «الدكتورة فوزية الدريع».

وهذا لا يعني في كل الأحوال أنه سيستجيب لهذا الميل «التعددية» وقد يكون السر واراء هذا الميول قدرة الرجل العاطفية والغريزية حيث لا يوجد سن يأس للرجل ولا يوجد وقت تتوقف فيه إفرازات هرمونات الذكورة عكس المرأة التي تصل إلى سن اليأس وإنخفاض هرمونات الأنوثة في هذا السن مع تغيرات بيولوجية ملحوظة فالرجل الذي يزن الأمور بعقلانية ويضع أمامه أولوية لبعض الإعتبارات قبل الإستجابة والخضوع لرغباته البيولوجية والنفسية وحتى تبقى الإحادية التي تميل إليها المرأة وتفوت الفرصة على الرجل الذي يميل إلى التعددية ولا تجعله ينظر إلى خارج المنزل بسد نهم الزوج وذلك بإشباع «التعددية» لأن هذا الإشباع يعمل على إنشاء بيت عائلي مستقر وثابت.

4 - النصيحة: يكره آدم «الشرقي» أن يتلقى النصيحة بشكل مباشر من حواء مما يحسسه بضعف في شخصيته ولكن يتقبلها بشكل غير مباشر وهنا سأذكر هذا المثل وهو مقتبس من كتاب «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة» مع تغيير طفيف يقول تخيل «آدم» و«حواء» ذاهبان إلى حفلة وكان «آدم» يقود السيارة من ثم أضاع عنوان الموقع مما سبب إضاعة الوقت في البحث عن موقع الحفلة. لنرى كيف يجب أن تتصرف «حواء»؟؟

قالت «حواء» لماذا لا تسأل عن عنوان الموقع هذا التصرف لا يعجب «آدم» مما يجعله أن يصر على البحث عن الموقع حتى لو اضاع الليل بأكمله لأن بطبيعة آدم يحب أن يكون البطل والعالم بكل شي امام «حواء» ولكن لو قالت «حواء» سوف يضيع علينا الوقت بهذه الطريقة سوف يقوم «آدم» بالسؤال عن عنوان الموقع بدون تردد!!

وفي النهاية أتمنى أن وفقت في طرق بعض الصفات السيكلوجية من شخصية الرجل لأن صفات الرجل كثيرة ولا يسع المجال إلى ذكرها.

JoomShaper