هذه الهمسة أهمسها في أذن كل شاب وفتاة وكل أولياء الأمور، فأقول للجميع إن سوء الاختيار في الزواج لا يتحمله طرف واحد، بل يشترك فيه الطرفان، عندما لا يسأل طرف عن الآخر ويتأكد من شخصيته وطباعه قبل الزواج، ويتسرع في الاقدام على الارتباط.
فبعض الشباب كل همه أن يجد فتاة تحمل كل صفات الحسن والجمال ومقاييس غريبة عجيبة، وأيضاً يشترط أن تكون من أسرة عريقة، وموظفة ودخلها الشهري كبير لتعاون شريك حياتها على الحياة.. لكن تلك الفتاة التي لا توجد إلا في خيال الشباب وعقولهم فحسب، يصعب إيجادها.
أيضاً الفتاة قد تطلب عريساً من عالم الأساطير يتمتع بمواصفات خيالية، أولها بالطبع أن يكون ثريا يوفر لها مطالبها التعجيزية، ويتوجها ملكة على عرش قلبه وحياته.
نحن لا ننكر حق الشباب والفتيات في تمني كل تلك الصفات، لكن يجب ألا تكون كل همهم.. فلا بد من الاهتمام بحسابات العقل والمنطق مع القلب في اختيار شريك الحياة، لأن آثار التسرع في زيجات غير متكافئة، أو لم ينظر إليها بعين العقل والحكمة في الاختيار منذ البداية، واضحة من خلال أسر كثيرة ينفرط عقدها وتتناثر لأتفه الأسباب بسبب سوء الاختيار.
لذلك أقول لكل أب وكل أم احرصوا على حسن الاختيار سواء للبنت قبل قبول أي متقدم للزواج بها، وأيضاً للولد عند خطبة فتاة غريبة عن العائلة، فلا تغلبكم المظاهر الكاذبة وتيقنوا من كل الحقائق المطروحة أمامكم.
أيضا على الشباب والفتيات أن يضعوا ثوابت للارتباط بلا غلو ولا تفريط، خاصة في الأمور المتعلقة بشخصية الطرف الآخر. وبعد كل تلك الاحتياطات والحذر الشديد لا بد أن يكون لدينا يقين بقدر مكتوب يقدره الله لنا، وهذا أيضاً لا يمنعنا من الأخذ بالأسباب الموصلة لتحقيق السعادة لنا.
من يخشى سوء الاختيار في الزواج
- التفاصيل