لانا الظاهر
ما أن يصاب  «رب البيت بالزكام حتى تعلن حالة الطوارئ في البيت.
ينشغل الجميع والواقع لا يعمم ,لكنه موجود إلى حد أن عددا من الازواج في حالة تعرضه لوعكة صحية ولو كانت «بسيطة» تزداد شكواه وترتبك الأسرة صغيرها وكبيرها .
وتقول أم نبيل 45 عاما أن زوجي لا يقوى على خدمة نفسه تماما عند المرض فهو كثير الطلبات ويشكو في كل حين ليظهر حاجته إلى الرعاية وفي كل مرة يطلب مشروبا ساخنا ويكرر عبارة «انا مريض»
وتكمل « كلما طلبت منه أدنى خدمة يشعرني بالذنب فهو يدخل في إضراب تام عن العمل ليمتنع بموجب ذلك عن الحد الادنى من الخدمات التي يلتزم بها في سائر الايام وتؤكد أن الحال مختلف عندما أصاب بزكام او أي مرض آخر حيث التزم بمهامي اليومية مهما كانت الظروف». وتوضح أن زوجها يبدأ بالسعال واشعار من حوله بمرضه وخطورته ورغم ذلك يرفض تناول الدواء في معظم الاحيان لانه لا يفيد حالته الخطيرة,كما يقول هو.
وتتابع  معظم الرجال يصبحون كالاطفال الصغار عندما يصابون بالمرض وهذا ليس رأيها لوحدها بل ان الشكوى تتردد كثيرا على ألسنة بعض النسوة لانهن يواجهن متاعب مع ازواجهن في اوقات المرض .
وتبين مرفت حمدان ام زيد 40 عام ان زوجها يتفنن في الدلال عند المرض وتكثر بموجب ذلك طلباته التي يريدها حيث يقوم بعمل اختبار لمدى اهتمامها به .
وتؤكد ان زوجها عندما يمرض مهما كان المرض بسيطا يجعله طريح الفراش حتى ولو تعلق الامر بالانفلونزا ومنه يبدأ سيناريو الدلال وارباك البيت وانشغال الأسرة ليشترط ايصال كل ما يحتاجه إلى الفراش بدءا بالأكل وانتهاء بالدواء.
وتقول احلام ام سمير 55 عاما :»ان زوجي عندما يمرض يهاتف كل الأهل طلبا للزيارة حيث يحول الوعكة الصحية البسيطة إلى دراما وتصبح له طقوسا خاصة أما عند مرضي فهو يسارع بإمدادي بعلبة الدواء املا في ان افارق الفراش في اقرب وقت ممكن  لأعادة البيت الى احواله الطبيعية.
ويبين خبراء علم النفس ان المرأة بطبيعتها تتميز بقدرتها على العطاء ما يجعلها اكثر قدرة على التعامل مع الرجل اثناء مرضه بنجاح كما تجتاز ازمة التوفيق بين دورها في الداخل والخارج.
ويبين اخصائي علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي ان السبب الرئيسي يعود للتنشئة الاجتماعية ومورثاتها إذ ان الرجل الطبيعي يحتاج إلى الدلال وإلى معاملة خاصة تستند إلى الرومانسية وإبراز العواطف سواء في حالته العادية أو اثناء الوعكات الصحية والمرأة الذكية هي  التي تدرك بحسها المرهف وطبيعتها الانثوية جملة هذه الاحتياجات وتدرك متى تدلل زوجها ومتى تتعامل معه برومانسية .
ويوضح ان احتياجات الرجل للتدليل تنبع من طبيعته الخاصة التي استمدها من صيرورة التنشئة الاجتماعية التي عهدها في صباه من قبل أمه في المقام الاول وبقية أفراد اسرته في المقام الثاني لذلك يختلف التدليل باختلاف المراحل العمرية التي يمر بها وايضا باختلاف الوضعيات الحياتية التي يعيشها الزوجان فكما هو بحاجة إلى من يقوي عزيمته ويدفعه إلى النجاح والمثابرة للوصول نحو الافضل فهو بحاجة إلى من يعامله معاملة خاصة مع التركيز على احتياجاته الرئيسية من حيث الاهتمام بالملبس والمأكل والمشرب وغيرها.
ويؤكد ان الزوج يحتاج إلى مساندة اكبر ورعاية اكثر من اشد الناس قربا اليه وهي الزوجة في المقام الاول التي يفترض ان تلبي كل احتياجاته وتتحمل تماديه في الدلال الزائد وتعمل على ان يشعر بالراحة والامان وان هناك من يقف إلى جانبه في شدته وهو شعور جميل لا يكلف الزوجة شيئا سوى انه يعمل على تقوية روابط العلاقة الزوجية

JoomShaper