د.عدنان الطوباسي
الاسرة ركن الحياة الاهم منها ينطلق الابناء الى المدرسة فالجامعه فالمجتمع , واذا كان دور الاسره مؤثراً فان الابناء سيكونون قادرين على الانطلاق الى ارض الحياة بكل ثقة وجرأه وأمان.
فالتنشئه الاجتماعية لها اهميتها في صقل الابناء وتربيتهم واعدادهم الاعداد الناجح للحياة؛ ويلعب الاباء دوراً مؤثراً وقوياً في تربية ابنائهم وتنشئتهم واعدادهم ؛ فاذا كانت التنشئه قائمه على الخلق القويم والتربية السليمه والاحترام المتبادل والنهج السليم والتوازن والاعتدال فان الابناء سيكون لهم دورهم المميز في الحياة والمجتمع و اذا اعتراها الوهن والضعف والسلبية والانحراف فان الابناء سيخرجون الى المجتمع بسلوكيات وقيم وعادات تدمر وتبعثر المثل الجميله والنهج القويم. ويشير عدد من الباحثين ان ممارسات تربية الاطفال من قبل الوالدين تؤثر على سلوك الاطفال وحسب نظرية اريكسون عن تكوين الهويه الذاتيه ببعض الاستبصار حول طرق تنشئه الاطفال حينما يصلون الى المعضلات النفسية الاجتماعية في فترات نمائهم المختلفه بوجه خاص فاذا ما تم توفير الحس بالثقه وسمح للاطفال باكتشاف بيئاتهم وشجعوا على تجريب مواقف جديده مع تقديم المساعده لهم اذا هم فشلوا فان مثل هذه الامور تعتبر سلوكيات مهمة في سبيل تطوير الهويات الذاتيه للاطفال .
ويشير الدكتور عبد الرحمن عدس الخبير واستاذ علم النفس التربوي الى ان انماط السلوك الوالدي متعدده منها: التسلطي والمتسامح والتقريري ؛ فالوالدان المتسلطان يحاولان ضبط سلوك اطفالهم واتجاهاتهم ليجعلوهم يطيعون او يتقيدون بسلوكيات وقوانين صارمه وان هذا النوع من الاباء يفضل الطاعة والاجراءات العقابية عندما يحاول اطفالهم ان يسلكوا خلافا لتوقعاتهم ؛انهم لا يحبون ان يبحثوا في معايير السلوك مع اطفالهم وهم يميلون الى الانفصال عنهم والى عمليات الضبط ويظهرون دفئاً اقل في تعاملهم مقارنه ببقية الاباء ان اطفالهم يكونون على مستوى عال من عدم الاقتناع ويميلون الى الانسحاب كما ويكونون عديمي الثقة بانفسهم
اما الاباء المتسامحون فانهم لا يضعون مطالب كثيره على ابنائهم ويسمحون لهم بتنظيم سلوكياتهم الخاصه فهم نادرا ما يعاقبون على اي سوء تصرف يصدر عنهم او عن تصرفاتهم ولا يوجد لديهم سوى القليل من المطالب فيما يتطلب تحمل المسؤوليه في نطاق البيت .وهم يتجنبون عمليات الضبط ويكون اطفالهم اقل اعتماداً على النفس ومكتشفين ومنضبطين ذاتياً.
اما الاباء التقريريون فهم يحاولون ترشيد نشاطات ابنائهم بوضع قوانين ومعايير صارمة ومع وجود الرغبة لديهم للبحث مع ابنائهم عن الاسباب وراء هذه القوانين انهم لا يهددون اطفالهم وهم محبون ثابتون في معاملتهم ويحترمون القرارات المستقله لابناءهم وان اطفالهم اكثر اعتماداً على النفس ويكونون منضبطين نفسياً ومستكشفين وقانعين
وتشير نتائج الابحاث الى ان عائلات الاطفال غير الاجتماعيين يستخدمون اساليب تنشئه قاسية وغير ثابتة ولا يوجد بينهم وبين اطفالهم سوى القليل من التفاعل الايجابي وانهم يراقبون ويرشدون نشاطاتهم بشكل مقبول وهؤلاء الاباء لا يكونون ثابتين في استخدام التعزيز والحوافز لمكافأة السلوك المناسب وعقاب السلوك المنحرف والامر الذي يستحق ان يؤخذ بعين الاعتبار هو كونهم يسمحون لاطفالهم بان يكونوا عدوانيين مع افراد العائله الاخرين ونتيجه لهذه الخبرة العائليه المبكرة فان هؤلاء الاطفال يحاولون ضبط بيئاتهم باستخدام وسائل مؤذيه ويفشلون في تعلم السلوكات الاجتماعيه المناسبة وعندما يذهبون الى المدرسة فان صعوبتهم بالالتزام بقوانين غرفة الصف تقودهم الى مشكلات مع المعلمين والرفاق وفي نهاية المطاف الى مستوى تحصيل متدني وفي مرحلة المراهقة المبكره فان سلوك الاطفال غير الاجتماعي ورفض الرفاق لهم يدفعهم للبحث عن مجموعه منحرفه ينخرطون فيها ان الكثير من هؤلاء الاطفال يصبحون مراهقين منحرفين وبالغين مسيئين.
على الاباء في عصر الانفتاح والتكنولوجيا وثورة الاتصالات ان يدركوا ان الابناء بحاجة الى المرونة في التعامل في كل مشاكلهم وقضياهم والاستماع اليهم ومحاورتهم وتشجيعهم على الانطلاق الى الحياة وتوجيههم التوجيه الحسن ومعاملتهم معاملة الاصدقاء من اجل ان ينهضوا بمسؤولياتهم ويصلوا الى غاياتهم دون تعقيد او كبح للطموحات ووئد لها.

JoomShaper