الدستور - جمانة سليم
بالرغم من ان معظم الابناء يحبون اباءهم بحكم الغريزة التي ينشأون عليها ، الا اننا عادة ما نجد أن نسبة من هؤلاء الابناء ينقسمون في قربهم من ابائهم الى قسمين: فنجد بأن الابناء "البنات" مقربات من امهاتهن أكثر من ابائهن حيث يطلعونهن على تفاصيل حياتهن الخاصة ويستشيرونهن في كل كبيرة وصغيرة ، وكذلك نجد بأن الاولاد يرتبطون بأبائهم اكثر من امهاتهم حيث يبدأ هذا الارتباط في مراحل مبكرة من عمرهم فيرافقون اباءهم في الزيارات والمناسبات ويبقى الولد رفيق والده في كل شيء.
الا ان هناك حالات كثيرة تفند هذه النظرية بطريقة عكسية حيث نجد بأن الكثير من البنات يرتبطن بآبائهن اكثر من امهاتهن ويبحن لهم باسرارهن ويطلعنهم على ادق تفاصيل حياتهن ، وكذلك نجد ابناء "ذكور" مقربين من امهاتهم اكثر من ابائهم فلا يقدمون على اي خطوة الا بعد ان يستشيرونهن ويأخذون برأيهن ويطلعوهن على ادق تفاصيل واسرار حياتهم الخاصة.
والدي.. صديقي
وهذا الامر تعيشه"تغريد وفيق" 22 عاما حيث تعتبر ان والدها هو صديقها ورفيق دربها منذ ان كانت طفلة صغيرة وهي تشعر بانه الاقرب لها بالرغم من حبها الشديد لامها الا ان حبها وقربها من والدها اعمق بكثير.
وبحسب رأيها ، تجد تغريد بأن البنات وفي مرحلة معينة يحتجن رأي "رجل" في حياتهن سواء في طريقة حياتهن ونظرة الجنس الاخر لهن وكذلك في شؤونهن الخاصة. وهي لا تجد رجل يمكن ان يصارحها وبدون مجاملة سوى والدها والتي تعتبره قدوتها في الحياة.
وأشارت تغريد الى ان شخصية والدها ساهمت في قربها منه فهو مستمع جيد ولا يستخف بمواضيعها حتى وان كانت بسيطة. وعادة ما يشعرها بالاهتمام في كل ما تقول وكل ما تعبر عنه بعكس مزاج والدتها والتي لا تجد الوقت لسماعها او لمناقشتها في موضوع او قضية خاصة بها.
واضافت :اشعر بان هذا القرب الذي يجذبني الى والدي تشاركني فيه ايضا اخواتي البنات. فهن ايضا يعتبرنه الاقرب لهن لدرجة ان كل واحدة منهن تسر له باسرارها وتطلعه على تفاصيل علاقاتها ولا تنزعج اي منا من البوح له ببعض الاخطاء التي يمكن أن ترتكبها دون قصد.وما يشجعنا هو انه عادة ما يقدم لنا النصيحة والارشاد لنتجاوز الخطأ الذي وقعنا به ولا يتعامل معنا باسلوب اللوم والتجريح الذي يمكن ان ينفرنا من مصارحته.
طرق تعامل
ونفس الحالة تحدثت عنها "فاتن ابو غليون" 27 عاما والتي تعتبر ان والدها صديقها المقرب منذ ان كانت طفلة وحتى عندما كبرت وتخرجت من الجامعة وتزوجت واصبحت اما. وتؤكد فاتن ان علاقتها بوالدتها علاقة حميمية جدا وهي تحبها بشكل كبير الا ان حبها وقربها من والدها اعمق وهذا لكونه ومنذ طفولتها كان يتعامل معها كصديق مقرب منها. وهذا بحكم مهنته "كمدرس" حيث ان طريقة تعامله مع جميع ابنائه قائمة على الاحترام والحوار وتبادل وجهات النظر.
واشارت فاتن الى انها لا تذكر في يوم من الايام ان والدها قام بتجريحها أو بتوبيخها بسبب تصرف او سلوك بدر منها هي او اي من اخوتها منذ ان كانوا اطفالا وحتى بعد ان كبروا.
وتؤكد فاتن بان علاقتها بوالدها اقوى من علاقتها بزوجها وبصديقاتها وكذلك باخوتها البنات.مشيرة الى انها وبمجرد ان تقع في مشكلة او تتاثر نفسيا في موضوع خاص تتصل بوالدها وتطلب منه زيارتها او ان يصطحبها في نزهة قريبة لكي تتحدث معه بشكل مريح وتأخذ بنصيحته وبرأيه في مشكلتها.
وذكرت فاتن ان اطفالها ايضا يحبون ابيها كثيرا ويعتبرونه صديقهم كونه يتعامل معهم بشكل مختلف تماما عن الطريقة التي يتعاملون بها من قبل والدهم.
على العكس
وبطريقة عكسية يجد "علي شاهين" 21 عاما انه مثل اي شاب يحب والده ويعتبره صديقه الذي يطلعه على تفاصيل حياته ويستشيره في الكثير من الامور الخاصة به الا انه يجد بان والدته اقرب له بكثير من والده فهو يشعر بأنها تحتويه خاصة عندما يكون في حالة نفسية بائسة حيث تبقى الى جانبه وتستمع اليه وتحاوره وكثيرا ما تتدخل بشكل شخصي لحل مشكلته مع الطرف الذي اختلف معه.
واشار الى ان والدته تتعامل مع جميع ابنائها بنفس الطريقة الى جانب انها تحفظ اسرارهم ولا تبوح بها لاي شخص من افراد الاسرة ولا حتى لوالدهم وهذا ما يجعله يؤمن لها في كل شيء حتى في مصارحتها باخطائه.
واضاف "علي" أن والدته تشجعه على الاعتماد على نفسه وعلى ان يتخذ القرارات الخاصة به بترو وتفكير وان لا يتأثر بآراء الاخرين فيها خاصة اذا كان الموضوع يخصه. وعن مدى ارتباطه بوالدته ذكر علي انه وفي كثير من المرات كان يطلب منها أن ترافقه في مشاويره الخاصة دون ان تخبر اي فرد من افراد اسرتهم بهذا الامر وذلك لكي ياخذ برأيها.
استيعاب
الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع اشار الى ان ارتباط الابن باحد والديه سواء كان الام أو الاب يرجع الى اسباب كثيرة اهمها مدى استيعاب كل منهما له ، حيث ينشأ الابناء وبالفطرة على حب ابائهم الا اننا نجد بان هذا الحب يكون اقوى عند احدهما في فترة من الفترات والسبب هو ان هذا الطرف استطاع ان يقرب منهم في تفاصيل حياتهم ويستوعب مداركهم وميولهم وحتى نزواتهم ولهذا نجد ان الابن او الابنة ينجذبون له بل وبعتبرونه الصديق المقرب لهم الذين يطلعونه على تفاصيل حياتهم واسرارهم وكل ما يخصهم.
الابناء : الفتاة تميل لرجولة ابيها والشاب لحنان امه
- التفاصيل