لها أون لاين
بدأنا في الحلقة السابقة عرض الجزء الأول من التساؤلات التي طرحت على الدكتور هاني الغامدي الرئيس العام للاتحاد العربي للاستشارات الاجتماعية والمستشار الأكاديمي للكلية الأوروبية للعلوم والتكنولوجيا ضمن إحدى الحوارات الحية التي يقيمها الموقع بشكل دوري وقد أجاب سعادته على الجزء الثاني من التساؤلات كما يلي:
إلهام ـ ما هو حل الأنانية عند الرجل ؟؟
تبدأ الحياة الزوجية بأن يكون هناك عالمان منفصلان، عالم للزوج وعالم للزوجة، فإذا لم يتم تذويب هذين العالمين، والخروج بعالم جديد واحد، فإن الحياة الزوجية لن تستقيم، بأي حال من الأحوال، وفي حال وجود الأنانية من قبل الزوج كما ذكرت، فإنّ هذا الأمر يعتبر أمر غير صحي في الحياة الزوجية، ولكن يجب أن نتفهّم أولاً ما هو مفهوم الأنانية في نظرك أنت؟؟.. ،
فإذا كان الأمر من قبل الزوج هو الاستحواذ الكامل في الصلاحية والصرف والنفقة دونما إشراكك في أي أمر من الأمور التي يُدار من خلالها البيت، فهنا يجب أن يتم عمل جلسات مع الزوج من قبلك، بحيث تشرحين له بالحسنى أهمية دورك ومكانتك الإدارية داخل بيت الزوجية، كي تحصلي على مرادك، من تفعيل للدور الخاص بالزوجة، أما إذا كان الأمر يخص الأمور المالية، فإنه يجب توجيه هذا الزوج بأن يعطي ويبذل وينفق كدور أساسي له وعليه في الحياة الزوجية.
نورة ـ هل هو سبب كافٍ للزوج إذا أصيب باضطراب مزاجي إن يتزوج ؟
ـ 26 سنة و أنا أقف بجواره حتى يتجاوز مرحله الخوف من ركوب الطائرة والاختلاط مع الناس بتشجيعه وعرضه عل طبيب نفسي لعلاجه وبعد أن حلت مشكلته تزوج بأخري
- أم أن الاضطرابات هذه في حياتنا ماهي إلا مرحله الأربعين التي ذكرها القران و إذا بلغ الأربعين قال ربي أوزعني أن أشكر نعمتك ---------- لآخر الآية
أختي الكريمة: هل الزواج من الثانية هو نهاية العالم، وبمعنى الآية الكريمة (وإن خفتم إلا تعدلوا فواحدة) مما يدلل على أن الرجل وحسب الشارع، له الحق في أربع زوجات، فلم كل هذا الضيم على هذا الرجل حينما يرغب الزواج من الثانية.
أختي الكريمة: إجابتي هذه ليست من منطلق ذكوري، إنما من منطلق شرعي، ويجب أن نراجع أنفسنا فيما قاله الحق عزّ وجل، وألا نجري خلف الأعراف الاجتماعية التي جعلت من زواج الزوج بالثانية أمراً وكأنه فعل من رجس الشيطان. الأعوام التي مضت وأنت مع الزوج كانت وما زالت وستبقى بإذن الله أعواماً جميلة، فلتنظري إلى الجوانب الإيجابية فيه، ولتتأكدي يقيناً بأنّ هناك دراسات أثبتت بأنّ زواج الرجل من الثانية يجعل له حنينا أكبر للأولى، مما كان عليه الحال. أما إذا كان من رأيك بأنّ زواجه من الثانية ـ كما تعتقد بعض النساء ـ هداهن الله ـ هو مدعاة لطلبك الانفصال والطلاق، فقولي بألا حول ولا قوة إلا بالله، ولتعيدي التفكير فيما أنت مقبلة عليه، وبارك الله فيك
نور ـ هل تلك الحالات التي يمر بها الزوج من تغيرات مزاجية مع بيته وأولاده هي دليل على وجود امرأة أخرى في حياته أم أنه من روتين الحياة أم هي حالات نفسية تصيب الرجال أم ماذا ..؟؟؟ خصوصاً لو أنها استمرت مدة طويلة .. وكيف تتعامل معها الزوجة إن وجدت شكوكها صحيحة؟
يمر الرجل بمراحل عمرية تختلف معه الأفكار من مرحلة إلى مرحلة، فنجد أنّ ابن العشرين يكون غالب عليه الحصول على الملذات من خلال الأطر الشرعية من زواج والحصول على سيارة، وآخر موديل للجوال وخلافه، بينما رجل الثلاثين نجد يفكر دائماً في إثبات (الأنا) والحصول على مكانة مجتمعية معينة، ونجد أنّ رجل الأربعين غالباً يفكر بأنّ له من الخبرة ما يعطيه الحق في السيادة بأفكاره كمرجعية داخلية يطبق من خلالها أبجدياته الأدبية على أرض الواقع، سواء كان في العمل أو البيت أو الشارع.
وما ذكرتِه أنت بأنّ الاضطراب المزاجي لدى الزوج هو دلالة على وجود أخرى، إنما هذا لم يثبت علمياً، وربما أن كل الأمر هو وجود بعض القلق في مخيلتك، جراء ما تسمعينه من قصص تدور من حولك في زمننا هذا، أحسني الظن أختي الكريمة والتغافل مطلوب حتى في الدين، بارك الله لك في حياتك.
وإذا تم إثبات أي من الأمور التي كانت تتشكك فيها الزوجة، فلا بأس من خلال الحوار والمناقشة والمواجهة الهينة اللينة، من أن يكون هناك تفاهم حول بحث الأسباب دون الوصول إلى نقاط تصادم قد تتسبب إما بالطلاق الصامت، أو الانفصال الكامل.
وردة ـ ماذا تفعل المراة اذا كان زوجها لامبالي في أمور العاطفة والحوار والنقاش مع الزوجة وأبنائه حيث إنه دائما يجلس بمفرده في غرفة ويغلق الباب ولا يسمح لها بالدخول من وقت مجيئه إلى البيت إلى وقت النوم بحجة انه يدخن وكذلك يصبح صعبا جدا وذا حالة مزاجية سيئة إذا أصيب الابن بوعكة حتى لو كان بسيطا ويرمي الحمل كله على الزوجة ويفرض قيودا في الأكل والخروج من البيت ويصيبه وسواس شديد بحيث يؤثر على نفسية الزوجة ويحدث المشاكل بينهما
أختنا الكريمة: هل راجعت سلوكياتك السابقة والتي قد تكون هي المسبب الأول لما آل إليه أمر الرجل من تصرفات حالية كنتيجة، لما تم من قبلك في وقت سابق؟؟
أختي الكريمة: قد تتسبب بعض الزوجات في أنها تجعل من الزوج وكأنه شخص يجب أن ينصاع لكل متطلباتها، بغض النظر عن الطريقة أو الآلية أو الأسلوب المستخدم من قبل هذه الزوجة للحصول على مبتغاها، مما يؤدي إلى أن يتقوقع الرجل ويقوم بممارسة ما يعرف بالإنعزالية النفسية، والمشاعرية، والعاطفية، أمام هذه الزوجة، وبالتالي فإنه ومن الصعب بأن يعود الرجل لما كان عليه ذلك المحب، إلا بعد أن يتم عرض هذه الحالة على متخصص ليقوم برأب الصدع لما تم بينكما.
تهليل ـ ما الحل إذا كان عند الزوج جوالان فأنا قلقة أن يكون هناك في أي وقت خيانة منه لي وكيف أعرف أن زوجي يخونني ؟
أختي الكريمة: لم يعد امتلاك الشخص لأكثر من رقم دلالة على أن هناك أمر غير سوي يقوم به هذا الزوج، هناك كثير من الاحتياجات في زمننا الحالي لبعض الأشخاص بأن يمتلك أكثر من رقم، أحسني الظن وتذكري الآية الكريمة (لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسُؤكم) لأنه في واقع الأمر هناك بعض الزوجات يبدأن بالبحث والتقصي للمحاولة الجاهدة لإثبات بأن هذا الزوج لديه سلوك غير قويم، وبالتالي فإنني أنصح بألا تلتفتي لهذه الأوهام والهواجس، لكي تستمر حياتك سعيدة مع هذا الزوج الذي قد ظننت فيه سوء، بدون قصد.
د.هاني بن عبدالله الغامدي
في الختام أقول لجميع الأخوة والأخوات الأكارم بأن الحياة الزوجية أساسها المودة والرحمة، وأن التنازلات مطلوبة والتغافل أمر جميل، وأن البحث والتقصي وراء الزوج إنما هو عكس ما ذكر في القرآن الكريمة (لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسُؤكم)، وألا نحوّل الحياة الزوجية من مفهومها العام الجميل في القرآن الكريم بأنها سكن ومودة ورحمة، إلى قضية تتفرَّع منها أمور تذهب راحة البال، وتحوِّل حياة الفرد إلى جحيم لا يطاق.
أسأل الله العلي القدير لكم حياة أسرية سعيدة، وفي الختام.. سبحانك الله وبحمدك، وآخر دعوانا أنّ الحمد لله ربّ العالمين
يمكنكم مطالعة كامل الحوار على هذا الرابط:
www.lahaonline.com/livedialouges/211.htm
الاضطرابات المزاجية في الحياة الزوجية (2)
- التفاصيل