وائل بن إبراهيم بركات
إن الزوجة مسؤولة إلى حد كبير عن إصلاح أخطاء زوجها بل وتحويله من إنسان منحرف ضال إلى داعية يشتعل قلبه هماَ للإسلام ..
فكم من زوج ارتفع إلى المعالي بدفع زوجته له ؟
وكم من زوج يعبد الدنيا والشهوة انقلب على معبوده وصار يعبد الله وحده لا شريك له …
إن الزوجة تستطيع أن تفعل الكثير الكثير تجاه زوجها سواء كان عاديا أو منحرفاَ.. فكيف تؤدي الزوجة دورها ؟ وماذا تفعل ؟

ونحاول بإيجاز مد يد المساعدة إلى تلك الزوجة في هذه النقاط التالية، حيث أن المهمة شاقة والطريق شائك:
1ــ يجب أن تعلم الزوجة على اليقين أن البيت قلعة من قلاع العقيدة وأن البيت المسلم هو لبنة في المجتمع المنشود
2ــ أن تعرف نفسها جيداَ بأنها ــ وهي كذلك عند الله ــ مخلوق إنساني كريم متصل بالله مستمد منه كل حياته وكل كيانه وكل قواه وهذا الارتباط هو الذي يمنحها شخصيتها بنفس الصورة التي يمنح للرجل شخصيته
إن شخصية الزوجة في البيت ليست ناتجة عن صراخها ورفع صوتها على زوجها, وليس عن بروز عضلاتها وكأنها في حلبة مصارعة.. وليس عن مالها أو مشاريعها
وإنما شخصية الزوجة المسلمة ناتجة عن ارتباطها بالله .. فمن الله تستمد منهج حياتها .. ولا تعبد سواه, وترضي ربها بسخط الناس, ولا ترضي الناس بسخط ربها.
3ــ أن تألف زوجها ولن يأتي لها ذلك إلا بأجنحة ترفرف بها حول زوجها وسكنها:
أ ــ أن تكون على صلة وثيقة بالله مقبلة عليه , فإذا أحبت الزوجة ربها متقربة إليه بالنوافل أحبها الله , فإذا أحبها الله حبب فيها زوجها وعباده …
ب ــ أن تهتم الزوجة ببيتها بحيث تجعله :
جنة في نظامه : إن النظام والتنظيم في شؤون البيت أمر مهم جداَ في حياة الزوج والزوجة المسلمة ..
فالبيت المسلم منظماَ ابتداء بالوقت فالزوجة المسلمة تنظم وقتها ، ما بين زيارة إلى أخت لها في الله.. إلى دراستها أن كانت  طالبة.. إلى أداء حقوق زوجها .. الى إعداد الطعام فتجهز الزوجة الأكل قبل مجيء زوجها فإن كثيرا من البطون إذا جاعت كان ما كان .. إلى ذهابها إلى السوق …..
وانتهاء بالأشياء فكل شيء مرتبا في مكانه ، وجميلا تتناسق فيه الألوان والأشياء ..
جنة في نظافته: ترتيبه وتجميله وتجعل كل ما فيه من أثاث ونحوه يلهم الخير ويشرح الصدر ، منسقا نظيفا .. وتضيف عليه من أشغال يدها لوحة جمالية برسمة أو زخرفة أو غير ذلك من الأشكال الجمالية ..
جنة في طعامه وشرابه : من حيث الإعداد والتجهيز والتنويع بلا إسراف , وتنظر ماذا يحب زوجها من الأصناف ؟ ولا تنسى أن تصنع له ما يشتهيه من الحلوى ما بين فترة وأخرى !! وإذا انتهى الغداء ترفعه ومن ثم تغسل الأواني ولا ترميها في المغسلة ساعات وساعات أو تجمع أواني الغداء مع العشاء لليوم الثاني… فهذا خطأ فادح في حقها وفي حق نفسها وفي حق زوجها وفي حق بيتها..
إنه لا يليق بالزوجة المسلمة أن تكون على مستوى من الثقافة والوعي ثم تكون فاشلة في ميدان مسؤوليتها الأول .
ج ـ تؤدي حقوق زوجها جيدا وتؤديها برضا واعتزاز لأنه تشريع العليم الحكيم دون أن تتأثر بالشرر المتطاير من الحركات النسائية لتدمير المرأة ـ لا لتحريرها ـ ولا الحملات النفسية والإعلامية التي تسمي الحقائق بغير اسمها فيسمون الطاعة الزوجية "عقدة سي السيد " والاستئذان في الخروج "كبت الحرية " وخدمة الزوج "امتهان الكرامة " إن الزوجة المسلمة مصدر سكينة لزوجها فتوفر له الهدوء والراحة وتصرف عنه المشاغل ليتفرغ لأداء مهمته وعمله .
د ـ تستقبل زوجها بالوجه الطليق والبسمة الحانية , متزينة متطيبة , تخلقاَ بصفات المرأة الصالحة " إذا نظر إليه سرته" (جزء من حديث رواه أبو داوود ) ثم تستقبله بالأخبار السارة التي تشرح الصدر وتبدد المتاعب , وإن كان هناك أحداث محزنة فعليها أن تكون حكيمة في سوقها , ذكية في سردها , حسنة في الاختيار للوقت المناسب , ولا تنسى أن تحرص على أن تعدد الزينة وأنواع الطيب وتتحرى ما يحب زوجها من الملابس وألوانها وشكل تسريحة الشعر وغير ذلك , تفعل هذا وتضع نصب  أعينها تقوى الله…
هـ ــ تجعل كل نفقاتها ومطالبها في حدود الكفاية , فتتفهم طبيعة عمل زوجها ومقدار راتبه وتخاطبه بأسلوبها الخاص كما خاطبت الزوجة في عصر السلف الصالح زوجها : يا أبا فلان إياك وكسب الحرام , فإننا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار وغضب الجبار،  وترضى بما قسم الله لها ولزوجها .. فلا سخط ولا كدر .
زـ الهدية: وما أدراك ما الهدية ؟ إنها شيء عظيم !! فالزوجة تهدي زوجها ما بين فترة وأخرى هدية متواضعة لأنها تعلم أن  للهدية سحرها في النفوس !!
بمثل هذه الأجنحة ترفرف الزوجة حول زوجها .. ولا يكفي جناح واحد أو اثنين أو ثلاث , فلا بد أن تكون مجتمعة .. إنها أجنحة التآلف .. أجنحة المحبة
4ــ سلوكها العام والخاص صورة صادقة لمبادئ دينها وأفكارها الإسلامية فكل عمل وكل حركة وكل إشارة صادرة عن التقيد بالمثل العليا .. والارتباط بالله ..
5 ــ تدرك وتعي وتفهم فقه الأولويات , فتعاليم الإسلام ليست في درجة واحدة وكذلك الكبائر ليست في درجة واحدة , والزوجة الصالحة تضع الأشياء في مراتبها فتقدم ما حقه التقديم ، وتؤخر ما حقه التأخير ، بحيث لا تشعل في البيت معركة مع زوجها على مكروه تنزيهي أو معصية بينما زوجها يرتكب كبيرة فمثلاَ .. الزوج يصاحب أناس غير أخيار وفي نفس الوقت لا يصلي ،  فالزوجة الداعية لا تأتي  لزوجها بفتاوى وأشرطة وكتب عن الجليس الصالح .. وإنما تدعوه للصلاة أولاَ وتعمق في نفسه وحسه أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك , وتدريجياَ سيترك الزوج تلك الشلة السيئة ، ويبتعد عنهم ، ويستبدلهم بأخيار صالحين.. إن شاء الله ..

أيتها الزوجة
كوني لقلب زوجك طبيبة ، والقلوب من خصائصها التحول والتقلب, ومعرفة دوائها وتغيراتها مهمة الزوجة الصالحة , تدركها بفطرتها وشفافية نفسها ، وحدة ذكائها ، وقوة فراستها ، وكل ذلك يهبه الله تعالى لمن أخلص في طاعته ولم يبتغ غير الله من عمله..
أيتها الزوجة :
إن الحمل ثقيل والمسؤولية كبيرة ومقومات النجاح متعددة ومتنوعة والأخذ بها كلها ـ إن لم يكن متعذرا ـ يحتاج للتضحية والصبر والهمة العالية والتواضع , والعزة وبذل الخير والبعد عن شبهات الشر .. وغفران الزلة وتجاوز الخطيئة والحذر من الغرور والعجلة وسوء الظن , والله يوفقك ويرعاك ....

 

لها أون لاين

 

JoomShaper