عمان - الدستور
الأسرة هي تجمع اجتماعى قانوني لأفراد اتحدوا بروابط الزواج والقرابة أو بروابط التبني وهم في الغالب يشاركون بعضهم بعضا في منزل واحد ويتفاعلون تفاعلا متبادلا طبقا لأدوار اجتماعية محددة.
وظائف الأسرة:
لقد تطورت وظائف الأسرة من السعة إلى الأضيق, فلأسرة في بداية نشأتها كانت تقوم بجميع الوظائف الاجتماعية تقريبا وفي الحدود التي يسمح بها نطاقها وبالقدر الذي تقتضية حاجاتها الاقتصادية والدينية والخلقية والتربوية, ومع زيادة عدد السكان بدأت النظم الأخرى تقوم بالعديد من الوظائف الأسرية كالوظيفة التشريعية والسياسية والقضائية كذلك التربوية في بعض جوانبها.
الوظيفة النفسية:
أن الصحة النفسية للأفراد تكون عن طريق العلاقات البشرية في العائلة وتوفير الراحة والثقة في نفوس الأفراد حتى تشبع احتياجات الأفراد النفسية وهي الحب والعطف والأمن والتقدير والنجاح والحرية.
الوظيفة التوجيهية:
تعمل الأسرة على توجية وإرشاد أبنائها أن هناك حدودا معينة وضعت لتبين لهم ما يمكن وما لا يمكن عملة, فالطفل يتعلم من الأسرة ما عليه من واجبات وماله من حقوق, وكيف يستجيب لغيرة, كما يتعلم مستويات الثواب والعقاب, لذلك يجب على الأسرة تفهم حاجات الطفل وتشجيعه بالثناء على ما يتقن من اعمال, وتشجيعة بالمعونة الإيجابية المثمرة لتصحيح ما يقع فيه من أخطاء.
الوظيفة الاقتصادية:
تعتبر الأسرة وحدة اقتصادية, حيث يقوم أفرادها بقضاء كل مستلزماتهم الحياتية واحتياجاتهم, فيتعين لكل فرد عمل اقتصادي أو وظيفة يؤديها, فنجد الأب يعمل بكل طاقة لتوفير احتياجات الأسرة والصرف على واجبات الحياة الأسرية, والأم قد تشاركه العمل الخارجي لتدعيم الحياة المعيشية فضلا عن قيامها بتدبير شئون المنزل وتربية الأولاد.
التنشئة الاجتماعية:
يلعب الوالدان دورا هاما وأساسيا في عملية التنشئة الاجتماعية للأبناء, ويعتبر دور كل من الأب والأم مكملا للآخر في هذه العملية ويتضح ذلك فيما يلي:
علاقة الأم بالطفل: وتخلق الأم بينها وبين طفلها علاقة عاطفية حميمة, ويعتبر الحب هو أول العلاقات الإنسانية التي يمارسها الابن وأهمها جميعا لأنها تتعلق بعلاقات الود والعطف التي هي من أهم مميزات الأسرة السعيدة ويعمل الحب كدافع هام في تعلم كثير من الاتجاهات الاجتماعية التي توثق علاقة الابن بالمجتمع كما تعضد درجة تكيفه.
علاقة الأب بالطفل:
أما عن دور الأب في عملية التنشئة الاجتماعية فهو دور لا يقل خطورة وأهمية عن دور الأم فحاجة الطفل إلى أبيه تنشأ مبكرة على غير ما يتصور البعض في أن الأب غير ضروري في مرحلة الطفولة المبكرة بل في مرحلة الإشراف على سلوك الطفل في مرحلة المراهقة فقط وهذا زعم خاطىء لأن حاجة الطفل إلى الأب ليست بسبب الأشراف فحسب ولكن الطفل يتوسم في أبيه الذي يرعاه ويبادلة الحب المثل الأعلى الذي ينتسب إليه والذي يجد في كنفة الحماية والأمان.
العلاقات الإنسانية بين أعضاء الأسرة:
لتكوين نظرة شاملة لشبكة العلاقات الأسرية سوف نوضح العمليات التفاعلية داخل الأسرة والتي تكون في مجموعها المناخ العام للأسرة كما يلي:
العلاقة بين الزوجين:
يعتبر التفاعل الثنائي الإيجابي بين الزوجين والمبنى على المحبة والمودة وأشباع الحاجات الأساسية والثانوية أمراً ضروريا لتوفير الاتزان النفسي والاستقرار الاجتماعي والمحافظة عليهما أطول فترة ممكنة في نطاق أي أسرة تجمع بين الزوج والزوجة, ومن ثم يمكن للعلاقات الزوجية أن تستمر بين الطرفين بدرجة عالية من التوافق السوي إلى ما لا نهاية طالما أنها توفر لها الأشباعات التي يحتاج إليها كل منهما بلا خلافات ولا اضطرابات حادة تؤرق حياتهما, فالاشباعات والمكاسب والفوائد التي يحققها الزوجان من زواجاهما يعتبر بمثابة تدعيم وتعزيز لاستمرارية حياتهما الزوجية .
فلكي يتحقق التوافق الزواجي على كل زوج القيام بواجباته أو أدواره في الحياة الزوجية, وعليه القيام بهذه الأدوار على نحو كفء ومرن في نفس الوقت وتسعد الزوجة إذا ما قام الزوج بهذه الأدوار ويزداد انتماؤها إلى مؤسسة الزواج واعتزازها بها وحرصها عليها, كذلك فان للزوجة أدواراً سلوكية متوقعة من قبل الزوج عليها أن تؤديها حتى يشعر الزوج.
التربية الأسرية.. تنشئة اجتماعية للأسرة مدى العمر
- التفاصيل