يبدأ العنف من سوء التفاهم ثم يتطور ليأخذ أشكالاً متنوعة
إشراف موسى الأسود
العلاقة في نطاق الأسرة يجب أن تقوم على المحبة والوفاق والترابط لا على العنف والبغض والكراهية، والإسلام يرفض العنف بجميع أشكاله وألوانه، ومنه العنف الأسري، ويربي أتباعه على اتباع منهج الرفق والتسامح والرحمة، والتحلي بالأخلاق والآداب الحسنة، واحترام حقوق الناس المادية والمعنوية. ويعرّف العلماء العنف بأنه استخدام القوة المادية أو المعنوية لإلحاق الأذى بآخر، استخداماً غير مشروع. والعنف الأسري يشمل عنف الزوج تجاه زوجته، وعنف الزوجة تجاه زوجها، وعنف الوالدين تجاه الأولاد وبالعكس، كما أنه يشمل العنف الجسدي والجنسي واللفظي وبالتهديد، والعنف الاجتماعي والفكري. وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخامس والعشرين من شهر نوفمبر اليوم الدولي للقضاء على العنف الأسري، ودعت الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية إلى تنظيم أنشطة في ذلك اليوم تهدف إلى زيادة الوعي العام لتلك المشكلة، وقد درج أنصار المرأة على الاحتفال بهذا اليوم بوصفه يوماً ضد العنف للتذكير بحادثة خطف الراهبات في جمهورية الدومينيكان واغتصابهن وقتلهن، اللواتي أصبحن فيما بعد رمزاً للمقاومة. والمجتمعات الاسلامية مطالبة برفع الظلم عن المرأة وتخليصها من الحيف الذي تعاني منه، ونشر الوعي حول ظاهرة العنف الأسري واعتبارها حالة عامة يجب معالجتها شرعياً، وتعزيز ثقافة الحوار والاحترام المتبادل، والتوعية والتثقيف. ذلك أن العادات والتقاليد من أهم أسباب وقوع العنف الأسري.
ويجب توضيح مقصد الإسلام من الآيات والأحاديث التي ورد فيها ذكر الضرب حتى لا تستغل باسم الإسلام. فالتأديب أو الضرب الذي نصّت عليه الشريعة ليس هو الذي يمارسه الناس اليوم، فالضرب له ضوابط، فيجب ألا يكون مهيناً، وأن يكون ضرباً غير مبرح، أي يكون ضرباً رمزياً ووسيلة تهديد، فلا يكسر عظماً ولا ينثر لحماً، ولا يضرب في الوجه ولا يوجع، وأن يضرب بالسواك كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم عن الذين يضربون: ليس أولئك بخياركم. والقوامة التي أعطاها الله للرجل ليست تحكماً وتسلطاً واستبداداً بالرأي، وإنما هي نوع من القيادة وتحمّل مسؤولية التوجيه والأعباء في الأسرة، ويجب التفرقة بين العنف المشروع مثل تأديب الأبناء بالضوابط التي جاء بها الإسلام والعنف غير المشروع.

ليس عنفاً
العنف في الأسرة سلوك محرّم لمجافاته لمقاصد الشريعة في حفظ النفس والعقل، على النقيض من المنهج الرباني القائم على المعاشرة بالمعروف والبر، كما يقول مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون الاسلامي، والذي يبين أنه لا يعد عنفاً أو تمييزاً في المنظور الإسلامي:
- الالتزام بالأحكام الشرعية المنظمة للمعاشرة الزوجية، وحظر صور الاقتران غير الشرعي.
- عدم إتاحة وسائل منع الحمل لغير المتزوجين الشرعيين.
- منع الإجهاض إلا في الحالات الطبية الاستثنائية المقررة شرعاً.
- تجريم الشذوذ الجنسي.
- منع الزوج زوجته من السفر وحدها إلا بإذنه وبالضوابط الشرعية.
- الحق الشرعي بين الزوجين في الإعفاف والإحصان حتى في حال عدم توافر الرغبة لدى أحدهما.
- قيام المرأة بدورها الأساسي في الأمومة ورعاية بيت الزوجية وقيام الرجل بمسؤوليات القوامة.
- ولاية الولي على البنت البكر في الزواج.
- ما قررته الشريعة من انصبة الميراث والوصايا.
- الطلاق ضمن ضوابطه الشرعية المحددة.
- تعدد الزوجات المبني على العدل.

JoomShaper