لها أون لاين
من منّا لا يبحث عن الكمال في حياته الخاصة. أو لا يحب أن يكون الأفضل والأمثل في عيون الآخرين.
ثمة أشياء صغيرة ترشدنا إلى النجاح والارتقاء نحو الأفضل. وثمة أشياء كثيرة تدفع بنا إلى الفشل والانحدار نحو الأسفل.
ولعل أكثر عين يحب الرجل أن يكون مثالياً في نظرها، هي عين الزوجة. فهي شريكته في رحلة الحياة التي عادة تثمر أبناءً وبنات وأحفاد. يعيش معها تفاصيل حياته كلها، صغيرها وكبيرها، سرها وعلانيتها.
مثال صغير لما قد يرشدنا إلى النجاح في هذه العلاقة: آخر ما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم الرجال في حسن التعامل مع النساء قوله: "فاتقوا الله في النساء، واستوصوا بهن خيرًا" من حديث خطبة عرفة في حجة الوداع، ورواه الإمام أحمد بطوله وأصله في الصحيحين، وفي قوله:"رفقا بالقوارير" رواه البخاري بمعناه.
إن تجاوزنا تكرار اللفظ الذي يجعل أذننا تعتاد على الكلام، فلا تلهث خلف فهمه وإدراك معناه. سيتبادر إلى ذهننا.. لماذا اختار صلى الله عليه وسلم "الرفق". ولم يختر الإنفاق الوافر عليها، أو التجمل لها، أو غيرها.
في مكان آخر يقول صلى الله عليه وسلم: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع الرفق من شيء إلا شانه"رواه مسلم.

كم هي قصص النجاح التي تقال في المجالس لرجال كانوا فقراء وأغناهم الله. ويحق لك أن تسأل: كيف صبرت زوجته على فقره وحاجته وهي لا تعلم الغيب، ولا تعرف أن زوجها سيغنيه الله بعد فقر؟
وكم مرة شاهدت مريضاً، أو مقعداً، أو مشلولاً، وبجانبه زوجته تعامله بالحسنى، وتساعده في كل شؤون حياته.
كم قصة سمعت عن زوجة وقفت مع زوجها في خلافاته مع الجميع، حتى لو كان أهلها.. وكم مرّة تعرفت على أسرة فيها الزوجة من عائلة كبيرة وغنية، والزوج من عائلة فقيرة أو بسيطة.
وإن بحثت في سر هذه العلاقة السخية من الزوجة لزوجها، ستجد أن الزوج يعامل زوجته بالحسنى. ويرفق بها في كلامه وتصرفاته.

قد ترضى الزوجة بقدر الله في مال الزوج ورزقه، أو في صحته وسقمه، أو في اسمه وعائلته، أو في مكانته بين الناس، وحتى في ثقافته أو سذاجته. ولكنها نادراً ما تستطيع الصبر على القسوة والوحشية والغدر. فالزوجة تبحث في بيت زوجها عن الأمان والاستقرار، فإن أصبح الزوج هو مصدر القلق والخوف، لم يبق للزوجة ما يجعلها تصبر وتتحمل. ولكن إن وجدت في زوجها الرفق والرحمة والحنان، فهي قد تقاتل لأجله حتى الرمق الأخير.

JoomShaper