أحمد عبد الله .
يقولون الحكم بالشيء فرع عن تصوره
وهي مقولة صحيحة, إذ أن تصرفاتنا على الأغلب هي ترجمة لما في أدمغتنا من أفكار ومعتقدات.
وفي أمر الزواج حينما تسأل الكثير من الأشخاص المتزوجين وغير المتزوجين تسمع منهم العجب العجاب عن الزواج ومفهومه لديهم, ثم تزول الدهشة حينما نرى أن ما يقعون به من مشكلات يومية ما هو إلا نتاج تلك الأفكار وطرق التفكير.
فحينما يقول أحد الناس إن الزواج هَمّ فهو من حيث لا يدرك سيتصرف عند زواجه مع المبدأ الخاص به أن الزواج هم فتدور حياته حول هذا المحور.
ومن يقول إن الزواج قسمة ونصيب وليس لأحد التدخل أو تحديد أي شيء فيه فإنه سيرضى أن يرتبط بأي إنسان من هذا الباب في حين يتناسى مبدأ “إعقلها وتوكل”
وحينما يقول أحد الناس إن الزواج عبارة عن قفص ذهبي فتصرفاته اليومية ستكون في محور هذه الصورة الذهنية فلا عجب أن تكون حياته عبارة عن محاولات مستمرة للخروج من هذا القفص وإن كان القفص ذهبيا.
ومن تحمل معتقدا نتيجة لخبرة ما في حياتها بأن الرجال غير مأموني الجانب, فستكون هذه تصرفاتها عند ارتباطها بأي رجل. فلا غرابة بأن تكون حياتها مليئة بالمشكلات والشك والتخوين.
ومن يحمل معتقدا أن النساء ( بنعطوش عين ) سيتصرف في حياته على هذا المبدأ وسيعيش حياة ينقصها الكثير من المودة والرحمة التي أوجدها الله عز وجل بين الزوجين بحجة أن النساء (بينعطوش عين).
ومن يحمل مفهوما عن الزواج بأنه عبادة يتقرب بها إلى الله عز وجل وتنفيذا لفطرة الله التي فطر الناس عليها ستكون حياته مختلفة عن كل تلك المفاهيم السابقة.
إن المفاهيم المتشكلة في أذهان البعض ما هي إلا انعكاس للثقافة الأسرية التي تكونت لديهم فمن أخذ ثقافته الأسرية من الآباء والأجداد وعمل على تنقيحها وإسقاطها في عصره إسقاطا مدروسا , سيختلف بالتأكيد عن ذلك الذي استمد ثقافته الأسرية من خلال الإعلام فقط بغثه وسمينه فترسخت عنده مبدأ الحرب الأزلية بين الحماة والكنة أو بين زوج الفتاة وأخيها.
إن انتقاء مصادر الثقافة الأسرية يساعد في تشكل المفاهيم الصحيحة عن والزواج والارتباط
من الصعب فصل أي شخص عن مجتمعه بحيث لا يتأثر به ولا يؤثر ولكن على المقبل على الزواج أن تكون لديه القدرة على فلترة ما يعرض أمامه من قيم وأفكار على اختلاف اتجاهها سلبية أم ايجابية.
ولإجادة عملية الفلترة لابد من قراءات واسعة في المجالات الأسرية والتربوية والشرعية ولابد من سؤال المتخصصين المأمونين والاستفادة من خبراتهم
ولابد من البحث عن أناس لديهم خبرات ناجحة في حياتهم ومحاولة الاستفادة منهم في كيفية النجاح في الحياة في حين أن الكثيرين قادرين على صيغة الكثير من خبرات كيف أخفق في حياته وهذا كثر ما لاحتاجه المقبلين على الزواج.
لابد لكل من الشاب والفتاة من مراقبة الصورة الذهنية المتشكلة عندهم والحذر من مصادر تكونها.
إن حياتنا العملية ما هي إلا ترجمة حقيقية لما في أدمغتنا من صور ذهنية.
الاستشاري الأسري
أحمد عبد الله .
مفهومك عن الزواج
- التفاصيل