هاشم سلامة -
التعبير بالكتابة هو افضل من التعبير بالكلام, ويستوي في ذلك الاباء والابناء, وان وضع المشاعر والافكار في عبارات مكتوبة افضل بكثير من الجدل الشفوي الذي قد يفضي الى ثورة عصبية من قبل الاب لا تحمد عقباها, وقد تؤدي به الى ضرب ابنه وايذائه بسبب عدم استجابته لجدل والده. ويقول علماء التربية: أن اسلوب الكتابة في التخاطب يعطي فرصة اطول للتفكير والتعقل وحسن التعبير كما انه يستبعد حالة الاحتكاك والتخاطب المباشر بين الاباء والابناء مما يقلل احتمالات التصادم اللفظي بين الطرفين.
ويعبر الاباء عن انفعالاتهم, ويصدرون احكامهم وقراراتهم بسرعة وبعشوائية, قياساً الى حصيلة خبراتهم وتجاربهم, وربما ينسون ان لكل حالة ظروفها وابعادها الخاصة, خصوصاً الحالات التي تحتاج الى تحليل وبالتالي الى قرارات واحكام مناسبة, اذ ان اسلوب الحديث لا يتيح مجالاً هادئاً للبحث والتحليل.
وبالنسبة للأم, فإنه اذا ساءها منظر غرفة ابنها, فإنها وفي حالة غضب, وبدون تفكير وترو ستقول لابنها: «انت لا تصلح حتى للعيش في حظيرة مواشي» وبعدها تهدأ وتفكر فيما قالت ثم تكتب لابنها رسالة تقول فيها: «انا اسفة على ما قلته لك» وهنا يستجيب الطفل لاعتذار امه, ويهدأ روعه الذي اثارته امه في حالة غضب.
ويقول اختصاصيو التربية: ان الفائدة العظيمة التي نجنيها من كتابة الرسائل هي:
1- التخلّص من نبرة الغضب والتوتر.
2- تنفيس الانفعالات بدون صخب مباشر.
3- الفائدة اللغوية التي يستفيدها كاتب الرسالة (الاب) ومتلقيها (الابن).
ويقول المربون بأن الرسائل بين الاب والابن تعطي فرصة اكبر لتوضيح التعبير عن النفس وايصال الفكرة التي قد يعجز عنها التخاطب اللغوي الانفعالي.. فالانفعال يضيع الفكرة ويفسد المعلومة. كما ان كلمة تصدر ومستفزة اذا قيلت شفوياً يكون وقعها على المتلقي اذا صدرت مكتوبة أخف وربما تكون مقنعة اكثر.
ان تبادل الخطابات بين الاباء والامهات من جهة, والاطفال من جهة اخرى تجعل الطرفين يفكران بعمق, وهي طريقة اكثر حضارية من التخاطب اللغوي الذي يصل الى حالات الثورة والتوتر بين الطرفين, كما ان التخاطب المكتوب يؤكد احترام الطفل, ويزرع فيه الثقة بالنفس, ويشعر الطفل بأنه محترم لدى والديه وتمنحه المخاطبة المكتوبة فرصة افضل لتقييم الرفض الذي وجه اليه, وبالتالي تقبله لهذا الرفض والتماس العذر لأبيه أو امه, واكتشافه فيما بعد بصوابية رأي والديه.
وان الرفض او الرأي الذي ابداه له ابواه تجسيد لحرصهما عليه, باعتبارهما اكثر تجربة, وابعد نظراً من طفلهما. وبهذا يستقيم التواصل والاتصال بين افراد الاسرة خصوصاً تلك الاسرة التي يكون قائدها اباً كان أم امّاً ام أخاً كبيراً.. عصبي المزاج.
اذا كنت عصبياً.. خاطب اطفالك بالكتابة
- التفاصيل