الدستور - رنا حداد
هل تساعد زوجتك في شؤون البيت ام انك تجد حرجا في اطلاعنا على هذا الأمر؟.. لا عليك عزيزي الرجل فأنت لست وحدك من تحتم عليه القيام بهذا الأمر طوعا او قسرا؟ ، ولكن الغريب أن تعرف ان هناك من عالمك بعض الرجال الذين باتوا يدمنون القيام بالاعمال المنزلية من طهي الطعام وغسيل الملابس وكيها ، ليصبح بمرور الوقت رجلا بدرجة ست بيت.صدقني عزيزي الرجل ان هذا ليس استطلاعا غربي العينة والنتائج بل هو محلي وفي السطور التالية نتعرف على عدد من التجارب الطريفة لرجال اختاروا أو دفعتهم الظروف للقيام بهذا الدور.لاكمال الدراسة"سالم" تزوج من ابنة عمه وكان الشرط لإتمام مراسم الزواج هو السماح للعروس المتفوقة اكمال دراستها الجامعية.. سالم موظف بدوام بسيط ومن منطلق حبه لعروسه ووقوفا عند وعده منذ بداية زواجه راح يتعاون مع زوجته المشغولة بدراستها في بعض أعمال المنزل الخفيفة تعبيراً لها عن حبه ، وأن الحياة الأسرية تنجح بالمشاركة والتفاهم..وبعد ان اتمت المرحلة الجامعية الاولى حصلت الزوجة المتفوقة على بعثة جامعية لاتمام دراستها والحصول على الماجستير وكان الامر هنا يتطلب مزيدا من العمل ، سيما بوجود طفل صغير فما كان من الزوج الا ان شجع زوجته على الالتحاق بدراستها مبديا استعداده التام والدائم للمساندة متحملا القدر الاكبر من مسؤولية البيت والطفل.سالم الذي بات اليوم يتقن فنون الطهي ومجمل الاعمال المنزلية بما فيها الاعتناء بالصغير بعد عودته من الحضانة يجد ان الامر طبيعي ما دام ما يفعله يصب في مصلحة اسرته واستقرارها،،،.بسبب حمل زوجتي أصبحت «ست بيت»رياض الذي يعمل بوظيفة ليلية لم يجد حرجا من الحديث عن عمله المنزلي وواجباته اليومية في المنزل .رياض الذي سرد لنا بداية هذا التعاون بينه وبين زوجته والذي ما لبث الأمر ان بات احترافا فيما بعد قال :"بعد أن حملت زوجتي بطفلنا الأول حذرها الأطباء من خطورة الحركة الزائدة والمجهود بسبب سوء وضع الجنين ، وكنت سعيداً بأداء واجباتها حتى انجبت ، لكن عندما حاولت التراجع بعد ذلك لم استطع فبعد الولادة ظلت هي ومولودها معاً بحاجة للرعاية ، ووجدتني مضطراً للقيام بكافة الأعمال المنزلية بالإضافة لرعاية الطفل" .ويضيف رياض"ولأنني عشت فترة طويلة لوحدي قبل الزواج فقد كنت اتقن عمل بعض الاكلات فصرت اجهز الطعام واقوم ببعض الاعمال التي اتقنها مثل كي الملابس واليوم بات الجميع يشهدون لي بإتقان الطهي والكي" ويضيف رياض ضاحكا "طبعا بفعل الممارسة بات لدي خبرة واسعة".وعن رأي زملائه واهله ومعارفه بهذا الموضوع رد رياض بأنه لا يهتم رغم النقد الذي تعرض له خصوصا من "شقيقاته" الا ان رياض أصر ان هذا الامر لا يخص احدا فهو مع كل ما يحقق لأسرته السعادة والاستقرار والتناغم.«سي السيد» يرفض،،يرفض الزوج "حازم" جملة وتفصيلا ان يقوم الرجل بتبادل الادوار مع المرأة فيما يخص "الاعمال المنزلية" ويقول" كانت زوجتي الابنة الوحيدة في أسرة مكونة من الأب والأم وثلاثة أشقاء وعندما تزوجنا كانت لا تعرف ان "تفقس بيضة" ورغم خبرتي بهذه الامور نتيجة الغربة والدراسة في الخارج الا انني اثرت ان ادعها هي تقوم بكافة الاعمال والمسؤوليات حتى تتعلم وحتى لا يأتي اليوم الذي يكون فيه ردي عن سؤال كهذا بالايجاب،،، ولم يعط حازم اي مبرر منطقي لرفضه المساعدة بل اكتفى بقوله "نحن ابناء مجتمع شرقي وهناك ثوابت ترعرعنا عليها"،،.الحكمة تتكلمويرى "أبو محمد"الرجل الخمسيني ان معاونة الزوج لزوجته هي نوع من أنواع الدعم النفسي والمعنوي للزوجة يثبت من خلاله حبه لها وتقديره لجهودها ويؤكد ابو محمد ان التعاون بين الزوجين ضروري جداً وخاصة اذا كانت الزوجة عاملة ، ويضيف "وعن نفسي عندما تزوجت لم اتردد في معاونة زوجتي على تحمل مسؤولية المنزل والأطفال فهي مسؤولية شاقة وتحتاج لجهود اثنين وليس بمقدور المرأة وحدها تحمل هذا الامرولا شك أن العطاء المتبادل والتعاون من أساسيات نجاح الحياة الأسرية واستقرارها فلكل من الزوجين دور في الحفاظ على الكيان الأسري الذي يعاني في هذه الايام تقصيرا من كلا الطرفين" فالحرى بنا الاقتداء برسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام فقد كان يعاون أهله في كل الشؤون المنزلية دون تكبر أو تعنت فكان إذا عاد إلى المنزل دخله مبتسماً ، وهناك روايات عديدة تقول: بانه كان يحلب الشاه ، ويرثي ثيابه فهذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الخلق إلى الله يساعد زوجاته في كل الأعمال المنزلية دون انتقاص من قدره كرجل وكرسول بعثه الله سبحانه وتعالى بالحق.وبعد فان معاونة الزوج لزوجته في بعض شؤون المنزل لا تقلل ابدا من مكانته كرجل ، فالزوج يعمل والزوجة كذلك ، ومن هنا أصبحت أعمال المنزل تمثل عبئاً إضافياً على المرأة يجب أن يحمله الزوج معها ، فالحب ليس بالكلمات فقط ، وإنما بالأعمال أيضاً ، فذلك أدعى إلى تدعيم أواصر العلاقة الزوجية ، ويكشف عن مدى الحب الذي يكنه كل طرف للآخر.