عبد الله باجبير
قنبلة موقوتة نزرعها في بيوتنا بأيدينا.. ونرعاها بالمشكلات والمشاحنات.. نرويها بالحقد والغل والعنف ثم نفاجأ لحظة انفجارها لتحصد معها الأخضر واليابس.
العنف الأسري .. كيف يبدأ؟.. وما أسبابه ودوافعه؟.. وبماذا ينتهي؟.. وما دور أبطاله الأب والأم؟.. وما مصير ضحاياه .. الأبناء؟! الذين يضرسون.. على رأي المثل «الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون». والحصرم لمن لا يعرف هو العنب قبل نضجه يكون طعمه شديد الحموضة، أب وأم وأبناء يعيشون تحت سقف واحد.. يتحول المنزل لسجن كبير تتحول جدرانه لأصفاد تخنقهم جميعاً وهكذا تتحول الحياة الأسرية من واحة أمان واستقرار ومودة ورحمة وتآلف لساحات قتال نتائجها مفجعة.. ترصدها الإحصاءات والبيانات.
فقد انطلقت دراسة ميدانية غطت جميع المناطق السعودية وشملت 2040 مبحوثاً من الإناث والذكور وخبراء.. ورصدت الدراسة 12 نتيجة سلبية للعنف الأسري وفي مقدمتها طلب الطلاق بنسبة 84.7 في المائة تليها الأمراض النفسية بنسبة 77.9 في المائة يليها الفشل الدراسي بنسبة 74.3 في المائة وتعاطي المخدرات هروباً من الواقع بنسبة 74.2 في المائة والانحراف السلوكي والأخلاقي 68.9 في المائة والتمرد على الآباء بنسبة 65 في المائة، ناهيك عن تغيب الزوج عن البيت والعاهات المؤقتة والمستديمة التي تنتج عن النقاشات الساخنة.. وأخيراً جاء في المرتبة الأخيرة القتل انتقاماً بنسبة 44.8 في المائة. لجان الحماية الاجتماعية في المملكة تقوم بدورها على أكمل وجه.. تتابع الحالات وتقدم الحلول.
ففي «الطائف» وحدها تم إنهاء 100 حالة عنف خلال ستة أشهر وذلك بإيجاد الحلول بين الطرفين قبل اللجوء إلى المحاكم الشرعية والقضائية. وأشار «حسين عباد» رئيس لجنة الحماية الاجتماعية «بالطائف» بالنيابة إلى أن الخطوات العلاجية لقضايا العنف الأسري تتم بمرحلية بدءاً بدراسة القضية من الناحية النفسية والاجتماعية وتركيبة الأسرة، إضافة إلى أخذ آراء أصحاب المشكلات والمعنفات وبحث الحلول المقترحة، وتتم دراستها من قبل المختصين للخروج بالتوصيات النهائية لحل المشكلة .. وكذلك البحث عن أسباب الخلل في طبيعة الأسرة، كما يتم اللجوء إلى الاستعانة بالشخصيات المؤثرة داخل الأسرة والمجتمع للتوصل إلى حلول إيجابية. نتمنى النجاح لكل مشارك في ملف العنف الأسري فقد تحول من حالات فردية إلى ظاهرة متسلقة في المجتمع السعودي .. وهو لا يقل أهمية عن مشكلتي الفقر والإسكان.. أو غيرهما من المشكلات التي تحاصرنا!
صحيفة الاقتصادية