د . نايف الرشيدات - يعتبر الفقدان من العوامل المهمة في حياة العائلة ، فالاتزان النفسي والعاطفي مبني على أسرة متكاملة ، زوج وزوجة وأطفالهما ، فإذا فقد أحد الزوجين سواء كان بالوفاة أو الطلاق فان التوازن العائلي يضطرب ويختل.
و فقدان أحد الوالدين أو كلاهما في حالة الوفاة ، في فترة الطفولة وخاصة وفاة الام ، فغالبا ما يعقبه اضطرابات نفسية للطفل عند البلوغ لما يعانيه الطفل من ضغوط نفسية ومعاناة من الحرمان العاطفي والقلق وأحيانا الاكتئاب ، وقد وجد أن نسبة إصابات الاكتئاب عند مرضى فقدوا أحد والديهم تحت سن 20 سنة كانت عالية جدا مقارنة ببقية مرضى الاكتئاب .
ووفاة الام تعتبر عاملا مهما بالنسبة للأولاد وخصوصا البنت التي تعاني عندها كثيرا حيث تعتمد البنت على والدتها في حل مشاكلها الشخصية ، فهي التي تتفهم نفسيتها اكثر من والدها .
و يمثل فقدان الزوج معاناة حقيقة للزوجة وخصوصا إذا كان زواجا مبنيا على التفاهم .
ولان كيان البيت الأساسي مبني على الزوج فهو مصدر الرزق والمسؤول الأول عن نظام البيت وكيانه وتدبير شؤونه الخارجية ، فتشعر الزوجة بالوحدة والمسؤولية الثقيلة في تدبير أمور بيتها ، فقد وجد أن نسبة كبيرة من الزوجات يتعرض لاضطرابات نفسية ، وعضوية بعد وفاة أزواجهن وخصوصا بعد سن الأربعين ، بالإضافة إلى أن فقدان الزوج سواء كان بالوفاة أو الطلاق يؤدي إلى أن تفقد الزوجة دعامة الأمن والعاطفة في مجتمعها العائلي وتشعر بالإحباط والانكسار ، وتضعف علاقاتها الاجتماعية بمن حولها من أقارب وأصدقاء وجيران بالإضافة إلى نقص في الدخل وزيادة في المسؤولية الملقاة على عاتقها في تدبير شؤون البيت.

JoomShaper