الدستور - جمانة سليم
لا تخلو الحياة الزوجية من مشاكلَ قد تنشأ بين الزوجين لاسباب عديدة ، سواء أكانا في بداية حياتهما الزوجية أو حتى بعد مرور بضع سنوات من زواجهما ، وقد تكون هذه الخلافات بسيطة كأن تكون اختلافا في وجهات النظر أو بسبب طريقة تربية أبنائهما أو بسبب تدخل الاخرين في حياتهما الخاصة أو غير ذلك من الخلافات التي لا يستطيع ان يقيّم حجمها وعمقها إلا أصحابها.إلا ان الكثير من هذه الخلافات قد تحل بين الزوجين بطريقة بسيطة كأن يبادر احدهما بمصالحة الآخر أو تقديم هدية بسيطة لشريكه تعبر عن حبه وأسفه له دون الخوض في تفاصيل أو اسباب المشكلة.
الا ان السؤال الذي قد يخطر ببال الكثيرين هو (من الذي يبادر بالصلح أولا)؟ "الدستور" التقت عددا من الازواج ممن تحدثوا عن طبيعة العلاقة الزوجية بينهما والطريقة التي يقومون بحل مشاكلهما بها وكذلك الحديث عن الطرف الذي يبادر بالمصالحة. وتؤكد "نورا بركة - 30 عاما" بأنها هي من تبادر دائما بمصالحة زوجها في حال حدوث أي خلاف أو غضب بينهما والسبب -كما ذكرت - هو ان زوجها ذو مزاج عصبي وطبع عنيد ، وأشارت الى انها جربت في بداية زواجهما اهماله وتركه عند حدوث اي خلاف بينهما الا انه كان يزيد في عناده وكذلك في اللامبالاه الأمر الذي كان يضطرها في النهاية الى المبادرة لصلحه والتحدث معه أو الاعتذار له لاحتواء الموقف ، وذكرت ان الطريقة التي تصالح بها زوجها تختلف في كل مرة -بحسب المشكلة - وأوضحت انها تقوم بالحديث معه والاعتذار له عندما يكون الخلاف بسيطا مثل الاختلاف في وجهات النظر بينهما واضافت انها في مرات أخرى تقدم له هدية بسيطة كبادرة منها لمصالحته خاصة إذا كانت المشكلة بينهما كبيرة حيث تضع له الهدية فوق وسادته وبجانبها ورقة صغيرة تكتب عليها عبارة خاصة كان يكتبها هو لها على دفتر محاضراتها عندما كانا طالبين في الجامعة.وعبرت نورا عن سعادتها خاصة في اللحظة التي يبتسم لها زوجها فيها معلنا بهذه الابتسامة نهاية خلافهما .وفي النهاية قالت: إن خلافاتها مع زوجها قليلة ولهذا فان حبهما لبعضهما يزداد بعد كل مشكلة وكأنهما يجددان حبهما .وقال "بسام الرشدان - 42 عاما" إن العلاقة بين الزوجين لا يوجد فيها قاعدة ثابتة في "من هو الشخص الذي يبادر بالصلح" خاصة وأن الحياة بينهما مشتركة في كل شيء ، فقد يكون الزوج هو المخطىء بحق زوجته وهنا يتوجب عليه الاعتذار لها أو ان تكون الزوجة هي التي أخطأت بحقه ويتوجب عليها الاعتذار لزوجها.وذكر ايضا بان لكل زوجين طريقة خاصة بهما في "المصالحة" فقد تكون بكلمة أو بلمسة أو بإبتسامة دون ان يذكر أيا منهما عبارة "أنا آسف" .وعن علاقته بزوجته ذكر انه لا يخجل من الاعتذار لها خاصة اذا اخطأ في حقها "دون قصد" كونه يحبها ويحترمها فهي زوجته وأم أولاده ويكن لها كل الود ، إلا ان المشاكل واختلاف وجهات النظر هي عوامل تتواجد في كل علاقة زوجية وأسرية ، كما ذكر أن زوجته وفي كثير من المرات تبادر بالصلح ، وأشار الى ان الطريقة التي يصالح بها زوجته عادة ما تكون بكلمة طيبة أو ابتسامه ، أما الطريقة التي تصالحه بها زوجته فهي مختلفة تماما حيث تقوم بتحضير وجبه طعام أو نوع حلوى يفضلها وتقدمها له ، وهي بهذا تكرس عبارة "أقرب طريق لكسب قلب الرجل هي عن طريق معدته".أما "مروان ملحس - 43 عاما" فذكر ان الخلافات التي قد تحدث بينه وبين زوجته قليلة بالرغم من ان فترة زواجهما تزيد عن العشر سنوات الا انه لا يتذكر ان الخلافات التي حدثت بينه وبين زوجته خلال تلك الفترة لا تتعدى المرات القليلة ، وأشار الى ان من كان يبادر بالصلح هو مسبب المشكلة أو المخطئ بحق الثاني وفي معظم المرات كانت ابتسامة زوجته له كافيه لان تمحو اي خلاف بينهما وأن خلافاتهما لم تكن تتعدى النصف ساعة وأحيانا أقل.وقالت "هديل سامي الشربجي - 39 عاما" ان مبادرة الصلح في المشاكل التي تحدث بينها وبين زوجها تكون على الأغلب منها ، والسبب كما ذكرته هو أن المرأة بطبعها هادئة وتحتوي المواقف إلى جانب أن طبيعة الرجل وشخصيته لا تسمح له بالاعتذار لزوجته حتى وإن اخطأ في حقها. ومن جهة أخرى قالت "الشربجي" إن بداخل كل رجل طفل صغير وهذه خاصية تميزه ويجب ان تكون كل امرأة على علم بها ، بل ويجب أن تستغلها في طريقة تعاملها مع زوجها ، فقد تكون ابتسامة صغيرة منها كافية لأن ترضيه أو هديه بسيطة تقدمها له تسعده وتذيب كل الخلافات بينهما مهما كانت كبيرة.وبكل صراحة ذكر "بلال نعيم - 56 عاما" أنه دائما يبادر بصلح زوجته في حال وقوع خلافات بينهما ، والسبب هو أن فرق العمر بينهما كبير حيث يتجاوز الخمسة والعشرين عاما ، وأشار الى انه وفي كثير من المرات التي تنشأ بينهما خلافات يقوم بمصالحتها بطريقة طفولية كأن يقدم لها هدية تسعدها أو أن يصطحبها معه في رحلة خارج البلد.وذكر بأن الخلافات بينه وبين زوجته قليلة جدا وقد تكون لأسباب خارجية مثل تدخل الآخرين بحياتهما أو بسبب عدم التزامه بتعليمات الطبيب وأهمها الاقلاع عن التدخين ، فقد اكتشفته زوجته أكثر من مرة وهو يدخن السجائر ما أثار غضبها ، وذكر أنه وعدها بتركه بعد أن قدم لها باقة ورد حمراء حيث أنها تحب الورد كثيرا بل وتعتبره أجمل هدية يمكن ان تقدم لها.