كان الزوجان يختلفان حول أمر من الأمور وبدأ الخلاف يتطور إلى شجار بسبب همس يسمعه الزوج،  ولا يرى صاحبه يقول له: هل ترى كيف تهين زوجتك كرامتك؟ ألا تلاحظ أنها تمس رجولتك؟ كيف تسكت؟ كيف ترضى؟ أتغلبك امرأة؟!
وكان الهمس ينتقل إلى الزوجة،  ولا ترى صاحبه أيضاً: لقد تمادى زوجك. حلمك جعله يهينك ويجرح أنوثتك!عليك أن تضعي حداً لهذه الإهانات المتكررة منه، فإلى متى السكوت؟
واستمر الهمس في نفسيهما ،  يشعل فيهما الغضب،  ويؤجج جمر البغض،  ويوسوس لكل منهما على الآخر.
وبينما الزوجان كذلك ظهر صاحب الصوت الذي كان مختبئاً خلف الستار، بعد أن هبت ريح النافذة، واكتشف الزوجان أن صاحب الصوت هو الذي أوقع بينهما ، وأنه هو الذي زاد خلافهما اشتعالاً واحتداماً وتأزماً فاندفعا يضربانه، وانشغلا بضربه عن خلافهما الذي هدأ، وظلا وراءه يطاردانه وهما يضربانه حتى خرج من باب الدار.
وعادا يضحكان بعد أن أدركا أن الخلاف ما كان ليصل بينهما إلى ما وصل إليه من حدة وشجار وعنف .. لولا هذا الذي كان متوارياً يهمس في نفس كل منهما بما لا يسمعه الآخر.

عزيزتى الزوجة / عزيزى الزوج هلا فهمتما شىء !!!

أردت بهذه القصة أن يتنبه كل من الزوجين أن هذا ما يحدث في كل خلاف حاد بينهما ،  لكنهما لا يريان هذا الذي يهمس في كل منهما ليشعل الخلاف بينهما. وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الشيطان ليضع عرشه على الماء،  ثم يبعث سراياه في الناس،  فأقربهم عنده منزلة أعظمهم عنده فتنة. يجيء أحدهم فيقول: ما زلت بفلان حتى تركته يقول كذا وكذا . فيقول إبليس: لا والله ما صنعت  شيئاً! ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله قال: فيقربه ويدينه ويلتزمه ويقول: نعم أنت " .

لذلك على الزوجين أن يتذكرا أن الشيطان وقبيله يرونهما من حيث لا يرونه فعليهما أن يحرصا أن يرجعا كل همس يشعل فيهما الغضب إلى جندي من جنود إبليس يقف معهما خلف .

ـــــــــــــــــــــــــ

JoomShaper