تهاني الشروني
إلى زوجي الذي أمضيت زهرة عمري معه، وتفانينا معًا لإنجاح تلك الحياة الأسرية التي جمعتنا وجمعنا القدر فيها، ولك أن تعلم أنك قد أسرتني بما أبديت لي من حب واهتمام،  وأني منذ البداية عاهدت نفسي على بذل كل ما أستطيع من ود ورعاية وعناية
إلى شريك العمر، وقد حفرت السنين في قلب كل منا أسمى المشاعر والعواطف والمواقف، والمن والفضل من الله فقد وهبتك كل لحظة من لحظات حياتي معك فأنا لا أجيد إلا الإخلاص والتفاني.. وبوركت فأنت تجيد الكرم والاحتواء.
لن استطرد في سرد أحداث حياتنا فقد وصلت فيها إلى بر الأمان.. كل ما أقر به أني تعاملت فيها انطلاقًا من أن الخلاف لا يفسد للود قضية، وكم من المرات التي تغاضيتُ فيها عن آرائي وأفكاري، وبخاصة تلك التي كانت تتعلق بتكدير صفو الحياة الأسرية..

اللحظة الفارقة
الآن ماذا تريد؟..
لا يا عزيزي لقد اتفقنا عندما أوقفتنا تلك اللحظة ولمح كل منّا في عيني  الآخر رغبته في تغيير الطريق، وأردت أنت التجديد وتمنيت أنا أن أعود إلى الزمن البعيد..
كفارسين من النبلاء  صادقين واضحين وبخطوات عاقلة بحثنا عن السبيل وباحتساب عند ربى ساعدتك في الحصول على الجديد.
لا أنكر أني اهتززت وارتجفت فقد بدأت أنت تخطو فيما أردت من طريق أما أنا فالأنوار في طريقي ظلت لفترة لا تضيء، وبكيت لربي:
تراني تسرعت؟!.. تراني أخطأت حين تركت شريك عمري يمضى مع من وقع اختياري عليها؟!.. ولكنى دائما كنت أجد الجواب فيّ.. مستقرًا في قلبي.. لم أعد أريد معك المزيد، ويخاطبني عقلي مطمئنًا: مهلا  أوشك الطريق أن ينير.

الأبناء كانوا قد كبروا وكل منهم قد ظهر له طريقه، وأنا وأنت قد اتفقنا على المحافظة على أجمل صورة كنا قد رسمناها للجميع، وبفضل ربى أجاب حسن ظني، وبدأت سريعا الأنوار تسطع، وبدأت بشائر الزمن البعيد تلوح، وامتلكت وقتي وساعات يومي أفعل فيها ما أريد، وأملأ ليلى ونهاري بما أرجو أن يكون في الآخرة من رصيد، وألهو فقط مع الأحفاد فهذا ما يوافق مرحلة عمري لأني سعيدة بوهن العظم مني ولا أرغب إلا في أن يعطيني الله بعض الحكمة والنظر السديد ألتهم كتبي وأخدم كتاب ربى وأتعلمه وأعلمه وأتخير لحياتي من الأشخاص من يوافقني في الفكر والرؤية للعمر إن كان فيه قدر من مزيد.. داعية ربى ألا يحرمني من الأخذ بيدي للتقرب إليه ويعينني  على الاستعداد للرحيل، وأطلب منه الغفران والثبات على نور الطريق وتلك نعمة من ربى تستحق شكرًا لا يبيد..

والآن بعد مرور هذه السنين تأتى لتخبرني أن الحياة اهتزت بك في طريقك الجديد، وهل يمكن أن نعود ونُعيد؟!

يا من كنت رفيق الأيام الماضية ليس لدى ما تريد، ابحث عنه في أي شيء آخر جديد، ما لدي لي فقط، ولن أفرط فيه لمن يخالفني في الفكر والرأي والميل ولو من بعيد.

من فضلك!

ابقَ بعيدًا.. لقد اتفقنا أن يظل ما كان بيننا في طي الزمان والذكريات وطيد، وما بيننا الآن هو ما تبقى منه من خيط رفيع.

يكفيني منك سؤالك عنى كل حين، ودعائك لي حين تريد.

ولك منى خالص الدعوات والامتنان أيها الشهم النبيل فليكفيك..

موقع رسالة المرأة

JoomShaper