ياسر محمود
في بعض البيوت يعيش الأزواج في جزر منعزلة، لا حوار بينهم، لا نقاش حول ما يراه كل منهما تجاه الآخر بالسلب أو بالإيجاب، وهذا السلوك بين الزوجين يؤدي إلى حالة من الضبابية بينهما، فلا يخرج أي منهما مكنونات نفسه، وبالتالي تتراكم هذه المكنونات حتى تصل إلى حالة من التنافر وقد تصل إلى حالة الانفجار.
بينما الحوار والمصارحة بين الزوجين تحول بين حدوث هذه الحالة من الانفجار، كما أنها تُوجد حالة من التقارب بينهما، وتساعدهما على تجاوز العديد من المشكلات التي قد تعرض لهما في مهدها، إذا تتيح لهما المصارحة أن يعرض كل طرف الأسباب ويقدم الاعتذار.
والمصارحة بينهما تقرب وجهات النظر، فيحدث التقارب الفكري في الآراء والتوجهات لا سيما مع استمرارها.
وأيضا تشعرهما بالثقة المتبادلة بينهما، فتغمرهما السعادة، ويشعران بالطمأنينة والسكينة، ويشعر كل طرف منهما بمكانته وأهميته عند الآخر؛ فيحصل الأنس.
خطوات عملية
وحتى تكون هذه المصارحة بين الزوجين ناجحة وتحقق الهدف منها، فمن الضروري الالتزام بالأمور التالية:
1- البدء بالإيجابيات:
لا ينبغي البدء بالسليبات في بداية المصارحة، لأن ذلك يدمر الحالة الحوارية بينهما، بينما البدء بالإيجابيات يساعد على الاستمرار في الحوار، كما أنه يجعل الطرف الآخر أكثر قبولا للاستماع إلى السلبيات.
2- التزام الحكمة:
فمن الضروري احتفاظ كل طرف بالأسرار التي قد يؤدي كشفها إلى هدم الحياة الزوجية؛ فليس من الحكمة أن تتم المصارحة بما كان من علاقات عاطفية أو غيرها مع أطراف أخرى سواء كانت في إطار شرعي أو غير شرعي.
3- في حدود الأسرة:
فحدود المصارحة بين الزوجين متعلقة بشئونهما الأسرية؛ فليس من المصارحة أن يكشف كل واحد أسرار الأصدقاء أو الأقارب أو الإخوة والأخوات مثلاً.
4- التمييز بين الخطأ والإنسان:
ينبغي التفريق بين الشخص وبين تصرفاته، فإذا ما تصرف أحد الزوجين بطريقة غير مقبولة فينبغي على الطرف الآخر ألا ينتقد ذات شخصه، ولكن يلمح للخطأ في السلوك، كأن يقول هذا السلوك لم يكن موفقا.
5- اختيار الوقت المناسب:
وأنسب وقت للمصارحة متى كان الزوجان هادئين، فإذا كان أحدهما متوترا، فستتحول المصارحة إلى معركة.
6- التجزئة في المصارحة:
فلا يلقي كل منهما بكل العيوب أو الأخطاء في وجه الآخر مرة واحدة.
7- الموضوعية:
بمعنى ألا يحدث خلطا بين ما حدث في الوقت الحاضر وبين ما حدث من قبل، كأن يحدث خطأ من الزوج فتنهال الزوجة عليه باللوم والتأنيب على كل ما ارتكبه من أخطاء منذ عرفته.
8- اختيار الكلمات:
فاختيار الكلمات المهذبة والعبارات اللينة الرقيقة يساعد على قبول المصارحة ونجاحها، ولذا من الضروري أن تكون الكلمات مهذبة واضحة ومحددة لا تحتمل وجوها سلبية، فمثلا لا يصارح الزوج زوجته بعدم محبته لها، ولكن يخبرها عن الطرق التي تصل بها إلى حبه.
9- الصوت الهادئ:
فالصوت مهم أثناء المصارحة، فينبغي أن يكون هادئا؛ لأن ارتفاعه قد يصل بها إلى مجادلات، ثم تتطور إلى مشاحنات، قد تنتهي إلى منازعات.
10- على انفراد:
ينبغي أن تكون المصارحة على انفراد بين الزوجين، ولا تكن أمام الأهل أو غيرهم أو حتى أمام الأبناء.
10 خطوات لمصارحة ناجحة بين الزوجين
- التفاصيل