رسالة المرأة
رغم مرور فترة على الزواج إلا أن شعورا جارفا بالإرهاق العاطفي قد ينتاب الزوجة نتيجة كثرة الدوران في فلك تقلبات شريك عمرها المزاجية، الأمر الذى قد يصيبها بانخفاض حاد فى درجة حرارة أحاسيسها تجاهه.
والمرأة العاطفية بطبعها تكره الفشل وتخشى عواقب النهايات، وبالتالي فهي تحس بمرض جفاف المشاعر الناجم عن الصمت والإهمال، والخطورة في هذا المرض أنه يبدأ بالسكتة العاطفية وينتهى بالموت المفاجئ للزواج.
وفي هذه المرحلة يجب على الزوجة أن تتذكر أن الأنانية تعتبر من أمراض المشاعر التى تفشت في الكثير من العلاقات الزوجية وهى تظهرعادة بعد شهر العسل حيث تهدأ العواطف وتبدأ المشاركة الفعلية.
وتلاحظ الزوجة أن كل طرف يحاول الحصول على أكبر قسط من الراحة لنفسه دون النظر لاحتياجات الآخر، مما يسفر عن تولد ضغائن صغيرة، ويومًا بعد يوم تزداد هذه الحالة لتبنى حواجز بينهما.
وعلاج هذه المشكلة ممكن إذا أدرك الطرفين المفهوم الصحيح للمشاركة وسعى كل منهما نحو القبول بمبدأ الأخذ والعطاء المتبادل، فضلاً عن ضرورة المصارحة بما يحتاج كل طرف من الآخر، فكثيرمن الأمراض الزوجية تتولد من سوء الفهم الناجم عن الصمت وهذا ما يجعل الصدق والمشاركة هما الدواء الواقي من جميع أمراض المشاعر الزوجية.

وتلعب الأعباء الحياتية دورا واضحا فى التأثيرعلى الأحاسيس الزوجية ، مما يؤدى لعطبها وإصابتها بالأمراض المختلفة، فلا شك أن المشاكل الحياتية المختلفة تؤثر سلباً على مشاعر الزوجين.

في كثير من الأحيان يعيش الزوج مكبلاً بالضغوط والأعباء فيخرج رغماً عنه ثورته في زوجته دون ذنب أو العكس، ومع تزايد وتكرار تلك الثورات يصاب الطرف الآخر بمرض انخفاض المشاعر العاطفية.

ولتجنب هذا المرض الخطير يجب التدريب على امتصاص غضب الطرف الآخر بمعنى الابتعاد عن التحاور معه حين يكون منفعلا، واستقبال ثورة إحاسيسه بهدوء حتى لا يؤدى رد الفعل العصبى إلى ثورة مضادة تهدم العلاقة الزوجية.

ويعتبر الملل  من أخطر الأمراض التى تصيب المشاعر الزوجية ، وهناك اختلاف فى طبيعة كل من المرأة والرجل، فعادة ما تميل المرأة إلى الاستقرار نتيجة لتكوينها السيكولوجى الذى يولد داخلها غريزة الأمومة تلقائياً ،على عكس الرجل فهو بطبيعته يميل للتغيير، لذا يؤدى الروتين الزوجى لشعوره بالملل. وهنا تدخل العلاقة الزوجية فى منعطف خطر.

ولتجنب مرض الملل يجب على المرأة التحلى بالتجديد لتكون مصدر جذب دائم له ، فضلاً عن أهمية أدائها لعدة أدوار فى حياته، بجانب دورها كزوجة، فعليها القيام بدور الأم , الصديقة , الحبيبة , والأخت ، بينما عليها أن تفهم الرجل بأنه يجب أن يعمل هو الآخر على احتوائها حتى لا تشعر بالملل، فإذا راعى كلاهما تلبية احتياجات بعضهما ابتعد الملل عن بيتهما .

وهناك مرض آخر يتمثل في عدم المواءمة حيث تعد من أمراض المشاعر الزوجية الأكثر شيوعاً وتبدأ أعراضها فى عدم تأقلم كل طرف مع طباع الآخر، أما العلاج فيعتمد على حكمة الزوجين فعليهما التركيز على الإيجابيات، حيث يساعد ذلك على قبول السلبيات بشكل تدريجى ، مما يجنبهما المضاعفات المدمرة الناجمة عنها.

JoomShaper