أن تتمتعي بميزة الاستماع الجيد يعتبر أمرًا مهمًا لأنها واحدة من المهارات التي يمكن أن تحقق لك فوائد جمة على الصعيد الاجتماعي والأسري والعملي، ومن خلال هذه المهارة يمكنك أن تكتسبي علاقات جيدة مع الآخرين وتحققي النجاح في أكثر من مجال.
عندما تكونين مستمعة جيدة للآخرين تصلين إلى مصلحتك من أقصر الطرق كما أنك تقدمين الفائدة للمقربين منك والذين يهمونك بشكل أكثر فاعلية لأن هذه الصفة تجعلك مثل المغناطيس الذي يجذب القلوب والعقول إليه دائمًا.
ولو كنت تعرضتي في مرات سابقة لاحتمال أن تتحدثي إلى شخص ما ثم تجدين أنه لا يستمع إليك بالاهتمام والانتباه الكافيين فإنك ستدركين كم يسبب هذا الأمر شعورًا بالاحتقار والإهانة والتجاهل، ومن ثم يجب عليك أن تتعلمي كي ف تكوني مستمعة جيدة لكي لا يشعر أحد تجاهك بنفس الشعور الذي عانيتي أنت منه في السابق.
الاستماع الجيد للآخرين مرتبط بالأساس بفكرة الاحترام والتقدير والطيبة، فكلما استطعتي أن تزيدي من درجة احترامك للآخر وتقديرك له مع تنمية إحساس قلبك بالطيبة والحنان كلما وجدتي أن الاستماع الجيد هو عملية سهلة ولا تتطلب منك مجهودًا، وفيما يلي بعض النصائح العملية لتحقيق هذا الهدف:

1. انظري في عيني من يتحدث إليك، لأن هذه هي الخطوة الأولى على طريق أن تكوني مستمعة جيدة وذلك على اعتبار أن النظر في أعين الناس وهم يتكلّمون، يعطي درجة أكبر من التركيز والاهتمام ويشعر الطرف الآخر بدرجة انتباهك لكل كلمة يقولها.

2. كوني حاضرة الذهن، لأنه لا يكفي ان تنظري في عيني المتحدث إليك لتضمني أنك ستكونين مستعمة جيدة فقد يتشتت ذهنك أثناء الحوار وتسرحين في أمر آخر وتستغرقين في التفكير فيه بينما محدثك يواصل حديثه، ومن ثم فإنك يجب أن تركزي انتباهك وتستخضري تركيزك بشأن ما تستمعين إليه.

3. لا تظهري إشارات متكررة توحي برغبتك في المقاطعة، لأن هذه الإشارات مثل فتح الشفتين أو التلويح بالإصبع ستجعل الطرف الآخر يشعر بأن حديثه إليك لا يصل إلى قلبك أو أنك تعترضين عليه وهذا قد يمنعه من الاسترسال في الحديث، والأخطر أن يشعر الطرف الآخر أنك من النوع الذي لا يطيق الاستماع والإنصات بتركيز وأن المهم عندك هو سرعة التدخل والبحث عن أي ردود.

4. عندما تتخذين قرارًا بحتمية التدخل والرد انتظري عدة ثوان وتخيري الوقت المناسب للتدخل وعندما تتدخلين في الحديث لا ترفعي نبرة صوتك وكل هذه الضوابط تزداد أهميتها لو كان الحديث عبر الهاتف لأنه في هذه الحالة لن يتمكن الطرف الآخر من رؤية ملامحك وتعبيرات وجهك وقد يحدث التدخل من جانبك في توقيت خطأ قبل أن يكون الطرف الآخر قد أكمل فكرته.

5. لو حدثت منك مقاطعة للطرف الآخر أثناء الحديث يمكنك أن تقولي سريعًا: "أنا آسفة من فضلك أكمل فكرتك"، لأن هذا كفيل بأن يجعلك تستمعين بإنصات لما سيقوله كما أن هذا سيبرهن على مدى احترامك لحديثه.

6. اشعري من داخل نفسك باهمية ما يقال لك وهذا أمر يمكنك أن تحققيه بالتعود وهو أمر ينبع من داخل قلبك ووجدانك ولذلك يتسم بالصدق والصدق سيصل إلى قلوب الآخرين ويتأكدون من ان لهم مكانة حقيقية وغالية عندك.

7. حاولي خلال استماعك لحديث الآخرين ان تلتقطي الإشارات والرسائل الضمنية لأن الكثير من الناس أو ربما في بعض الموضوعات ذات الحساسية لا يكون الكلام فيها بشكل مباشر وواضح أمرًا ممكنًا، ومن ثم فإن استماعك بإنصات يتضمن ضرورة أن تلتقطي الإشارات والرسائل الضمنية في حديث الطرف الآخر.

8. لا تغيّري الموضوع حيث إن إنصاتك الجيد يستلزم أن تنتظري حتى يكمل الطرف الآخر ما يريد أن يقول وألاتبادري بالحديث في موضوع آخر إلا بعد أن تتأكدي بالفعل أن الحوار قد وصل إلى نهايته.

JoomShaper