حث فضيلة الشيخ إبراهيم يوسف المهدي الداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الآباء والأمهات على تنمية روح الانتماء للأسرة التي هي الحضن الآمن لتنشئة الأبناء والبنات التنشئة الصالحة السليمة المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف بما جاء في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، والتي بها تصلح المجتمعات ويسودها الترابط وتسمو بأبنائها إلى معالي الأمور في الحياة لتتبوأ المكانة العالية بين الأمم والشعوب .
كان الشيخ المهدي ألقى محاضرة قيمة وسط حضور طيب بمسجد عبد الجليل عبد الغني بمنطقة الوكرة ضمن المحاضرات التي تقيمها إدارة الدعوة والإرشاد الديني بالمناطق الخارجية التي تحرص من خلالها على التواصل مع جميع أفراد المجتمع داخل الدوحة وخارجها من أجل إيصال المفاهيم السليمة والصحيحة إلى الجميع .
تحدث فضيلة الشيخ في محاضرته عن الأسرة في الإسلام ، وكيفية بنائها ، وكيف أن الإسلام أولاها أعظم الاهتمام ، فهذا البنيان المعنوي لو أسس على تقوى من الله ورضوان فإنه سيستمر ويُثمر بإذن الله الذرية الصالحة القوية الفتية التي تنفع الإسلام وتذود عن حياضه ، وتعيد مقدسات هذه الأمة وأمجادها ، لذلك كان الواجب علينا أن نهتم بالأسرة اهتمامًا بالغًا ، فهي لبنة المجتمع ، إن صلحت صلح المجتمع كله ، وإن فسدت فسد المجتمع كله ، ولذلك حرص الإسلام منذ البداية على تأسيس هذه الأسرة على أساس متين بدءًا من اختيار الزوج لزوجة ذات دين وخلق ، فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق .
كذلك طالب أولياء المرأة بالحرص على اختيار الزوج الصالح لبناتهم مستشهدا بقول نبينا محمد عليه الصلاة والسلام : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) ، فإذا أحسن الزوج الاختيار وأحسنت الزوجة الاختيار ، كانت هذه الخطوة الأولى لنجاح هذه الأسرة المسلمة المؤسسة على تقوى الله وطاعته : ( أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم ) ، فتنشأ الذرية بين أبوين صالحين متفاهمين يقفان عند حدود الله ، ويُعظمان أمره ونهيه ، المرأة تحفظ زوجها في غيبته فلا تدنس عرضه ، ولا تضيع ماله ، وكذلك الرجل يحفظها في دينها ، ولا يُعرضها للفتن ، فأمثال هذه الأسر هي التي تخرج العلماء والمصلحين والقادة .
وتابع : ما أحوجنا في هذه الأيام إلى أن نؤسس هذه الأسر على طاعة الله ، نحتاج إلى ذرية فيها أمثال صلاح الدين الذي كان كل همه أن يُحرر المسجد الأقصى ، وقد حقق أمنيته بفضل الله ، فأين منا صلاح الدين ، وهل عقمت أرحام النساء أن تلد مثل صلاح الدين في هذه الفترة العصيبة التي تُنتهك فيها مقدسات المسلمين ، ويعيث اليهود فسادًا في المسجد الأقصى ، وليس ثمة مجيب لصراخ النساء والأطفال والشيوخ والعجزة ، إننا نحتاج فعلاً أن نصلح أسرنا لتنصلح مجتمعاتنا ، وتستقيم على أمر الله
الراية