ياسر محمود
يعد الانسجام أو التقارب في التوجهات الفكرية بين الزوجين أحد أهم مقومات نجاح واستمرار الحياة الزوجية سعيدة هانئة؛ لأن الزوجين حينما يكونا منسجمين أو متقاربين في التوجهات الفكرية يصبح هناك مساحات مشتركة بينهما في الأفكار والرؤى، وهذا بدوره ينعكس على مشاعرهما تجاه بعضهما بصورة إيجابية، ويكون مدعاة للتوافق النفسي والوجداني والعاطفي بينهما.
تنافر الأفكار
بينما التباعد أو التنافر في التوجهات الفكرية يجعل حياتهما أشبه بلعبة شد الحبل، كل منهما يحاول شد حبال فكر الآخر نحو ما يراه، ومع مرور الوقت ربما يكون ذلك سببا للنزاع بينهما، أو على الأقل يتسبب في غياب مساحة مشتركة في الأفكار والرؤى بينهما، وهذا سينعكس على الحالة الوجدانية بينهما بالسلب حتى ولو كان بينهما توافق عاطفي ابتداءا.
وحينما نتأمل في واقعنا نجد أنه يصعب استمرار الحياة بين زوجين متنافران في توجهاتهما الفكرية، فمثلا كيف تكون الحياة بين زوج ينتمي للتيارات الإسلامية المحافظة وبين زوجة تربت على أفكار ليبرالية تسمح لها بأن تفعل ما تشاء؟! وكيف يكون الحال بين زوج ينتمي لحزب له توجهات فكرية إسلامية ينافس حزب آخر تنتمي له الزوجة وله أفكار تقاوم المد الإسلامي؟!
حالات واقعية
وهذه حالة واقعية تبرز ما قد يترتب على هذا التنافر الفكري بين الزوجين من تنافر أيضا في المشاعر والعواطف، فالزوج مؤيد لرئيس الدولة التي يعيش فيها ويدعمه بكل ما أوتي من قوة؛ لأنه يراه يسعى ولا يألوا جهدا في العمل لإصلاح شئون البلاد، بينما ترى الزوجة أنه رئيس فاشل ويجب التخلص منه في أقرب وقت ممكن، ثم يتم الإطاحة بالرئيس بالفعل، فتصبح الزوجة في قمة السعادة والفرح، ويكون الزوج في منتهى الحزن والأسى..
فكيف يكون التوافق العاطفي بينهما؟
وعلى النقيض من ذلك رأينا حالات لأزواج كلاهما مؤيد لهذا الرئيس أو معارض له، تجمعها حالة من التشارك الوجداني العميقة سواء بالفرح أو بالحزن، فكان الحدث - نتيجة توافق الرؤى لديهما - سببا في تعميق أواصل الترابط والتعاطف بينهم.
عند الاختيار
ومن هنا ينبغي أن يراعي كل شاب وكل فتاة عند اختياره للطرف الآخر أن يكون هناك توافقا أو تقاربا في توجهاتهم الفكرية حتى يكون ذلك عاملا وسببا للتشارك الوجداني والعاطفي بينهما.
ومن الأمور التي تساعد الشاب أو الفتاة على اكتشاف مدى هذا التقارب أو التنافر بينهما في التوجهات الفكرية:
1- المقابلة الشخصية:
فأثناء المقابلة الأولى من الضروري أن يبحث الشاب والفتاة عن نقاط التلاقي بينهما، ومنها التقارب في مساحة التوجهات الفكرية، وذلك من خلال تطرح الموضوعات التي تبرز هذا الجانب.
2- السؤال:
كذلك من خلال سؤال الجيران وزملاء العمل والمقربين عن الطرف الآخر، وما يتميز به من توجهات فكرية.
3- فترة الخطوبة:
ففترة الخطوبة فرصة ليتعرف فيها كل طرف على الصورة العامة لطبيعة وشخصية الطرف الآخر، ومن بينها التوجهات الفكرية له.
التقارب الفكري.. جسر للتعاطف بين الزوجي
- التفاصيل