ريهام عاطف
أكد خبراء ألمان أن صحة الرجال الذين يعانون من مشكلات نفسية مثل: حالات الاكتئاب، والإرهاق الذهني وغيرها من الاضطرابات النفسية لا تحظى بالاهتمام الكافى.
وأشار تقرير أصدرته المؤسسة الألمانية للتأمين الصحي "دي كي في" إلى أن قضية صحة الرجال لا تلقى التركيز الواجب في مجالات واسعة من الطب في ألمانيا؛ ما أدى إلى تزايد حالات الانتحار بين الرجال فى السنوات الماضية بشكل كبير، وأشار التقرير إلى ارتفاع معدل الانتحار لدى الرجال فى ألمانيا بواقع ثلاثة أمثال مقارنةً بالنساء.
وأرجع معدو التقرير أسباب ذلك إلى الإجهاد خلال العمل، وتزايد المخاوف من تدني الوضع الاجتماعي، وهى المشكلات التي يواجهها الرجال أكثر من النساء نظرًا؛ لارتفاع نسبة العاملين لوقت كامل عن العاملات.
وأوضح ، الباحث فى أمراض الرجال ماتياس شتيلر ، أن سبب هذه المشكلة أعمق من ذلك؛ فهي مشكلة اجتماعية حيث ينظر للرجال على أنهم يمسكون بزمام القرار، حتى إن كانوا في حاجة للمساعدة، مشيرًا إلى أن صورة الرجل القوي لا تزال هي السائدة في الوقت الحالي، ما يدفعه إلى كبت معاناته النفسية، وتحمل المتاعب الجسدية، فضلًا على ميل الرجال إلى الاستهانة بأعراض الأمراض التي يتعرضون لها، وحل مشكلاتهم بأنفسهم بدلًا من التحدث عنها.
وطالب الباحثون بتكييف العروض الصحية مع احتياجات الرجال، حيث إن الكثير من العروض الوقائية، والعلاجية تركز أكثر على النساء، وتتجاهل الواقع الصحي للرجال.
بدوره يرى أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة الزقازيق د.أحمد عبد الله أن تربية مجتمعنا الشرقى للرجل أنشأته منذ صغره على مبدأ لا يتجزأ: "هو كبت مشاعره، وكتمانها مهما كانت، سواء أكانت إيجابيةً، أم سلبيةً؛ لأنه ببساطة رجلٌ، ولا يمكن أن يسمح لصورته القوية أن تهتز أمام الآخرين؛ فالتعبير عن المشاعر باعتقاده هو نوع من الضعف الذي لابد، وأن يقتصر فقط على النساء!! بطبيعة تكوينهنّ الذي يميل إلى الصراخ والبكاء والعويل، وليس معنى كونه رجلًا أن يكبت مشاعره، ويخفيها سواءٌ أكانت مشاعرَ إيجابيةً، أم سلبيةً؛ فكثيرون يعتبرون أن بكاء الرجل عيبٌ، ولا يصح أن يذرف دموعًا أمام الآخرين مهما كانت قوة الموقف وصعوبته؛ وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا من الناحية الصحية.. ويتسبب كبت المشاعر، وعدم إخراجها في ارتفاع ضغط الدم, ونسبة السكر بالدم، وأحيانا ينتهي إلى أزمة قلبية حادة، ووفاة مفاجئة.

JoomShaper