سلمان الكندري:
إن المتأمل في الحياة التي نعيشها اليوم يرى أطيافا عديدة من الناس يختلفون في أفكارهم وتوجهاتهم واعتقاداتهم نظرًا لاختلاف الوسط الثقافي والفكري الذي يحيط بهم.
لذلك أصبح الحوار اليوم وسيلة حضارية للتفاهم وتقريب وجهات النظر وتضييق هوة الخلاف بل ويعتبر وسيلة للدعوة إلى الله عز وجل قال الله تعالى : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) .
وعندما نلقي نظرة متفحصة على الناس من حولنا اليوم نلاحظ أن الكثير منهم يفتقرون إلى أدبيات وأصول الحوار الهادف ، لذلك يكمن أي حوار ناجح في صفات يتحلى بها المحاور وأدبيات تسود جو الحوار و منها :
1- العلم:- المحاور الناجح يحتاج أن يستند إلى قاعدة علمية صلبة وأن تكون لديه حصيلة ممتازة من المعلومات حول الموضوع الذي يريد مناقشته.
2- حسن الإنصات:- يعلمنا الحبيب- صلى الله عليه وسلم- هذا الفن العظيم من خلال حواراته مع الصحابة رضي الله عنهم ومع المشركين أيضًا حيث كان يلتفت بكامل جسده نحو الشخص الذي يحاوره فينصت له ولا يقاطعه أبدا ولا يتكلم إلا عندما يفرغ الشخص الذي يحاوره من كلامه، وسيرته العطرة مليئة بالشواهد على ذلك.
3- الإنصاف:- المسلم مطالب بقبول الحق من أي شخص ولو كان الحق على لسان كافر.
4- احترام الطرف الآخر: ديننا الحنيف يأمرنا بإنزال الناس منازلهم واحترامهم فلا نجرح ولا نسفه ، ويوصي بذلك أحد الدعاة بقوله (تجنب غيبة الأشخاص وتجريح الهيئات ولا تتكلم إلا بخير )
5- الإخلاص:- المسلم يتحرى الحق ولا يقصد بحواره أن يفتخر بعلمه وكما يقول الإمام الشافعي ( والله ما جادلت أحدا إلا وتمنيت أن يكون الحق معه )
6- عدم رفع الصوت:- ربما يظن بعض المحاورين أن في رفع الصوت أثناء الحوار إقامة للحجة أو إمساك بدفة الحوار أو انتصار ساحق حققه على خصمه، وهذا اعتقاد خاطئ لأن رفع الصوت فيه رعونة وإيذاء للآخرين بل قد يظن الناس بأن هذا المحاور لا يملك حججا مقنعة فيخفي جهله في الصراخ وكما نعلم أن ( أضعف الأسود أكثرها زئيرا)
في الختام: قد يقتنع محاورك بأفكارك وتصحح له بعض الأفكار المشوهة لكن إن لم يقتنع فعلى الأقل استفدت من الحوار بشيء مهم وهو أن محاورك قد أخذ انطباعا مميزا عنك بأنك محاور جيد ومتعقل صاحب حجة تجيد فن الحوار الهادف في جو يسوده الحب والإحترام .
6 نصائح لحوار هادف
- التفاصيل