القاهرة - ريهام عاطف
تأتي عطلة نصف العام؛ لتحمل بين ثنايها كل الحب والإقبال من الطلبة في مراحل التعليم المختلفة، ليجدون فيها فرصتهم للتنفيس عن أنفسهم والترويح عنها، كما أنها فرصة جيدة للآباء والأمهات؛ ليتنفسا الصعداء، ويجددا روتين حياتهما الأسرية بعد قضاء شهور طويلة من المعاناة والضغط العصبي، نتيجة لظروف المذاكرة والامتحانات، ولعل طريقة قضاء عطلة منتصف العام أكثر ما يشغل بال الطلاب، إلا أن تحقيق أفضل استفادة ممكنة منها، حتى يعود الطالب إلى دراسته أكثر حيوية ونشاطًا، هو ما يشغل بال الخبراء والمعنيين بمجال التنمية البشرية وتطوير الذات.
في البداية يقول علي أحمد "طالب في كلية الصيدلة": بالنسبة لي أنتظر الإجازة على شوق، حيث إنني من الناشطين في إحدى الجمعيات الخيرية صاحبة المشروعات الخيرية.. وفترة عطلة نصف العام ستكون جدولها مزدحمًا بالعديد من الفعاليات المختلفة، والتي يتقدمها السفر إلى المناطق النائية والفقيرة، وهذا ما لا يمكن أن نقوم به في فترات الدراسة، فنجد في الإجازة فرصة جيدة جدًا لذلك.
وأضاف: الكثير من أقراني يستغربون موقفي وتكلفي عناء السفر في الإجازة التي يجدونها فرصة للاسترخاء والاستجمام، لكن لو يعلمون ما أشعر به من سعادة ولذة؛ لشاركوني في هذا الأمر.
راحة وتنزه
أما رضوى محمد "طالبة في الصف الأول الثانوي" فتقول: لا أنوي مراجعة دروسي في الإجازة، ولكن سوف أحرص على تنفيذ التقارير والمشاريع في الإجازة، لأن في فترة المدرسة هذا الأمر يشكل ضغطًا وعبئًا عليّ، إذ أنه لابد من تنفيذ تقرير ومشروع لكل مادة، مؤكدة أنها سوف تخصص جزءاً من إجازتها للراحة والخروج مع الأهل؛ للتنزه والزيارات الاجتماعية.
تحرر
كريم عوض "طالب في كلية الألسن" يقول: أتمنى الانتهاء من الامتحانات، حتى أتفرغ للإجازة، ففيها أنام كما يحلو لي، ولا أستيقظ إلا عند الظهر، وأسهر حتى الفجر مع أصدقائي نتسامر، فإجازة نصف العام بالنسبة لي هي الحرية والتحرر من أعباء المذاكرة، ولا أقوم بأي شيء سوى اللهو والاستمتاع، لأن مدتها قصيرة.
تعلم لغات
بينما يقول مصطفى محمد "طالب في كلية التجارة قسم الإنجليزي: أجد أنها فرصة جيدة لي كي ألتحق بدورة في مجال تعليم اللغة الإنجليزية، إضافة إلى حرصي على أن أقضي أطول وقت مع أهلي وأزور أفراد عائلتي الذين انقطعت عنهم لمدة طويلة أثناء فترة الدراسة.
ويضيف: أرى أن هذه الإجازة محطة يجد الطالب نفسه فيها، بعيدًا عن الالتزام بالروتين، وهي أيضاً فرصة لمراجعة ما أنجزه الطالب خلال الفصل الدراسي الأول.
ابحث عن ذاتك وطورها
إلى ذلك، يؤكد خبير التنمية البشرية د. أيمن علي أن فترة العطلة مهمة جدًا في حياة الطالب، وأنها تعينه على استكمال عامه الدراسي بعد تجديد طاقته وحيويته، إلا أن كثيرًا من الطلاب يستهينون بهذه الفترة ويعتبرونها فترة فراغ وإهدار للوقت في أمور لا تفيد، فتجد من يقضي نهاره كله نائمًا بينما السهر في فترة الليل مع الأصدقاء سواء على المقاهي أو النزهات أو حتى التسامر، فتنتهي فترة العطلة بالنسبة له، دون أن يحسن استثمار وقته فيها أو يأخذ منها شيئًا مفيدًا، فالترويح عن النفس من الأمور التي لا غنى عنها في عطلتك عزيزي الشاب، لكن لابد أن تحسن استثمار وقتك فيها.
ويضيف: لعل آخر ما يشغل اهتمام أي طالب في هذه العطلة أن يقدم على أخذ دورة في مجال التنمية البشرية، فنجد أن اهتمام الكثير من الشباب حاليًا منصبٌ على أخذ الدورات العملية والتكنولوجية، على الرغم أن أولى طريق النجاح هو أن تعرف ذاتك وطريقة التعامل معها، فهذا المجال سيساعدك في اكتشاف ذاتك وتطويرها، مما سيفيدك في حياتك الدراسية والعملية فيما بعد، فمثل هذه الدورات التدريبية ستفيد في إعطاءك الشخصية القوية ومساعدتك على تنظيم حياتك والتخطيط لها بالشكل الجيد، وبالتالي اكتساب فن التواصل مع الآخر، بحيث تكون مؤهلًا أن تتخذ القرار الصحيح في الوقت المناسب، كل هذه الأمور من شأنها أن تغير شخصية الشاب وتؤهله لمواجهه حياته العملية فيما بعد، بل وأيضًا الشخصية.
أما بالنسبة لصغار السن، فلابد أن يحظى تطوير فكرهم وتنمية عقولهم باهتمام خاص من قبل الأب والأم ، فلا مانع من أن يقدما لابنهما ليلتحق بإحدى المكتبات العامة ليذهب إليها مرة أو مرتين أسبوعيًا، يحصل من خلالها على كتب شيقة وجاذبة تناسب عمره وتزيد من مهاراته، وتحسن من إدراكه، كذلك هناك بعض المكتبات التي تقيم بعض الدورات التدريبية، والتي تفيد بلا شك في تنمية مهارة أي طفل أو شاب، هذا إلى جانب إعطاء وقت كاف للتنزه والخروج مع الأصدقاء والتسامر والزيارات الاجتماعية.
من ناحية أخرى من المهم جدًا، أن يحرص الطالب على أن يحضر بكتب منهجه الدراسي القادم، ويقوم بقراءته بشكلٍ سريع دون تمعن، فهذه القراءة ستكسر بلا شك الحاجز النفسي بينه وبين مواد دراسته، حتى يلتحق بالنصف الثاني الدراسي، ويكون مؤهلًا لهذه المواد وسبق أن قرأها وأخذ فكرة عامة عنها.
تدريب
أما خبيرة الإتيكيت إيمان عفيفي، فترى أن فترة العطلة الدراسية ليست فقط للنوم والراحة ومشاهدة التلفاز وقضاء طوال اليوم أمام "الفيس بوك"، فهي الفرصة الجيدة لحسن استثمار الوقت فيها، فلابد أن يحسن الطالب تقسيم وقته فيها ويحسن استغلالها بشكل مثمر، فعليه أن يعطي وقتًا ليس بقليل في ممارسة رياضة مفيدة، والذهاب إلى النادي المفضل، كذلك من الضروري الخروج في رحلات علمية لتوسيع المدارك وزيادة المعرفة، من ناحية أخرى لا مانع للطالب أن ينزل في فترة عطلته؛ ليعمل أو يتدرب بأي مهنة، سواء في مجال دراسته أو غيرها مما يساعده في مواجهة الحياة العملية بعد التخرج والتدرب عليها والتي تختلف كليا عن حياة الدراسة.
شبابنا في الأجازة.. نوم وفيس وتنزه ودورات تدريبية
- التفاصيل