لها أون لاين
للتغييرات الصغيرة أثر كبير، هذه مقولة صادقة لكن عندما نتعرض للحديث عن إيجاد التغيير في حياتنا كثيراً ما يبدو الأمر عسيراً، والأسباب كثيرة: فكلما طال بنا العمر تعذر علينا الإقلاع عن العادات، وكلما اعتدنا فعل شيء ما بالطريقة نفسها، عسر علينا فعله بطريقة أخرى. وكلما طال تعلقنا بوجهة نظر معينة، كان من الصعب علينا تغيير الطريقة التي نرى بها الأشياء، فهذه هي الطبيعة البشرية.
إذا كان الأمر كذلك فلماذا نظن أنه عندما نريد إيجاد تغيير في حياتنا، فلا بد أن يتصف هذا التغيير بالسهولة، وأن ننجح في تحقيقه في بضعة أيام قلائل؟ حسناً فهذا أيضاً جزء من الطبيعة البشرية، فالعديد منا يعاني من الحاجة إلى الراحة العاجلة، وعندما يبطئ بنا شيء ما لفترة طويلة فإننا نتركه أو نستمر فيما كنا عليه.
عندما نتحدث عن إيجاد التغيير في حياتنا فإن الراحة العاجلة التي نتوق إليها ينبغي أن تكون هي آخر ما نأمل فيه.
ولعل السر في إحراز التغييرات الكبيرة التي تدوم طويلاً هو أن ندرك أن التغيير يحتاج إلى وقت، وأن نعلم أن كل تغيّر من التغيرات الكبيرة يتطلب العديد من الخطوات الصغيرة.
ولعلي أضع بين يديك السبب في ذلك
1- الهدف الكبير (عبارة عن العديد من الأهداف الصغيرة): في الواقع لا يوجد تغيير كبير لا يحتاج إلى العديد من الخطوات الصغيرة، فعلى سبيل المثال أي من الهدفين التاليين سمعت الناس يتحدثون عنه كثيراً: أرغب في تقليل الوزن، أم أرغب في أكل المزيد من الألياف؟
في الغالب الأعم تسمع الأخير بصورة أكبر، فنحن ننظر إلى وضع ما في حياتنا ونرغب في تغييره في الحال.
وفي الواقع كي تقلل من وزنك، فإن هناك العديد من الأشياء التي يمكنك وربما تحتاج إلى لقيام بها، فكي تصل إلى نهاية المطاف إلى "تقليل الوزن" فإنك بحاجة إلى:
أ- الإقلاع عن الأطعمة غير الصحية.
ب- التقليل من حجم البروتين.
ت- أكل المزيد من الألياف.
ث- شرب المزيد من المياه.
ج- أن تحافظ على التمارين الرياضية.
وما إلى ذلك.
الدرس المستفاد: عندما ترغب في عمل تغيير كبير، حدد أهمية كافة التغييرات الصغيرة التي يتطلبها التغيير الكبير
2- الإفراط لا يجدي: عندما يحاول الناس إيجاد تغيير كبير في حياتهم، فإنهم غالباً ما يصلون من كل شيء إلى لا شيء.. أو بالعكس. ولنضرب مثالاً على ذلك: محمد لم يذهب قط إلى "صالة" الألعاب الرياضية، ورغب في البدء في ممارسة التمارين كل يوم وبعد بضعة أسابيع خمدت الحماس لديه ولم يعاود ذلك مجدداً.
لو أنه ذهب إلى "صالة" الألعاب الرياضية مرتين في الأسبوع لمدة أسبوعين، ثم ازداد الأمر معه حتى يذهب ثلاث مرات في الأسبوع لبضعة أسابيع قليلة، وهكذا ربما كانت هذه فرصة أفضل له في التمسك بالذهاب إلى هناك، وفي الحصول على ما هو أهم من ذلك ألا وهو التغير الذي يدوم طويلاً.
الدرس المستفاد: تدرج بسهولة ويسر إلى التغييرات الكبيرة حتى لا تبدو فوق قدراتك.
3- إنها تشبع احتياجاتنا بالشعور بالنجاح: إذا شرعنا في عمل تغيير كبير في حياتنا دون النظر إلى الخطوات الصغيرة التي تبلغنا إياه، فإننا سنشعر كما لو أننا لن ننجح إلا بعد أن نقوم بعمل التغيير الكبير بنجاح، مع أننا لو قمنا بعمل تغيرات صغيرة ونجحنا في التحكم في كل منها، فإننا سنشعر بتحقيق تقدم، وهذا بدوره يشجعنا في الوثب السريع من خلال بعض التغييرات الصغيرة التي تليها بعض التغييرات الأخرى الصغيرة، وفي نهاية المطاف ننجح في تحقيق التغير الكبير.
الدرس المستفاد: احتفل بالنجاح الصغير الذي تحرزه؛ كي تشعر بأحاسيس الإنجاز
تحقيق التغييرات الكبيرة في حياتنا يستغرق بعض الوقت، فكن شفوقاً على نفسك، ودعها تخطئ ثم تعود وهكذا وتذكر الرجوع إلى قافلة التغيير حتى تستطيع الوصول إلى التقدم الحقيقي الذي تستحقه!
واسأل نفسك: ما هي التغيرات التي قمت بها مؤخراً؟ وهل انتهجت طريقة الخطوات الصغيرة؟ وهل أثمرت؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: مجلة الأسرة.
عوائق التغيير كيف نتجاوزها؟
- التفاصيل