يوسف بن عبدالله الحميدان
قد يصاب الإنسان بنوبات من الملل والإحباط، مسببة له أعراضا تؤثر على تركيزه وإنجازه لبعض الوقت، وعندما تستقر حالته النفسية، وتعود ثقته بنفسه يعود لنشاطه وحيويته المعتادة، لذا فإذا وثقنا بالله أنه معنا سننجح في التغلب على شعور اليأس، لكن نحتاج لنظرة بيضاء مشرقة لحياتنا، مع تجاهل الكلمات المحبطة لمن هم حولنا.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن"رواه ابن ماجه وحسنه عدد من العلماء، منهم الألباني، كما أنه ذات مرة سمع كلمة فأعجبته فقال: "أخذنا فألك من فيك"رواه أبو داود وصححه الألباني، كما يروى عن عيسى عليه السلام أنه ذات مرة كان يسير مع أصحابه فمروا على شاة ميتة فقال أصحابه: ما أكره رائحتها. فقال عليه السلام: "ما أبيض أسنانها" ليعلمهم درسا في النظرة الإيجابية للأشياء من حولهم، لذا علينا تقدير المواقف بطريقة إيجابية" تفاءلوا بالخير تجدوه".

كم هو جميل أن يحب الإنسان الخير لنفسه، وكم هو أجمل أن يحب الخير لغيره، من هنا علينا أن ننمي ثقافة التسامح والحلم مع الناس ونسعى لترسيخها، وكسب ود وإسعاد من حولنا.

من طبع البشر الصواب والخطأ وإذا كان (ماسلو) ـ عالم النفس الشهير ـ يعلم في نظريته التحفيز والشخصية أن هناك حاجات محفزة  للإنسان، فإنه قد يجهل سلامة صلة العبد بربه ومالها من أثر؛ لأنه كلما ارتقى الإنسان مع الرب الخالق، كلما ارتقت نفسه وهمته وحافزه ونظرته نحو تحقيق هدف هو ساهم  في تطوير أعماله وتنمية مواهبه على أحسن حال وإخلاص لربه كأنه يراه "مخلصين له الدين"، كما أن طيب المظهر والرائحة والاهتمام بالنفس لا يتعارض مع إخلاص العمل، ويمكن الجمع بين حب النفس وإخلاص العمل كما قال ربنا الجليل: "وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ "سورة القصص77.

يمكن أن تبني جسورا وتضعي لمسات دعوية بالكلمة الطيبة، ويمكن إقحام نفسكِ في استثمار مواهبك، ومواجهة التحديات دون خوف من الفشل، وذلك بكتابة أفكارك ومواهبك في كراسة، ثم تنظرين إلى الموهبة الأقرب إلى نفسك وتحاولي تنفيذها، ودفع نفسك إلى جسور الخير فإذا كانت موهبة تصميم أو موهبة تعليم القرآن لصغيرات السن في الدور النسائية، فلتزرعي فيهم حب الخير من الصلاة، البر، الإحسان, صلة الأرحام، الإحسان للخدم، ومساعدة المسكين وحسن الثقة بالله.  وكوني قدوة طيبة لهم حتى يكونوا مشاعل خير ومن حملة القرآن.

وإذا كان لديك موهبة الإلقاء فيمكن الاستفادة منها في الدورات لبناء وتعليم الخير بالناس أو تسويق الدعوة من خلال ما تعلمتِه في تخصصك، إما بنصح للصديقات, و الجارات, أو أثناء الجلسة مع الأهل واستثمارها فتكتسب قلوبهن الخير بكل يسر, ورفق وصبر، مع تنويع الأسلوب والفكرة، كما يمكن زيارة مجالس الصالحات المثقفات؛ لتبادل الخبرات والاستفادة من تجاربهن فتنظري كيف يتحاورن يستمعن, يتقبلن الرأي، والاستفادة من خبرتهن وتجاربهن.

كل عمل اجعلي فيه روح الإخلاص والنية الطيبة، وعليك بكثرة الدعاء بعزم ورغبة وحضور قلب ورجاء بأن ييسرك لمعالي الأمور، وفواتح الخير، وكوني على يقين من أنك وضعتِ أمرك بين يدي رب جليل، وبدوام طرق الأبواب تفتح، فالله أكرم من أن يخيب قصدك, وفيك الخير والبركة بإذن الله.

بتصرف من مركز الاستشارات

JoomShaper