سليمان الكندرى
عندما نزور المجالس المختلفة لا يكاد يخلو أحدها من انتقاد الذات وانتقاص النفس،وغيرها من المبررات التي يطلقها العاجزون عن أي نجاز أو عمل أو نصر أو بصمة في الحياة فيقول البعض لو أني من العائلة الفلانية لفعلت ولفعلت وآخر يقول:لو أن لدي من المال مثل فلان لرأيت الإنجازات ولصنعت المستحيل وغيرها من الحجج الواهية.
لكننا نلاحظ أنه باستقراء التاريخ أن غالبية العظماء هم أبناء أسر فقيرة ومغمورة،بل قد تولد النجاح من أشخاص معاقين،لكنهم قلبوا التاريخ بإصرارهم وتفانيهم وتقديرهم لذواتهم، ونادرا ما نجد أن الذين يولدون وفي أفواههم ملاعق من ذهب يكونون من العظماء لأن الترف والرفاهية الزائدة تعلم الكسل والبلادة.
ولم أر في عيوب الناس عيب كنقص القدرين على التمام.
يقول الحكيم الصيني "كونفوشيوس" :إن ما يثير قلقي هو ألا أتحسن في مجالات تفوقي وألا أستفيد من كل ما درسته وأن أعرف الشيء الملائم والصحيح ولا استطيع أن أتغير لأحققه،وأن أكون غير قادر على معالجة مواطن إخفاقي وعجزي".

الرسام العالمي ليوناردو دافنشي عندما كان عمره 12 عاما قطع على نفسه عهدا قائلا:سأصبح واحدا من أعظم فناني العالم ويوما ما سأعيش بين الملوك وأمشي إلى جانب الأمراء".

"والت ديزني"عمل محررا في إحدى الصحف وطرد من العمل بسبب ضعف الأفكار التي يقدمها هذا ما قاله رئيس التحرير ثم أراد أن يبني مدينة ديزني فأفلس5مرات،ثم تحقق له مشروعه الذي در عليه الملايين فهل أخذ يدندن حول عقدة النقص؟!

إن تقدير الإنسان لذاته واعتزازه بنفسه وبقدراته لها مفعولها السحري في الوصول نحو أعلى مراتب النجاح في الحياة،فحفز نفسك وخالط الإيجابيين وامض في صناعتك لأهدافك فلا مكان في عالمنا للعاجزين.

JoomShaper