أم عبد الرحمن محمد يوسف
اضحكي مع الامتحانات
تقول المراقبة: أثناء تجوالي رأيت طالبة تٌخرج منديلًا مكتوبًا عليه موضوع إنشاء إنجليزي فلما رأتني أكلت المنديل وبلعته ليدخل بطنها ويكون في أمنٍ وآمان.
طالبة في ثاني علمي تقول: جئت للامتحان متأخرة لأدخل القاعة على وجه السرعة في حالة ارتباك شديدة فلما جلست إذْ ببعض المعلمات يضحكن والنظرات إلى أسفل الطاولة ولا أدري ما السبب ؟ آه.. لون ونوع حذائي مختلف.
طالبة في 3/ث علمي من شدة خوفي من امتحان الكيمياء جلست على نظارتي فكسرتُها قبل الاختبار لأجيب بدونها في وضعٍ سيئٍ جدًا فلما سلمت الورقة قالت المشرفة: ما هذا؟ الإجابة في الدفتر مقلوبة وهذا ممنوع في الرئاسة. قلت مالحل؟ قالت: أجلسي وأعيديه من جديد.. يا فرحة ما تمت.
طالبة في 1/ث مضى ثلثا الوقت بعد إجابة ممتازة أحسست بعطش فطلبت (ماءً) من المراقبة فجاءت به لآخذه وفجأةً سقط الكأس على دفتر الإجابة ليغرقه بالماء فتضيع معالمه وحروفه وكلماته..

طالبة في 3/ث أدبي  في صباح يوم الامتحان فتحت الثلاجة بالمنزل فإذْ (بعصير كوكتيل ) يداعب عيناي ونفسي؛ فأخذت منه كأسًا لأهب للثانوية ويبدأ الاختبار ويبدأ معه بطني في معارك وحروب طاحنة. فأقف منها عاجزةً ماذا أفعل وكيف أجيب عن الأسئلة؟!

الهاجس المرعب
مع نهاية كل عامٍ دراسي تدخل الطالبة موسمًا أقل ما يطلق عليه أنه موسمٌ تتغير فيه الأحوال وتتقلب فيه  الحياة  فتنشد أعصابها وتتنفس الصعداء ..
الامتحانات هاجسٌ يشكل إزعاجًا للطالبة في المذاكرة والمتابعة لتجعل لنفسها حالةً استثنائية فتعيش جل الطالبات الخوف عدا المتفوقات في حالاتٍ خاصة كالمواد الصعبة التي تحتاج إلى اهتمامٍ ومتابعةٍ أكثر تفاديًا لأي عقبة تؤثر في المعدل والتقدير والترتيب.وبالتأمل يلاحظ اهتمام كثيرٍ من الطالبات بالامتحانات أكثر منها من الدارسة الفعلية واكتساب المهارات والمعلومات لتتحول إلى غايةٍ وهدف بدلًا من كونها وسيلة إلى ما بعدها.

ابدئي بالدعاء
ابدئي الامتحانات بدعاء الله تعالى بالتوفيق؛ لتكون لديك شجاعة المواجهة وعدم القلق والارتباك مع فعل السبب بمراجعة درجات أعمال السنة والوقوف عند كل مادة وتحليلها تحليلًا رياضيًا سلبًا وإيجابًا لمعرفة الخلل مع تجهيز غرفة مستقلة بالمنزل للمذاكرة، وقطع كافة الاتصالات وخاصة (سماعة الهاتف) لعدم إضاعة الوقت، مع بذل المساعدة في خدمة الأهل بالمنزل واحتساب ذلك عند الله أن يجعله مفتاحًا لباب النجاح وتجدد الذهن وصفاء الفكر ليزداد البرنامج جمالًا بعشر دقائق تقرئين فيها القرآن الكريم أو تستمعين إليه بين فترات المذاكرة تتناولين، بعدها الشاي أو النعناع أو العصائر المتنوعة.

فالمذاكرة المتواصلة متعبة ومرهقة وفي حقل التجربة أنَّ  المشي أثناء الحفظ جيدٌ ومفيد ولكن لفترةٍ معينة.. ولكثرة المعلومات وضيق الوقت ضعي خطوطًا تحت الأشياء الهامة التي تكون موطن سؤال وما يُنسى ليس مهمًا وما يبقى في الذاكرة هو الأهم.

وسلي زميلتك المجتهدة عن الأشياء المُشكلة فعندها الخبرة الكافية بذلك أكثر منك ،ولا مانع من السهر اذا كان بقدر وتذكري وأنت بالليل (إن الله ينزل في ثلث الليل الأخير يجيب من دعاه) فلئن كانت دقة المذاكرة تضمن صحة الإجابة  فان الدعاء يضمن راحة النفس.

لا تكوني من هؤلاء
تأملي صباح أيام الامتحانات شحوب وجوه بعض الطالبات الذي يمنح أجواء المدرسة سكونًا تعلوه رهبة الأسئلة واللجان والتصحيح، لتتمادى الطالبة في التباطؤ في دخول القاعة لكسب المزيد من وقت المذاكرة، وإذا دخلت فما بين الكراسي والطاولات لتظفر بأي معلومة شاردة لتبدأ الرقابة الصارمة في دخول الإدارة والمعلمات ليعم الهدوء المخيف فتوزع الأسئلة في مشهد درماتيكي يتجدد كل يوم من أيام الامتحانات، فتستلم الطالبة الأسئلة وفي ذهنها تساؤلات..

اقرئي قبل الإجابة
أقرئي كل التعليمات في ورقة الأسئلة قبل الشروع في الإجابة مع تحسين الخط، فالمصححة تعاني من كثرة الإجابات وضيق الوقت وحين البداية ابدئي بسم الله الرحمن الرحيم، واقرئي جميع الأسئلة مرةً واحدة وابدئي بالأسهل لا الأول فهو عادةٌ قاتلة.

نظمي نفسك
حددي وقتًا للإجابة عن السؤال حرصًا على الوقت مع حسن عرض الإجابة حسب الأسئلة من حيث المقالية والموضوعية، وربما كان التخمين نافع حين العجز والإجابة بالمعنى ضرورة تقدر بقدرها في حين أنّ تسليم ورقة الإجابة لا يكون إلا بعد مراجعة لتخرجي من القاعة بنفسية هادئة يكمل اطمئنانها بعدم مراجعة الإجابة من الكتاب أو مع زميلة، لتبدئي المذاكرة وفق الجدول ليبارك بدعاء الوالدين بالنجاح.

لا تقلقي
(المؤمنون أقل قلقًا) عبارة صادقة أصدق منها قوله تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}  فعلاج القلق في ما بين أيدينا من وحي القرآن والسنة كيف لا، وكان صلى الله عليه وسلم (يعجبه الفأل)  فعلامَ تخاف الطالبة الرسوب وهي تعمل للنجاح وحينها تشعر الفتاة بالقوة الداخلية فلا تقتل أعمالها باسم الخوف من المستقبل.
شغل أوقات الفراغ.. العلاج الفاعل للقلق فالرّاحة البدنية لا تجلب إلا التفكير والهمَّ والحزن والقلق ومن لم تشغل نفسها أشغلتها فالمشغولة لا تقلق.. وخير ما يعين على دفع القلق المحافظة على الصلوات في أوقاتها والمحافظة على أذكار الصباح والمساء.. فهو حصن المسلمة والحارس لها والسلاح الفعّال في مواجهته مصاعب الحياة وأحداثها.

فما مضى فات.. والمستقبل غيب.. وللطالبة الساعة التي تعيشها وهي حقًا بين ثلاثة أيام:
اليوم الماضي الذي.. يحزنها..
واليوم القادم الذي.. يقلقها..
واليوم الحاضر الذي.. يطمئنها..
لما لا تجعله بدايةً للانطلاق فمهما اتسع الخيال عند الفتاة فلن يصبح حقيقة، ثم لا مانع من زيارة الطبيب النفسي للعلاج وأخذ المشورة.

حددي هدفك
فالعاقل يدرك بما وهبه الله من عقل، وما أودع فيه من فطرة، أن الكون الذي بُني على نظام دقيق، والإنسان الذي خُلق في أحسن تقويم، لابد أن يكون وراء خلقهما هدف عظيم وغاية سامية؛ وبالتالي فإن إضاعة الإنسان لأي وقت من حياته وإبقاءه في دائرة الفراغ والضياع يتنافى مع هذه الحقائق.
فلابد أن يجعل الإنسان لكل وقت من حياته هدفًا، ولكل عمل غاية، وأن يبرمج حياته على هذا الأساس، ولو تأمَّلت في سيَر الناجحين في الحياة؛ لرأيت أن النجاح في حياتهم كان بمقدار ما كانوا يرسمون لحياتهم من أهداف.

قال الحسن البصري عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله: (ما ظننت عمر خطا خطوة إلا وله فيها نية).
وقال معاذ رضي الله عنه: (إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي)؛ فحددي هدفك جيدا من الامتحانات عموما ومن كل مادة على وجه الخصوص هل تريدين الدرجة النهائية منها أم تريدين فقط النجاح أم ماذا؟؟

المصادر
أختي في الثانوية، عادل بن عبدالله العبد الجبار.
سيرة عمر، ابن عبد الحكم.
حتى لا تكون كلًّا، د.عوض القرني.
أميرة في الجامعة، هيام محمد يوسف.

JoomShaper