أحمد عباس
من الطبيعي أن تشعر الفتاة في مرحلة المراهقة والشباب بالحنين إلى حالة البراءة الكاملة التي كانت تتمتع بها طوال مرحلة طفولتها، لا سيما أن هذه البراءة إذا أصبحت صفة حقيقية غير متكلفة في شخصية الفتاة فإنها تكسبها المزيد من الرقة والجاذبية وتجعلها محبوبة بشكل أكبر داخل كل الأوساط والدوائر الاجتماعية التي تعيش في إطارها أو تتعامل معها.
وعلى الجانب المقابل تعاني الفتاة المتمردة التي تريد أن تتجاوز مرحلة الطفولة بشكل سريع وغير مبرر وتستشعر أنها وبمجرد عبورها إلى داخل سن المراهقة وبداية الشباب ضرورة التخلص من كل ملمح من ملامح طفولتها، تعاني من أنها تكون فريسة للكثير من الاضطرابات والضغوط النفسية فضلاً عن عدم قدرتها على التكيف بالشكل المناسب مع الواقع المحيط بها.
من المهم أن تدرك الفتاة في هذه المرحلة الحساسة من مشوار عمرها أن احتفاظها بسمات البراءة وإحساس البراءة وقيمة البراءة سيكون من أهم عوامل حماية شخصيتها وعبورها بأمان وسلام إلى مرحلة الشباب، وأن تتفهم أن هذه البراءة تعني في حقيقتها التمسك بمعنى الطيبة والعطف والحنو على الضعفاء والمحتاجين والصغار وفي الوقت نفسه احترام الكبار وتقديرهم والقدرة على العطاء وفعل الخير وعدم الركون إلى حالة الأنانية أو الرغبة في الاستغلال.
عليك كفتاة مراهقة أو في بداية مرحلة الشباب ألا تنسي حقيقة مهمة وهي أن الشخصيات القادرة على الاحتفاظ بسمة البراءة في كل مراحل حياتها هي شخصيات نادرة وغالية وقادرة على عبور الصدمات وتجاوز الضغوط والانتصار على الأحزان التي تحملها ابتلاءات الحياة.
وتذكري أن من أهم العوامل التي يمكن أن تساعدك على التحلي بالبراءة أن تكوني على الدوام قادرة على العودة إلى شخصيتك وألا تجرفك العلاقات الاجتماعية المتعددة، لأنك إذا كنت على الدوام أسيرة لصديقاتك ولا تستطيعين أن تجدي مساحة من الاختلاء بالنفس فإنك لن تستطيعي أن تتذكري المعاني والقواعد الرئيسة لحالة البراءة، وبالتالي فإن الخطوة الأولى التي تساعدك على أن تتصف شخصيتك بحالة البراءة هي أن تسمحي لنفسك بهامش من الوقت يجعلك قادرة على التفكير والإحساس بشكل مستقل وألا تنجرفي مع التيار السائد المحيط بك.
من الضروري كذلك ألا تنسي أهمية الوفاء بواجباتك والتزاماتك تجاه المقربين منك، لأنك متى استطعت أن تكوني عند حسن ظن والديك بك وكذلك متى استطعت أن تلتزمي بتقديم كل أشكال الحب والعطف لإخوتك الأصغر منك عمراً، ستكونين أكثر قدرة على الاحتفاظ بسمات البراءة والطيبة.
يجدر بك أيضاً أن تكوني على أعلى درجة من درجات التهذيب وحسن الخلق في التعامل مع الآخرين فلا يمكن تصور أن فتاة تتسم بصفة البراءة بشكل حقيقي بينما هي تتعامل بفظاظة أو خشونة أو حدة مع الآخرين الذين ربما تكون على خلاف معهم في بعض وجهات النظر أو الذين يتسببون لها في بعض المضايقات والضغوط.
من الأمور التي تفيدك كذلك في الحفاظ على حالة البراءة أن تتمسكي على الدوام بالنظرة المتفائلة تجاه المستقبل، واحذري من الفخ الذي تقع فيه الكثير من المراهقات والمتمثل في الشعور باليأس والإحباط أو الرغبة في الانتقام وإيقاع الأذى النفسي بالآخرين سواء من خلال تحميلهم اللوم عن كل شيء مهما صغر أو أو كبر من خلال مباغتتهم على الدوام بردود الأفعال غير المتوقعة، وتأكدي أن تمسكك بالتفاؤل والابتسامة المشرقة والتطلع إلى مستقبل أفضل سيكون بمثابة الحاضنة المناسبة لحالة البراءة المبتغاة.
لماذا لا تكونين بريئة؟!
- التفاصيل