البريق العابر

القدرة على إجراء تعديلات على الشخصية لابد أن تكون واحدة من المهارات التي تستطيعين تنميتها في مرحلة المراهقة وبداية مرحلة الشباب، لأن الفتاة التي تتمتع شخصيتها بالمرونة الكافية لقبول التغييرات والتعديلات سواء فيما يتعلق بالأفكار ووجهات النظر والطباع وردود الأفعال، ستكون في المستقبل إنسانة ناجحة متميزة، والقدرة على تعديل الشخصية بقدر ما يمثل تحدياً بقدر ما يحمل مكافأة في طياته لأنه يساعد على إحراز المزيد والمزيد من الأهداف في مشوار الحياة.

الحديث في هذا المقال ينصب على محاولت إدخال تعديلات معينة على شخصيتك من أجل التوافق مع صديقة مقربة منك تريدين أن تكوني أكثر توافقاً معها أو من أجل المزيد من التفاهم والانسجام مع الإنسان الذي أصبحت مرتبطة به من خلال الخطوبة على سبيل المثال.

رغبتك في إجراء تعديلات معينة على شخصيتك لتكوني أكثر توافقاً وانسجاماً مع من تحبين، قد يجعل الكثيرين يضعون علامات استفهام حولك وقد يصل الأمر بالبعض إلى حد مهاجمتك أو السخرية منك، لكنك لابد أن تدركي أن المرونة والقدرة على تعديل الشخصية ليس نقطة ضعف المهم أن تكون هذه التعديلات الشخصية مرتبطة بشكل أكبر بالسلوك والتصرفات وليست منصبة على القناعات والأفكار والرؤى والقيم الأخلاقية الأساسية.

 

طالما أن محاولة تعديل بعض جوانب شخصيتك ستكون مرتبطة بشخصية معينة فمن المهم أن تسألي نفسك في البداية عن جدوى إجراء هذه التعديلات المقترحة على شخصيتك، وعن مدى استعداد الطرف الآخر لتفهم حجم الجهد الذي تبذلينه من أجل إكساب نفسك بعض الطباع الجديدة أو التخلص من طباع وسمات موجودة بالفعل في شخصيتك، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة التنفيذ الفعلي لعملية التعديل والتي من الضروري أن تتسم بالتدرج والانسابية حتى لا تشعري بحالة من فقدان التوازن والاضطراب.

 

من الضروري أن تكون لديك رغبة ذاتية في إجراء هذه التعديلات على شخصيتك بحيث لا تكون مرهونة فقط بالطرف الآخر الذي تسعين إلى تحقيق هذه الدرجة من التفاهم والتوافق مع طباعه، لأنك إذا فقدت هذه الرغبة الذاتية المحركة داخلك ثم بدا لك أثناء محاولة تعديل شخصيتك أن هذا الطرف الآخر لا يستجيب على النحو المأمول أو صدرت عنه ردود أفعال من شأنها أن تصيبك بالإحباط ستكون تداعيات ذلك عليك شديدة الخطورة وقد تقدمين على ارتكاب تصرفات تندمين عليها في المستقبل.

 

يجب عليك في سياق رحلتك لإجراء تعديلات إيجابية على شخصيتك أن تكوني قادرة على إيجاد البيئة الاجتماعية والنفسية التي تسهل عليك المهمة، ومن أمثلة ذلك أنك قد تقررين العزم على تقليل سمة الانفتاح على المحيط الجتماعي والرغبة في توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية رغبة منك في إرضاء الإنسان الذي تريدين الارتباط به مستقبلاً، ففي هذه الحالة يكون من غير المنطقي أن تحاولي تعديل هذه السمة في شخصيتك بينما أنت تواصلين على أرض الواقع فتح آفاق جديدة للعلاقات الاجتماعية من خلال الاشتراك في أنشطة جديدة متنوعة أو إعطاء الفرصة لمزيد من الاحتكاك بالصديقات والجارات والقريبات وغير ذلك.

 

يجب كذلك أن تتفهمي أن تعديل بعض الجوانب في شخصيتك لا يضمن لك التوافق الكامل مع شخصية من تحبين، لأن هذا هو أحد العوامل المهمة والمؤثرة فقط لكنه لا يسيطر على المشهد بشكل كامل، إذ تحتاجين إلى أن تتحلي بالصبر والهدوء والذكاء والتوكل على الله

JoomShaper