لها أون لاين

نتعرض بصفة مستمرة للعديد من المشكلات، لكن الطريقة التي نتعامل بها مع المشكلة هي التي ستحدد ما إذا كنا سنتغلب عليها أو نجعلها تسيطر على حياتنا. وهنا عليكِ أن تدركي أن تجاهل المشكلة، سيعوق تقدمك وسيرك للأمام. فلا تتركي الصعاب أو التحديات التي تواجهك تتحول إلى عراقيل ومشكلات ضخمة.

عندما نتعرض لمواقف يصعب التعامل معها، من المغري أن نتجاهلها ولا نتعامل معها. فدائماً ما يكون الطريق الأسهل والأقل مقاومة الأكثر جاذبية، كما قد يبدو الجهد المطلوب للتعامل مع المشكلة في بعض الأحيان كبيراً وهائلاً، فنلجأ إلى التجاهل. لكن في الواقع، لا تكون المشكلة كبيرة، وكل ما عليكِ هو الاعتراف بها. والمشكلة الحقيقية تكمن، في عدم الاعتراف بوجود مشكلة بالفعل.

مخاطر عدم التعامل مع المشكلات الخاصة بك

عدم معالجة المشكلات التي تتعرضين لها، سوف يجعلها تنمو أكبر وسيكون من الأصعب حلها. فهي مثل الحشائش التي تنمو في حديقة جميلة. إن لم نعترف بها ونقتلعها مبكراً بما فيه الكفاية، سوف تهيمن على الحديقة وتخنق الزهور الجميلة الموجودة بها. وسوف ننسى مع الوقت أنه كان هناك حديقة جميلة.

ثانيا، عندما تتجاهل المشكلات، قد تتحول لشيء عادى وطبيعي، أي ستصبح المشكلة جزءاً من أسلوب ونمط حياتك. فهناك العديد من المواقف والظروف غير الطبيعية في حياتنا، ولكننا قد اعتدنا عليها، وأصبحنا نتعامل معها براحة كبيرة لدرجة أننا لا نرى أن هناك أي حاجة للتغيير. فمن الممكن بالنسبة لكِ أن تعتادي على الفقر والحرمان، أو على الإخفاق والفشل، لكن تجاهل المشكلة لفترة طويلة، يحولها إلى شيء عادي، ولن تصبح مشكلة بالنسبة لكِ. لكن المشكلة هي أنكِ لن تعيشي الحياة التي يجب أن تعيشينها.

إذن، كيف تتعاملين مع المشكلة؟

1- تغيير طريقة تفكيرك

الطريقة الأولى والأفضل للتعامل مع المشكلة، هي تغيير الطريقة التي تفكرين بها حيال المشكلة. "فإن الطريقة التي ترين بها المشكلة، هي المشكلة في حد ذاتها". فكري في الأمر على أنه مجرد "تحدى" بدلاً من التفكير فيه على أنه مشكلة؛ لأن كلمة مشكلة، تجعل الطريق أمامك يبدو مسدوداً ومستحيلاً، كما أنها لا تدع مجالاً للتوصل لأي حلول. بينما عند التعامل مع الأمر على أنه تحدي، فإنه يعطي لعقلك المساحة للتفكير في كيفية حل المشكلة. فإذا رأيتها على أنها عقبة مؤقتة، فمن المرجح أن تشعري بالقوة وتكوني قادرة على التعامل معها.

 

2- التركيز على النتيجة المرجوة

هناك طريقة ثانية للتعامل مع المشكلة، وهي التركيز على الحل بدلاً من المشكلة نفسها. فالتركيز على مشكلة ما بشكل  كبير قد يجعل من المستحيل حلها؛ لأن هذا التفكير سيعمل على تضخيم المشكلة في عقلك، ويحجب أي حلول ممكنة. بدلاً من ذلك حاولي التفكير حول شكل وطبيعة حياتك عندما تنتهي هذه المشكلة. هذا سيساعدك على الإبداع، وسيتوصل عقلك إلى حل بشكل أسرع.

تغيير وجهة نظرك بالمشكلة

وفقا لألبرت أينشتاين "لا يمكنك حل مشكلة بنفس طريقة التفكير التي تسببت في حدوث المشكلة." مما يعني أن الطريقة الثالثة للتعامل مع المشكلة، تكمن في تغيير وجهة نظرك حيال المشكلة. يمكن القيام بذلك من خلال أن تفصلي نفسك عاطفياً عن المشكلة. حاولي النظر إلى المشكلة كمراقب محايد، وليس كشخص مرتبط بها. هذه الطريقة ستجعل المشكلة تبدو أقل صعوبة، وسوف تساعدك  أيضاً في إيجاد الحلول الممكنة. لكن عندما تكونين مرتبطة بالمشكلة، فإنها تحجب عنكِ الحكم السليم عن الأمور، وتقيد إبداعك لحلها.

 

تحلي بالحس الفكاهى والروح المرحة

أخيراً، أضحكي على مشاكلك؛ الكل يفعل ذلك. من المهم أن تدركي أن أي مشكلة، مهما كانت كبيرة، يوجد لها حل، وأنها ليست نهاية الحياة كما نظن في كثير من الأحيان. وطالما أنتِ على قيد الحياة، فلا توجد مشكلة بدون حل. استمتعي بالحياة، ولا تنخرطي في مشاكلها. وحدها العقلية الحرة والمرحة تساعدكِ على التعامل مع المشكلات الخاصة بك. لذا، تطلعي إلى الأمام بكل ثقة، استمري في التركيز على ما تريدين، وليس على العقبات الموجودة في طريقك. لا تجعلي المشكلات تقيدك، واتركي أحلامك تقودك.

JoomShaper