أم عبد الرحمن محمد يوسف

في هذا المقال نتكلم عن تنظيم الوقت أوقات الامتحانات ونصائح سريعة أيضا للفتيات في تلك الأيام العصيبة التي يصل فيها قلقهم إلى منتهاه..

الوقت والحياة

الوقت هو الحياة، وهو أغلى ما يملك الإنسان، وهو رأس مال الإنسان، وبقدر استثماره لأوقات عمره تكون قيمته، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على قيمة الوقت؛ فقال: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه؟ وعن علمه فيما فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟ وعن جسمه فيما أبلاه؟).

ومن صفات الوقت أنه مورد محدود، فهو المساحة من الزمن التي تبدأ من يوم ميلادك وحتى وفاتك، ولا تملكين في حياتك إلا العمر الذي قدَّره الله لك، وإنما أنت كما قالت رابعة لسفيان: (إنما أنت أيام معدودة؛ فإذا ذهب يوم ذهب بعضك، ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل، وأنت تعلم فاعمل).

ومن سمات الوقت أنه لا يمكن تعويضه، فكل يوم يمضي وكل ساعة تنقضي وكل لحظة تمر لا يمكن استدراكها أو تعويضها.

ويُعتبر سوء استغلال الوقت من أعظم أسباب الفوضوية في حياة الإنسان، (وما أُصيب العاقل بمثل مصيبة ضياع الأوقات؛ لأن اللحظة التي تمر لن تعود أبدًا، وكما ورد في الأثر، أنه ما من يوم ينشق فجره إلَّا ومنادٍ ينادي: (يا ابن آدم، أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد، لا أعود لك إلى يوم القيامة فتزود مني بخير)، فالعاقل يدرك أن الزمن هو أنفاسه التي تتردد، وأن الدقيقة إذا مضت وانقضت فهي نقص من حياته، كما قال الشاعر:

دقات قلب المرء قائلة له      إن الحياة دقائق وثوانٍ

ولذلك ينطلق العاقل في حياته مستثمرًا لكل لحظة منها أجدى وأفضل استثمار؛ لعلمه أن الله سيسأله عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيمَ أبلاه؟

أما أهل الفوضى والبطالة فليس في حياتهم أرخص من الأوقات يقضونها في اللهو والتوافه، لا يعتنون بها، ولا يفكرون في استغلالها، بل يتنادون لقتلها، وما علم المساكين أنهم يقتلون أنفسهم، وكما قيل: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وما فاز وسبق فرد أو أمة على غيره إلَّا بإدراكه لقيمة الوقت ومبادرته للاستفادة منه بكل ما يستطيع.

وما أعظم ما قاله أحد السلف لآخر حين دعاه إلى بعض ما تضيع به الأوقات، فقال له: (أوقف الشمس حتى أستجيب لك).

والنفس إذا تعودت الحرص على الأوقات واستغلالها فيما ينفع ويفيد؛ دفعها ذلك إلى تنظيم جميع أمور الحياة التي ظرفها الزمان، ولتكن حكمتك: "الوقت هو الحياة فلا تضيعها، وساعد غيرك على الاستفادة منها").

كيف يضيع وقتك:

العكوف على مشاهدة القنوات الفضائية، والجلوس لفترات طويلة على الإنترنت.

الإكثار من النوم عن الحد الطبيعي.

كثرة الخروج، وقضاء جل الأوقات في النزهات دون تقنين.

الانشغال بالثرثرة في الهاتف مع صديقاتك.

الانشغال بصنع جداول نظرية للمذاكرة دون إيجاد أي واقع عملي لها.

عدم التركيز في أثناء المحاضرات؛ وبالتالي يستلزم ذلك فترة أطول في المذاكرة.

عدم تحديد أوقات المذاكرة وتركها للارتجالية والعشوائية.

الشرود الذهني أثناء المذاكرة؛ مما يجعل وقت المذاكرة بلا فائدة، ويمر الوقت هباء.

التسويف وتأجيل عمل اليوم إلى الغد؛ مما يؤدي لتراكم المواد المراد استذكارها.

عدم تنظيم أوقات النوم والخروج.

كيف تنظمين وقتك:

1- أعدِّي قائمة بأعمالك اليومية في مساء اليوم الذي قبله، واحتفظي بهذه القائمة، وكلما أنجزت عملًا فضعي عليه علامة بالقلم.

2- أوجزي عبارات الأعمال في الورقة بما يُذَكِّر بها فقط.

3- قدِّري لكل عمل وقتًا كافيًا، وحددي بدايته ونهايته.

4- قسِّمي الأعمال تقسيمًا جغرافيًّا؛ بمعنى أن كل مجموعة أعمال في مكان واحد أو في أماكن متقاربة تُنجز متتالية؛ حفظًا للوقت.

5- اجعلي قائمتك مرنة؛ بحيث يُمكن الحذف منها والإضافة إليها إذا استدعى الأمر ذلك.

6- اتركي وقتًا في برنامجك للطوارئ التي لا تتوقعينها؛ مثل صديقة تأتيكِ دون موعد مثلًا.

7- بادري لاستغلال بعض هوامش الأعمال الطويلة لإنجاز أعمال قصيرة؛ مثلًا: عندما تستقلين وسائل المواصلات اقرئي في بعض المحاضرات.

8- عندما يكون وضع برنامجك اليومي اختياريًّا، نوِّعي أعمالك لئلا تصابي بالملل، فاجعلي جزءًا منها شخصيًّا وآخر عائليًّا، وثالثًا خارج البيت ... إلخ.

9- اجعلي جزءًا من برنامجك اليومي لمشاريعك الكبيرة؛ كتطوير ذاتك وثقافتك والتفكير الهادئ لمشاريعك المستقبلية، وأمثال ذلك.

10- حبذا لو صممتي استمارة مناسبة لكتابة برنامجك اليومي عليها، ثم صوَّرت منها نسخًا ووضعتِها في ملف لديك، وجعلتِ لكل يوم منها واحدة.

11- قسِّمي أهداف العام الدراسي إلى أهداف شهرية وأسبوعية ويومية، فحددي زمنًا لكل مادة خلال شهور "التيرم"، ثم قسِّميها إلى كمٍّ شهري، ثم إلى أسبوعي ثم إلى يومي.

12- تذكري أن التركيز يوفر لك كثيرًا من الوقت.

13- ترتيب الأولويات: فهذا أمر أساسي في تنظيم الوقت؛ حيث أن الوقت قد يضيق عن تحقيق كل ما تريدين عمله؛ ومن ثَم لابد من ترتيب الأولويات حتى لا يفوتك إنجاز أكثر الأعمال أهمية.

نصائح عملية للمذاكرة:

احذري:

(1-          السهر وعدم الراحة: فالكثير من الطالبات يعتقدن أن السهر من أهم أسباب النجاح، وهذا غير صحيح؛ لأن الجسم يحتاج إلى قسط من الراحة، حتى يتمكن الذهن من الاستيعاب.

2- كثرة تناول المنبهات: سواء أكان الشاي أو القهوة أو كان بعض أنواع الحبوب، وكل هذه الأمور لها تأثير سلبي على الجهاز العصبي؛ مما يؤدي إلى قلة النوم وكثرة الصداع والتوتر، وزيادة نسبة (النرفزة) وكل ذلك يؤثر في الذاكرة والفهم.

3- الدراسة الجماعية: وهذه من أسوأ العادات التي انتشرت بين الشباب، والذهن حتى يستوعب يحتاج إلى جو هادئ لا توجد فيه مقاطعات من هنا وهناك، والدراسة الجماعية أيام الامتحانات تكثر فيها المقاطعات، فهذه تجر إلى حديث جانبي، وهذه تلقي نكتة، وهكذا ...

4- المذاكرة في أماكن غير مناسبة: مثل غرفة النوم؛ حيث أنها تُذكِّر بالنوم، أو المذاكرة في مكان التليفزيون، وغيرها من الأماكن التي ارتبطت في أذهاننا بقضايا غير المذاكرة).

احرصي على:

1- قراءة شيء من القرآن قبل المذاكرة؛ فطاعة الله مفتاح العلم، وبركة قراءته نفعها غير محدود.

2- (عدم الاستمرار أكثر من ساعة متواصلة أثناء المذاكرة، فلابد من أخذ قسط من الراحة لمدة عشر دقائق، تقومين فيها ببعض الحركات لتنشيط الأطراف وذلك لتحريك الدم.

3- إذا أحسست ببعض النعاس وكان الوقت هو وقت النوم؛ فاذهبي وخذي حقك من النوم، وإذا لم يكن وقت النوم فاذهبي وتوضئي لتنشطي، وغيري مكان دراستك.

4- ضعي خطوطًا حمراء وزرقاء وخضراء تحت العبارات المبهمة، ثم ضعيها في كروت، ملخصة بذلك أهم الأمور في الفصل، وحاولي القيام بذلك في جميع الفصول، لترجعي إلى هذه الملخصات أيام المراجعة الثانية أو قبل يوم الامتحان.

5- اذهبي لمن هي في مرحلتك، واتفقي معها بعد دراسة أي فصل أو الكتاب كله على أن تضع لك أسئلة، وتضعي أنت لها أسئلة، وتقوم كلٌّ منكما باختبار الأخرى شفويًّا أو تحريريًّا.

6- ادرسي أسئلة الاختبارات في الأعوام السابقة دراسة متأنية، وركزي على ما ركز عليه أستاذ المادة أثناء شرحه لها.

7- لا تستسلمي لوساوس الشيطان بأنك نسيت كل ما درست، فإن المعلومات جميعها مخزنة بالذاكرة، فقط ركزي بهدوء تسترجعي المعلومات).

هام جدًّا: استخدمي الخريطة الذهنية:

(وهي وسيلة تعبيرية عن الأفكار والمخططات بدلًا من الاقتصار على الكلمات، وتُستخدم كطريقة من طرق تحسين الذاكرة، وتعتمد على الذاكرة البصرية في رسم توضيحي سهل المراجعة والتذكر بقواعد وتعليمات ميسرة.

وتقوم على رسم دائرة تمثِّل الفكرة أو الموضوع الرئيسي، ثم ترسم منها فروعًا للأفكار الرئيسية المتعلقة بالموضوع، ويُكتب على كل فرع كلمة للتعبير عنه، ويمكن وضع صور رمزية على كل فرع تمثِّل معناها وترسخه في الذهن، مع استخدام الألوان المختلفة للفروع المختلفة، حتى تكون في النهاية شكلًا أشبه بشجرة أو خريطة تعبِّر عن الفكرة بكل جوانبها).

وبهذه الطريقة عزيزتي تثبتين في ذهنك ملخصًا للفصل أو المادة، تسترجعين من خلال عناوينه الرئيسية ما يندرج تحته من معلومات، وهناك العديد من البرامج التي يمكنك الاستعانة بها على جهاز الكومبيوتر، لاستخدامها في عمل الخرائط الذهنية.

المصادر:

وفيات الأعيان، ابن خلكان.

حتى لا تكون كلًّا، د.عوض القرني.

رسائل سريعة إلى الشباب والشابات، عبد الحميد البلالي.

شباب جنان، د.خالد أبو شادي.

أميرة في الجامعة....هيام محمد يوسف.

JoomShaper