ستوكهولم- خدمة قدس برس
حذرت باحثة سويدية من أن التنمر الذي قد يتعرض له الأطفال والمراهقون عبر الأجهزة الإلكترونية، يعد أكثر خطورة مما قد يواجهونه من اعتداءات مباشرة في البيئة المدرسية.
التنمر الإلكتروني...اعتداء أشد خطورة
وتقول البروفيسور آن فرايزن، المختصة بعلم النفس من جامعة جوثنبرغ السويدية:" إن ضحايا التنمر عبر الشبكة العنكبوتية – أو مايُسمى سايبر بوليينج- ليس لهم ملجأ، فهم قد يتعرضون للتحرش باستمرار عبر الرسائل القصيرة والمواقع الإلكترونية، فتنتشر المعلومات بسرعة كبيرة، وقد يكون من الصعب إزالتها"، هذا بالإضافة إلى أنه يصعب التعرف إلى المعتدي في أغلب الأحيان، وفقاً لما أشارت.
وترى (فرايزن)، وهي عضو في مجموعة بحثية أوروبية تسعى إلى دراسة التنمر الإلكتروني، أن هذا النوع من التنمر قد يكون أكثر خطورة من التنمر التقليدي، إذ أن ضحايا الأخير يتخلصون من المضايقات خلال الفترات المسائية وفي أيام العطلة، أي في الأوقات التي لا يتواجدون فيها في بيئة المدرسة، فيما قد تتواصل "المضايقات" الإلكترونية لفترات أطول.
البيئة المدرسية...ارتباط وثيق
وتشير الباحثة إلى أن التنمر الإلكتروني يحدث عندما ُتستخدم التقنيات الحديثة مثل -الحاسوب و الهواتف الخليوية - لمضايقة بعض الأشخاص أو التنمر عليهم، حيث يلجأ المعتدي إلى استعمال الرسائل النصية القصيرة أو البريد الإلكتروني أو غرف المحادثة أو المجتمعات الإلكترونية لبث رسائله.
وبحسب ما أوضحت؛ تبين أن هناك صلة بين التنمر الإلكتروني والبيئة المدرسية؛ إذ تقدر نسبة الطلبة الذين يتعرضون للتنمر الإلكتروني، في المرحلة ما بين الصفين السابع والتاسع، بنحو عشرة في المائة، وفي أغلب الأحوال ينتمي المعتدي والضحية إلى المدرسة ذاتها.
وتنوه المختصة بعلم النفس إلى أن التنمر عبر الانترنت قد يكون أكثرسهولة، فهو ُيمكن المعتدي من حجب هويته، ويتيح للأشخاص الضعفاء بالتنمر على الأقوياء، وهو أمر غير شائع في الظروف التقليدية.
دور الوالدين...الوعي والتوعية
وعن دور أولياء الأمور في وقف ما يتعرض له الطلبة من اعتداءات، تعتقد فرايزن بأن على الآباء والأمهات أن يقدموا مثالاً جيداً في الحرص لأبنائهم، حيث تقول:" لا يجدر بالبالغين أن يتعاملوا بسذاجة مع ما يقدموه عن أنفسهم عبر الانترنت، مثل الصور، فهم يشكلون مصدر ايحاء بالنسبة للأطفال."
مشيرةً إلى أنه من الجيد أن يبدي الوالدان اهتماماً بهذا الشأن، وأن يطلبوا إلى أطفالهم إطلاعهم على المواقع الإلكترونية التي يحبون زيارتها، دون اللجوء إلى منعهم من الدخول إليها، بل ينبغي عليهم عوضاً عن ذلك أن يعلموهم كيف يتصرفون عند زيارتها.
كما تؤكد الباحثة على ضرورة تجنب توجيه اللوم للضحية، باعتبار أن لا ذنب لها فيما تتعرض له، فالمهمة الأساسية هنا هي مساعدة هؤلاء الضحايا لوقف تلك المضايقات.