عبدالله بلال العبدالرحمن
خصائص مرحلة المراهقة التي يمر فيها أبناؤنا اليوم، أصبحت كثيرة ومتنوعة، طفرة في السلوك، الاحساس بالغرور والقوة، اختلاف الانتماءات لديه، العاطفة الحساسة المصاحبة بالعناد والمجادلة، تقلب المزاج، سرعة اتخاذ القرار، العصيان المتكرر، وللأسف أن اغلب اولياء الامور تكونت في عقولهم مفاهيم مغلوطة اجتررناها من من كانوا قبلنا دون التمعن فيها والتحقق منها، ومنها كلمة (مراهق)، كلمة اصبحت تؤرق اولياء الامور وتجعل لديهم توجسا وخيفة من هذه المرحلة، وذلك بسبب تركيز الآباء على السلبيات دون النظر للإيجابيات حتى وان كانت قليلة.
إنها من اجمل وأمتع مراحل العمر، فيها تتكون شخصية الانسان من الناحية النفسية والجسدية والفكرية، فرحم من قال التعلم في الصغر كالنقش على الحجر، حكمة نسمعها على الدوام من الأجداد

والآباء والأساتذة وربما حتى في الأماكن العامة للاستدلال بها على براعة الأشخاص وإبداعهم في اتقان مهنة ما أو حرفة معينة منذ نعومة اظفارهم وقبل الموعد الطبيعي لما يقومون به.
إذا لنغير هذا المفهوم الخاطئ القاتل في معظم الاحيان لإبداعات ومهارات الأبناء، ولنتعامل مع مشاكل أبنائنا بأسلوب إيجابي يقرب ولا ينفر، كما انه يجب استغلال كل المواقف السلبية من الأبناء بتحويلها الى انجازات ايجابية، وهنا يكمن فن التعامل مع المراهقين.
لنتخيل معكم أحبتي صورا من الصور والأمثلة التي قد تحدث مع أبنائنا في محيط الاسرة، هب أن ابنتك قد قامت بعمل كوب من الشاي وجاءت وقدمته لك، غير أنها قد نسيت ان تضع فيه السكر، فردة الفعل السلبية من الاب تجاه ابنته بعدم رضاه ورغبته في تناول لشاي، هو اغلاق الباب تماما لاستغلال المهارات والابداعات التي كان يمكن ان نخلق ونهيئ بها بعض الجوانب الايجابية لسيدة المستقبل، من الضروري التركيز على الايجابيات في هذا المثال لتفعيلها وتنميتها، ومنها أن البنت لأول مره تدخل المطبخ وتقوم بعمل دون أوامر وتوجيه من احد أو حتى ارشاد من الام، اهتمامها بأبيها والحرص على تقديم له ما يحب، (امدح على قليل الصواب يُكثر الممدوح من الصواب) ، اجعل الخطأ هيناً يسيراً وابن الثقة في النفس للإصلاح، وتذكر دائما أن هذا الجيل يتعامل بعواطفه أكثر من عقله.
بيِّــن رأيك الإيجابي في أبنائك، لأن المراهق يحب أن يسمع منك كلمة ثناء على أي عمل يقوم به، فلا تحرمهم من كلمة لطيفة تبين موقفك تجاههم، تأسف وبادر بالاعتذار أولاً لتعلمهم سلوك الاعتذار وثانياً لترد إليهم كرامتهم، فالمراهق ولو كان صغيراً يُحب أن يُحترم من قبل الكبار، زين ألفاظك وعباراتك معهم، فالكلمة الطيبة صدقة.
وأخيرا وليس أخرا ليس لأبنائنا بعد الله غير اسرتهم وآبائهم وذويهم، لنكن خير عون لهم والاهتمام بهم والأخذ بيدهم ليتجاوزوا مصاعب الحياة فهم زينة الحياة الدنيا كما قال ربنا سبحانه وتعالى وهم من سيدعون لنا بعد فراق دار الفناء الى دار البقاء.
والسلام ختام يا كرام..

JoomShaper