يتصرف المراهقون بعدوانية وانعزالية وتكتم ووقاحة لكن هذا لا يعني أن ابنك المراهق لا يحتاجك .إليك ما يقوله الخبراء عن ما الذي يأمل ولدك المراهق أن تعرفيه.
أريدك أن تسأل كيف كان يومي
يقول الطبيب النفسي والمحاضر في جامعة براون ستيفان هارسيلي « حتى لو لم يكن في إجابة المراهق حماس وثقة لكنهم ما يزالوا يريدون أن يكون الأهل مهتمين بما حصل معهم في ذلك اليوم. ولان الأهل يجدون صعوبة في كسر الجمود والحاجز بينهم وبين أبناءهم خاصة إذا قام المراهق بصد محاولاتهم السابقة اقترح الطبيب هارسيلي بداية للحوارات وأوضح» استمر في سؤاله عن كيف كان يومه واجعله روتينا يوميا في حياتك ولتكون توقعاتك بإجابتهم لك منخفضة فيمكنك سؤاله في السيارة أو على مائدة العشاء أو في المنزل «ما أفضل شيء حصل معك اليوم؟» أو «ما أسوأ شيء حصل معك اليوم؟»
أريدك أن تسألي عن أصدقائي
«يريد المراهقون من آباءهم أن يكونوا فضوليين بما يتعلق بأصدقائهم وأن يتساءلوا من هم ويجب أن يدرك الآباء أن علاقات الصداقة عند المراهقين هذه تحتل الصدارة وسيكون صديقهم محور حياتهم وعليهم أن يتذكروا كيف كانت علاقتهم بأصدقائهم مهمة لهم عندما كانوا مراهقين , وكيف كانت أقوى من علاقتهم بأقربائهم وهو انتقال طبيعي فمساعدة ابنك المراهق في التحكم بتدفق مشاعره هو وسيلة لتنشئة طفل ذكي عاطفيا.
وقال الطبيب النفسي دنيس برافيندر في جامعة ميشيغان «حتى لو لم يقولوها بصراحة فالمراهقون لا يزالوا يقدرون ويهتمون بآراء آباءهم ويتطلعون إليهم حتى لو لم يظهروا ذلك لهذا من المهم أن يكون الآباء قدوة لأبنائهم في تلك المرحلة ففي بعض الأحيان تصرف بسيط كقيادة السيارة بالسرعة المسموحة مهم.»
لأعرف لماذا أتصرف هكذا
يستمر الدماغ البشري في التطور حتى سن 25 أو 26 وآخر منطقة تتشكل قشرة الفص الجبهي وهي المسئولة عن التخطيط والمنطق والتفكير ويشرح الطبيب هارسيلي» هذا يفسر لماذا يقوم المراهقين بقرارات متسرعة وطائشة فهم لا يجدون تفسيرا لماذا يقومون ببعض التصرفات وعادة ينظرون لما فعلوه سابقا ويندمون ويصفون تصرفهم بالغباء لكن في اللحظة التي فعلوه بها لم يكن لديهم رؤية للتفكير بالتبعات.»
أنا أعرف كل ما يجري في المنزل
أضاف الطبيب برافيندر معظم المراهقين يقولون» أنا على علم بكل ما يحصل في هذا المنزل أكثر مما تظنون» فإذا كان الآباء يعانون من مشاكل في حياتهم الزوجية أو كان هناك اختلاف على الحدود التي يضعونها لتربية أبناءهم يمكن للمراهقين تميز ذلك فبوجودهم تقل الأسرار المنزلية وتتعدى المشاعر والمزاج فهم يعرفون رقم الخزنة وأين تخبأ سلاحك والرقم السري لبطاقة الصراف الآلي لهذا يجب أن يعرف الأهل أن الحوار المفتوح في العائلة فيما يتعلق بالمشاكل الأسرية أو المالية أمر بالغ الأهمية .
احتاج لأحد يفهمني
أكثر ما يحتاجه المراهق هو أن يشعر بأن والداه يفهمانه ولا يحكمان عليه فعندما يشعر المراهق أنه يتم الحكم على تصرفاته سيصبح معارضا ومخادعا بشكل متزايد ومع ذلك كلما شجع الأبوين المراهق على التعبير عن مشاعره دون يشعر بأنه سيتم الحكم على تصرفاته كلما تحدث بصراحة وصدق أكبر عما يحصل في عالمه.
فعلى الآباء أن يفسحوا مجالا للمراهق في التعبير عن أنفسهم دون أن يشعروا بالخوف من أن يتم معاقبتهم بسبب صراحتهم وكلما فعل الآباء ذلك أكثر كلما شعر المراهق براحة للتحدث أثناء إليهم.
أحتاج لوضع القواعد والحدود
ليس من الخطأ أن تكون صديقا لابنك لكن المشكلة إذا تعارضت هذه الصداقة مع وضع القوانين أوضح الطبيب هارتسي»لا يعترف المراهقون بذلك, لكنهم بحاجة ماسة إلى قواعد وقوانين وحدود فإذا كانا المراهق يعيش دون قواعد وحدود يمشي عليها سيكون وضعه أشبه بشخص بالغ يبدأ عملا جديدا دون أن يكون لديه أدنى فكرة عن ماهية المعايير أو التوقعات مما يتسبب له توترا عظيما.
كيف يبدأ الأهل ؟ عليهم وضع حدود تتعلق بالأمان مثل الابتعاد عن المخدرات والكحول وهي الأسهل بالنسبة للوالدين ويجب أن تتذكر دوما أن وضع القوانين ليست تجربة سلبية فنحن فالاعتقاد السائد دائما أن القوانين و القواعد وجدت للعقاب لكن ليس عليها أن تكون كذلك فإعطاء الأطفال مسؤولية أكبر تعني امتيازات أكبر مثل قضاء أوقات اكبر على مواقع التواصل الاجتماعي أو اختيار مطعم لعشاء العائلة.
أحتاجكم لتدعموا أحلامي
مساعدة الأهل للمراهق في تصور أهدافهم والبحث عن رغباتهم ومشاعرهم أمر في غاية الأهمية وفقا لدراسة أجرتها جامعة هارفرد حيث وجدت الدراسة أن عملية التربية ترتبط بتطور الطفل في مرحلة المراهقة ومراحل البلوغ المبكرة وسن الرشد وهي :
=أولا: دعمهم على الاستقلالية
=ثانيا:المراقبة (معرفة أين يوجد أبنائك وما الذي يخططون له) الحنان( علاقة دعم ومساندة) ما خلصت له الدراسة يبقى للأهل تأثير كبير خلال مرحلتي المراهقة والمرحلة البلوغ المبكرة عن طريق تشجيع الطموح والتطلعات ومساعدة أبناءهم في فهم المعنى و الهدف من وراء انجاز الأعمال المدرسية.ويوضحوا لهم كيف أن المجهود الذي يقومون به يلائم أهدافهم على المدى الطويل.
أحتاج أن أقوم بالأمور لوحدي حتى لو فشلت
من البديهي أن يسعى الأهل لحماية أبناءهم من الفشل لكن عندما لا تسمح لهم بالفشل فهذا يعني أنك لن يطوروا مهارة التعافي والنهوض مرة أخرى فالمراهقين بحاجة لأن يفشلوا لكن دور الأهل يكمن في مساعدة المراهق في التعافي من الفشل وليس عمل واجباته عنه وخوض تحدياته.
أنا أمر بتجارب وظروف لم تمر بها عندما كنت مراهقا
هناك فجوة أجيال بين الآباء والأبناء واختلا ف في الطريقة التي كانوا يختلطون بها اجتماعيا سابقا وبين الطريقة التي يختلط بها مراهقين هذه الأيام اجتماعيا .فنحن كآباء لم نتواجد في مثل هذا العصر الرقمي حيث تتغير الأشياء بسرعة , معظم المشاعر التي يمر بها أبناءنا المراهقين هي نفسها التي نمر بها عندما كنا في عمرهم لكنهم يتعرضون لضغوطات أكبر بسبب مواقع التواصل الاجتماعي .
احتاج مساعدتك بشدة في بعض الأحيان
هناك تغيرات محددة في تصرفات وسلوكيات المراهقين يجب الحذر منها الانتباه لها فهي بمثابة جرس إنذار ومن هذه التصرفات الانسحاب من العائلة, الجلوس وحيدا, إهمال الواجبات المدرسية ,انخفاض مفاجئ في التحصيل الدراسي, و تغير جميع أصدقائهم ,التخلي عن النشاطات التي كانوا يمارسونها وإمضاء ساعات طويلة في غرفة نومهم. عندما تلاحظ مثل هذه التغيرات على ابنك لا تترد ولا تضع الوقت وأبدأ في سؤاله عن كيفية سير الأمور معهم وماذا يحصل في حياتهم يمكنك البدء بعبارات مثل « سمعت أن نسبة التنمر في تزايد في المدارس هل تعرض أحد زملائك لمثل هذا الموقف؟» وفور بدأهم في التحدث يمكنك سؤالهم إذا تعرضوا لمواقف مماثلة أو ستعرف وجهة نظر ابنك المراهق في ماذا يمكن أن يفعل أهل صديقه في تلك المواقف.
أريد أن أكون صادقا