شريف عبد المنعم
"مشروع وطني كبير وضع يده على أمر يعاني منه الكثير من الدول الغنية والفقيرة على حد سواء، وهو ارتفاع تكاليف الزواج، وبالتالي تأخر سن الزواج عند الشباب أو الفتيات".. بهذه العبارة لخصت مؤسسة الشيخ "ثاني بن عبدالله آل ثاني" للخدمات الإنسانية "راف" أسباب تدشينها لمشروع "إعفاف" الوطني لتزويج 1000 شاب وفتاة.
وبحسب بيان أصدرته "راف" فإن المرحلة الثالثة من المشروع انطلقت الأسبوع الماضي بحضور 500 شاب وفتاة، وتعمل على تأهيل المشاركين للزواج، وإعدادهم بالدورات المناسبة، وذلك قبل الدخول في المرحلة الرابعة التي سيتم فيها تقديم الدعم المادي لهم.
محاضرات متنوعة
حول أهمية المشروع قال "رحب السيد عايض بن دبسان" -رئيس مجلس الأمناء بالمؤسسة-: "إعفاف" من المشاريع التي نوليها عناية خاصة، لأنه يصب في مصلحة الوطن والمواطن خاصة الشباب أهم فئة من فئات أي مجتمع، والذين يسهمون بدور أساسي في تطوير مجتمعهم ونهضته، لذلك فتوفير سبل الزواج وتسهيله عليهم تجعلهم من المشاركين وبقوة في عجلة التنمية والنهضة.
وبحسب الموقع الإلكتروني لـ"راف"، فقد أشار الدبسان إلى أن المرحلة الثالثة تظهر مدى التعاون بين المؤسسات المختلفة داخل الدولة القطرية، فبالإضافة للشريك الأساسي في المشروع وهو جريدة "الشرق" سيستضيف مركز الاستشارات العائلية بقطر فعاليات هذه المرحلة من خلال دورة مكثفة في المحاور الشرعية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية للرجال والنساء.
من جهته، أوضح د. "يحيى بن حمد النعيمي" -رئيس إدارة خدمة المجتمع بالمؤسسة- أن المرحلة الحالية تستمر لمدة أسبوع، وتركز على تثقيف المقبلين على الزواج بإقامة محاضرات مكثفة في أكثر من محور يقدمها كوكبة من المحاضرين الأكفاء في مجال التربية الأسرية، وتستعرض المحاضرات أربعة محاور تم تقسيم المشاركين عليها؛ وهي الجانب الصحي والجانب الشرعي والجانب الاجتماعي بالإضافة للمحور النفسي .
مساعدة وتأهيل
وأشار النعيمي إلى أن مراحل التأهيل تعمل على غرس العديد من القيم والآداب والأخلاق، وتضع القدم على أول سلم تكوين وإعداد الأسرة على الأسس السليمة التي تعمل على ديمومتها واستمرارها على النهج الواضح، كما تبين ما يجب أن يكون بين الزوجين لتسير الحياة الزوجية إلى بر الأمان حفاظا على رباطهما المقدس من الانهيار أو التفكك، مستمدين ذلك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم خير زوج وأكرم معلم.
وأضاف أن الغرض من هذه الحملة ليس مجرد تزويج الشباب والشابات فقط، وإنما هدفها الرئيسي التوعية بأهمية الزواج وتيسيره، والبعد عن مظاهر الترف التي تصاحب ذلك، وبيان أن الكثير من الأمور التي تثقل كواهل الشباب تعمل على إفشاله بعد قيامه بسبب الديون التي تراكمت بفعله، وما تحمله الشاب لإتمام هذا الزواج.
وبخلاف جانب المساعدة التي يقدمها "إعفاف" للشباب، لفت النعيمي أن هناك أهدافا أخرى تقف وراء المشروع، منها التصدي للظواهر التي تواجه المجتمع وتهدد استقراره، موضحا أن أي انهيار للأسرة في المجتمع يحدث تصدعا في أركانه، وبالتالي فإن حماية مؤسسة الزواج هي مسئولية تقع على المجتمع ككل.
تواصل عبر الفيس بوك
وكان فضيلة العلامة د."يوسف القرضاوي"، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قد أشاد في وقت سابق بالمشروع، معتبرا أنه من أهم المشاريع التي خرجت عن المألوف والمعهود على مختلف المؤسسات الخيرية والإنسانية.
وبحسب جريدة "الراية" القطرية، فإن المشروع بمراحله الأربعة يستهدف تحفيز روح التكافل الاجتماعي لدى المؤسسات الاقتصادية بالدولة، والوقوف معها لتقديم كل ما يمكن لخدمة المشاريع الاجتماعية والثقافية.
وقد تم تصميم المشروع على أربع مراحل ،الأولى مرحلة تسويق للفكرة، والمرحلة الثانية تأهيل الشباب المشاركين، والمرحلة الثالثة إعدادهم من خلال الدورات والمحاضرات، وهي المرحلة التي انطلقت الأسبوع الجاري، وأخيرًا المرحلة الرابعة التي سيتم فيها تقديم الدعم المادي وتنفيذ المشروع على أرض الواقع.
ولضمان أن يسير المشروع وفقا لضوابط وأسس تؤدي لإنجاحه، تم تشكيل لجان متخصصة لكل مرحلة وكذلك لجنة استشارية تضم في عضويتها العديد من الشخصيات المشهود لها بالمشاركة والمساهمة في الثقافة الأسرية.
ولتحقيق المزيد من التفاعل مع الشباب، أنشأ القائمون على المشروع بالمؤسسة مجموعة على موقع "فيس بوك" الاجتماعي، وذلك لتحقيق التواصل الدائم بين المشاركين، حيث تم وضع مواعيد المحاضرات على صفحة المجموعة الرئيسية، إضافة للأخبار المتعلقة بالمشروع، بينما تحوي صفحة الآراء والنقاش مشاركات الشباب حول مطالبهم وأمنياتهم التي يسعون لتحقيقها.
إسلام أون لاين