أيمن عشماوي
محنة البنات... الأسى يطحنني والألم يهزني ..وعلاقاتي بالناس ارتبكت..وكرهتُ أبي وأمي وإخوتي.. لقد أصبحت قطعةً من أفكاري..لم أعد أنام..لم أعد أستيقظ..
أريد أن أراه,أتمنى أن أستيقظ فأجده ميتاً..وأحياناُ أفكر أن أدس له السّم.
كنت كتاباً مقفولاً وموضوعاً على الرف،وجاء هو وفتحه وقرأ كل سطر فيه وكل كلمة فيه..وكنت سعيدة.
ولكنه في آخر لحظة تركني وتزوج غيري!! لقد ذبحني
ثم بدأت أقاوم العذاب وأرسم الضحكة على شفتي وأغتصب الإبتسامة،وبدأت أعود إلى الحياة لأبحث عن سلوى (بديل) لجراحي..
أبكي..أصلي..أصوم..
أرجوك يارب تدخل وأرحني من هذا العذاب،يامن تعرف عنائي وتكشف عذابي.!!!
هذه هي نار الكرامة الجريحة والأنوثة التي وقعت في براثن الشر.
لقد عاشت في بروفة الحب، ولم تحاول أن تمارس هذا الحب أو تجربه،ولكنها فعلته جبناّ وتردداً وخجلاً..
إن ما ينقصها ليس الحب، إنما ينقصها الإيجابية والتفاعل مع الحدث بواقعية.
لقد هبطت بنفسها إلى مجرد أداة فاقدة للحرية والإختيار في يد القرد الهائج داخلها، وهي فاقدة للاختيار تماماً..فأي رجل يظهر من شباك الجيران هو روميو!!
إنّ أتعس ما في الرجل أنه محكوم عليه بالغرور ،فنراه يصاب بمرض عصبي ثم يجد دواءه في هذه المرأة.
إننا نحترم الحب ونريد أن نجعل منه عاطفةً دائمة ووسيلة إلى بناء أسرة واختيار الزوج والوصول إلى محبة مستقرة،لا شعلة غرامية تنطفئ في أيام وتترك الندم والحسرة لباقي الحياة.
أما التي تخلع عفافها عند أول زوبعة من زوابع المراهقة والتي تلقي بنفسها بين ذراعي أول مراهق يعاكسها على محطة وتظن أنها حرية فإنها تخطئ الفهم..فهي لا تمارس الحرية وإنما القرد هو الذي يمارس فيها تجربته.
وبعد هذا المشوار الطويل الذي يقطعه القلب، تحتاج إلى راحة طويلة لأن العواطف كالدم والأنسجة تحتاج إلى وقت كي تتجدد.
إن أسوأ ما يفعله المحب بعد صدمة عاطفية أن يمضي في علاقاته ،وذلك بسبب الفشل الذي غيّر طعم الحياة في فمه، فتصبح علاقاته مريضة يسكنها الحقد والشر.
وهذا يكشف أزمة البنت العصرية التي يحدثها صاحبها عن الحب والتحرر ثم يغدر بها ولا يتزوجها إذا طاوعته في هذا التحرر.
ولمثل هؤلاء الشباب أقول:
إنك باسم الحب استدرجت صاحبتك ثمّ بصقت عليها..واعتبرتها غير نظيفة..إنّ الشباب أمثالك هم أسباب محنة البنات وعذابهنّ ويأسهن..
وأنت تدّعي أنك تبحث عن حب طاهر ...وأنت كذوب.
فبعد أن تتعب من غبائك ستتزوج من فتاة( الصدفة) وتتحول إلى زوج غيور سخيف.
فشل في الحب.. وفشل في الزواج.. وفشل في الأسرة.
السبب واحد: وهو انعدام الصدق.
نصيحتي لكل صبية:
يا صبايا..مهما كانت المرأة جميلة وجذابة وفاتنة ،فهذا لا يكفي لإغراء رجل بالزواج منها إلا إذا كان مغفلاّ .
والرجل لايلتفت إلى المرأة السايبة التي تنتقل في طيش وترخص من رجل إلى رجل،
مهما كانت ساحرة وجميلة.
والمرأة لا تفوز بإهتمام الرجل إلا إذا شعر بقيمتها وغلوها.
نصيحتي لك أن تبذلي كل عقلك وذكائك في أن تقنعي رجلاً واحداً بأنك إنسانة ذكية وعاقلة وأنك يمكن أن تكوني ثقة.
اعتمدي على الله ،فمع الله السلامة والأمن والإطمئنان..
((ألا بذكر الله تطمئن القلوب)).
سيريا نيوز