سيدتي - خيرية هنداوي

غالباً ما تدفع الطاقة داخل الإنسان لممارسة واجباته اليومية.. الحياتية، بما تشمل من عمل أو دراسة أو رياضة وجميع المهام المكلف بها، ولكن هناك ما يسمى ب"متلازمة التعب المزمن"، والتي تصيب بعض المراهقين، وباتت شكوى تتكرر على ألسنة كثيرات من الأمهات، وهي تحكي عن عدم رغبة المراهق في القيام بواجباته.. بحجة الإحساس بالتعب والإنهاك، والخمول.. أشبه بمن استنفد طاقته كعامل في البناء والتشييد!

في تقريرنا، نستعرض معنى المتلازمة، وأسباب انخفاض طاقة المراهق وعلاماتها.. ومع المختصين سنتعرف إلى عشرات الحلول. اللقاء مع الدكتورة فاطمة الشناوي، أستاذة الطب النفسي والمستشارة الاجتماعية.

أفكار عن الطاقة

هي عبارة عن هالة تُحيط بالفرد، تكبُر كلما شعر بالاتزان والطمأنينة، وتصغر كلما كان متضايقاً، عصبياً، أو مكتئباً.

ويمكن للإنسان التحكُّم في هذه الطاقة من خلال أفكاره، فكلّما زادت الأفكار السلبيّة، زادت الطاقة السلبّية، وإذا زادت الطاقة السلبية داخل الجسم، تتحول هذه الطاقة لأمراض متعددة.

ومتلازمة التعب المزمن.. من الأمراض المعقدة صعبة التشخيص، وهي حالة من التعب والإرهاق المزمن تؤثر على الجسم، وكذلك على الحالة النفسية، ويمكن أن تؤثر على المراهقين، خاصة الفتيات. وكثيراً ما يردد المراهقون بأنه ليست لديهم طاقة لمُمارسة واجباتهم اليوميّة، ما يتسبب بالرُّسوب والفشل الدِّراسي، وذلك بسبب حالات التوتر والإجهاد التي يشعرون به.

المراهقون يمرُّون بفترة مراهقة وتسارع للهرمونات، ولهذا غالباً ما يشعُرون بالتعب والإرهاق والكسل والفتور بشكل مستمر، وهذا ما يُسمّى بنقص الطاقة، وما يُصاحبها من ظهور لأعراض جسدية، وذهنية وعاطفية.

إضافة إلى أن غالبية المراهقين يعتمدون في نظامهم الغذائي على.. الأطعمة المصنعة وكثيرة السكر، بجانب قلة النوم الذي يعد من الأسباب الرئيسية للضعف والتعب والإرهاق.

أسباب متلازمة التعب المزمن

يعتقد العديد من الأطباء أن الطريقة التي تتفاعل بها بعض الهرمونات في الجسم قد تتسبب في تعرض بعض الأشخاص لخطر الإصابة بها.

فإذا كان شخص ما مصاباً بفيروس وكان يعاني من ضغوط كبيرة، فقد تؤدي هذه الحالة إلى زيادة احتمال إصابته بمتلازمة التعب المزمن.

وهناك الالتهابات، مثل الحصبة أو مشاكل في الجهاز المناعي أو الجهاز العصبي.. والاختلال الهرموني.. الضغط النفسي.. ضغط الدم المنخفض.

أسباب انخفاض الطاقة في جسم المراهقين

يعتمد الكثير من الشباب والمُراهقين بشكل أساسي على الوجبات السريعة الفقيرة بالعناصر الغذائيّة، هذا ما يتسبب لهم غالباً في الإصابة بفقر الدّم، الذي من أعراضه الشُّعور بانخفاض الطاقة والشعور بالتعب العام.

قلّة المياه في الجسم

تُعتبر سبباً مباشراً للشعور بانخفاض الطّاقة والتعب العام، بينما الاعتماد على العصائر والمشروبات الغازيّة لا تحل مكان المياه، بل تعتبر مرضاً يزيد من مشكلة الجفاف، ما قد يُهدد حياة المراهق.

الجلوس لوقت طويل

يجلس الكثير من الشباب والمراهقين ساعات طويلة أمام الشاشات، دون القيام بأيّ نشاط حركي، هذا ما يزيد من احتمال تعرُّضهم للسمنة، كما أنّ قلّة حركة الجسم تستنزف الطاقة، فتجعل الشخص غير قادر على القيام بأيّ نشاط.

السهر الطويل

يُعتبر السهر من أكثر الأَسباب المُؤدية إلى انخفاض عالٍ في الطاقة، ما يؤثر على الوظائف الحيويّة، فتتراجع وظائف أعضاء الجسم ويقل النشاط في الدماغ، وتضعف الذاكرة، فضلاً عن التعب العام.

التفكير السلبي

الأفكار السلبيّة تستنزف الطاقة بشكل كبير، مثل توقُّع حُدوث الأشياء السيئة، ولوم الذات والغيرة، الاستياء والشك، والمخاوف والعصبية، ما يتسبب في فقدان طاقة الجسم.

العزلة

الانعزال والبقاء في المنزل لمدَّة طويلة، وعدم مُخالطة الناس وعدم الخروج مع الأصدقاء، يجعل الشخص كئيباً وحزيناً، هذا ما يتسبَّب في استنفاد طاقة الجسم بشكلٍ كبير.

أعراض محتملة لمتلازمة التعب المزمن

  • التعب والضعف الشديد الذي قد يجعل من الصعب الخروج من السرير والقيام بأنشطة يومية طبيعية.
  • الصداع.. الدوخة.. وأعراض عاطفية، مثل فقدان الاهتمام بالأنشطة المفضلة.
  • مشاكل النوم، مثل مشكلة الأرق.. كما أن الأعراض تزداد سوءاً بعد الجهد البدني أو العقلي.
  • الدوار الذي يزداد سوءاً بعد الوقوف أو الجلوس بعد الاستلقاء.
  • مشاكل مع التركيز والذاكرة.. الصداع وآلام المعدة.

طرق زيادة طاقة الجسم

  • لا يوجد علاج معروف لمتلازمة التعب المزمن، لكن التغييرات في نمط الحياة يمكن أن تساعد المراهقين.
  • شرب كميّات كافية من الماء.. حيث يساعد ذلك على تنشيط الدّورة الدمويّة، والحماية من جفاف الجسم، وتجديد الخلايا، ممّا يحفِّز الطاقة.
  • تقليل كمية السعرات الحراريّة.. حيث إنّ السُّمنة تُعد من أبرز المُسببات لهذه المشكلة.
  • الحرص على تناول وجبة الإفطار بشكل يوميّ.. وأن تكون غنية بكل العناصر التي يحتاجها الجسم.
  • إجراء الفحوصات اللازمة.. بشكل دوري؛ للتأكُّد من عدم وجود نقص في الفيتامينات المُختلفة، التي يؤدي نقصها إلى حدوث هذه المشكلة.
  • الحصول على قدر كافٍ من النوم يومياً.. بمُعدل لا يقل عن ثماني ساعات، ويفضَّل أن يكون في الليل.

    يجب ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوريّ ومستمر؛ للحفاظ على طاقة الجسم ومُرونته وليونته.

    تناول المكملات الغذائية.. في حال وجود نقص في العناصر المُختلفة أو الحصول عليها من مصادرها الطبيعيّة.

    تخليص الجسم من السموم المتراكمة فيه.. حيث يؤدِّي تراكمها إلى انخفاض حاد في كفاءة الأعضاء.

    التخلّص من التوتر والقلق، حيث تفرز هرمونات عالية من الأدرينالين والكورتيزول، وهذا ليس صحياً في كل الأوقات.

    فحص الغدة الدرقية.. حيث تؤثر اضطراباتها بصورة مباشرة في كفاءة الجسم وطاقته، والتعرض لفترة كافية إلى أشعة الشمس، خاصةً في ساعات الصّباح الباكر، التي تبدأ منذ الساعة الحادية عشرة ظهراً وحتى الساعة الرابعة عصراً.

    تنظيم الحياة.. حيث إنّ ازدحام البرنامج اليومي بصورة عشوائيّة، يقلّل من الإنجاز ويزيد من المجهود والطاقة المُهدورة.

JoomShaper