بدأ فريق من العلماء في دراسة ما إذا كان الواقع الافتراضي يمكن أن يساعد المراهقين الذين يعانون من اضطرابات اللغة التنموية على تحسين مهاراتهم الاجتماعية وفهمهم العاطفي.
ففي دراسة حديثة، نشرت في دورية Clinical Child Psychology and Psychiatry، أظهر النهج المبتكر، الذي تمت تجربته في هولندا، مستويات عالية من تفاعل المشاركين وتقديرهم، على الرغم من تباين النتائج بين الأفراد.
تحديات فريدة
بحسب ما نشره موقع PsyPost، ينبع الدافع للدراسة الجديدة من التحديات الفريدة التي يواجهها المراهقون الذين يعانون من اضطرابات اللغة التنموية، والذين غالبًا ما يعانون من مشاكل اجتماعية وعاطفية، مثل زيادة مستويات الخجل، وتقليل العلاقات الإيجابية مع الأقران، وزيادة خطر العزلة الاجتماعية والاكتئاب. أثبتت الأساليب التقليدية لتحسين التفاعلين الاجتماعي والعاطفي، والتي تتضمن عادة التفكير في سيناريوهات افتراضية، أنها أقل فاعلية بالنسبة لهؤلاء المراهقين بسبب اعتمادهم الكبير على المهارات اللغوية.
أساليب تدريب فعالة
وإدراكا لاتساع الفجوة في أساليب التدريب الفعالة، تحول الباحثون إلى تقنية الواقع الافتراضي كحل محتمل. ويقدم الواقع الافتراضي، بقدراته الغامرة والتفاعلية، نهجا أكثر تركيزا على السلوك، وربما تجاوز الحواجز اللغوية المتأصلة في الأساليب التقليدية.
وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة إلكه آرتس من معهد العلوم السلوكية بجامعة رادبود: "يبدو أن الواقع الافتراضي هو وسيلة مناسبة لممارسة الأداء الاجتماعي والعاطفي في سياق آمن ويمكن السيطرة عليه وواقعي".
تقييم لغوي تشخيصي
خضع كل مشارك في الدراسة لعملية تشخيصية شاملة للتأكد من اضطراب اللغة التنموي لديه، والتي تتضمن اختبارات لغوية عدة، لتقييم جوانب مختلفة مثل الكلام والقواعد والمفردات. امتدت الدراسة الفعلية على مدى ستة أسابيع، حيث حضر كل مشارك جلسة مدتها 50 دقيقة مرة واحدة في الأسبوع. شملت الجلسات خطوات استكمال الاستبيانات ومناقشة المهارات والتدريب عليها والمشاركة في تدريبات الواقع الافتراضي .
انخراط في بيئة الواقع الافتراضي
تم إجراء تدريب الواقع الافتراضي نفسه، المسمى InterAction، بطريقة منظمة.
تضمن أنشطة مثل، مناقشة المهارات المستهدفة، ومشاهدة مقاطع فيديو لعب الأدوار وتحليلها، وممارسة المهارات لفظيًا، وأخيرًا، الانخراط في بيئة الواقع الافتراضي لتطبيق هذه المهارات. تم استخدام بيئات افتراضية مختلفة، مثل، ساحات المدارس والحدائق العامة، لتوفير سيناريوهات اجتماعية متنوعة. قام المجرب، الذي تم تدريبه على تقنية الواقع الافتراضي، بتيسير الجلسات والتحكم في الأقران الافتراضيين الذين تفاعل معهم المشاركون.
مستويات عالية من التقدير
تبين أن التدريب على الواقع الافتراضي ممكن ومناسب في البيئة المدرسية. على الرغم من مواجهة مشكلات فنية بسيطة، إلا أنه تم حلها بسهولة، ولم يتم الإبلاغ عن أي آثار سلبية للواقع الافتراضي على المشاركين. أظهر المشاركون مستويات عالية من التقدير للتدريب على الواقع الافتراضي. قام جميع المراهقين تقريبًا بتقييم استمتاعهم وتوقعهم للجلسات المستقبلية بدرجة عالية. كما صنفوا عالم الواقع الافتراضي أنه واقعي، مما يشير إلى شعور عالٍ بالحضور والمشاركة أثناء التدريب.
قالت الباحثة آرتس: "إن الدراسة التجريبية أظهرت أن المراهقين يجدون الواقع الافتراضي وسيلة ممتعة للغاية لممارسة الأداء الاجتماعي والعاطفي"، مشيرة إلى أن النتائج واعدة، فقد ركزت الدراسة على استكشاف جدوى الواقع الافتراضي للمراهقين الذين يعانون من اضطرابات اللغة التنموية.
بمعنى آخر، يهدف البحث في المقام الأول إلى تحديد ما إذا كان الواقع الافتراضي يمكن أن يكون أداة عملية وفعالة في بيئة تعليمية واقعية لهذه المجموعة المحددة. لم تكن الدراسة مصممة لإثبات فعالية التدريب نهائيا على الواقع الافتراضي في تحسين المهارات الاجتماعية والعاطفية، بل لتقييم ما إذا كان هذا النهج مناسبًا ويحظى بقبول جيد من قبل الفئة المستهدفة. -(العربية نت)